الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفظ الامن والنظام وهدنة الصدر!

عصام شكري

2008 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مرة اخرى خرج مقتدى الصدر لابساً الكفن. مرة اخرى يتكرم الصدر على نوري المالكي ومن ورائه رايان كروكر بتمديد ”الهدنة“ التي اعلنها قبل ستة اشهر لوقف نشاطاته العسكرية لستة اشهر اخرى. مهزلة جديدة، ليس للصدر بالطبع ولكن للمالكي وحكومته الدمية ومن ورائهما جورج بوش.

المالكي من جهته لا يفوت مناسبة الا ويتبجح فيها بان خطته في حفظ القانون والنظام تحرز النجاحات بدليل تخفيض حجم العمليات الارهابية. ولكن لو كانت تلك الخطة ناجحة حقاً فليجيب المالكي على السؤال التالي: كيف يسمح، وهو رئيس وزراء دولة، لمعارض ان يمنح المهل الواحدة تلو الاخرى للحكومة ويهدد عسكرياً وبشكل مبطن بانه قد يبدأ بعدها بكسر الهدنة ويديم حربه ضدها وضد حلفاءها ؟!. ما معنى ذلك؟! اليس الاحرى، لو كانت تلك الحكومة قادرة فعلا على مسك الاوضاع و”حفظ الامن والنظام“ ان تقوم بنزع سلاح ميليشيات الصدر وغيرها من التنظيمات الاسلامية الارهابية؟!. لم يخرج "ألسيد" كل فترة ليتكرم بتمديد ايقاف نشاطات عصاباته الاسلامية واعطاء حكومة المالكي وطبعا الجيش الامريكي مهل اخرى؟!. ان تمديد المهلة لا يعني سوى تأجيل اعلان الحرب. أي انسان في العراق يعرف ذلك. انه تأجيل لتهديدات مقتدى الصدر باشعال الوضع مرة اخرى في مناطق الجنوب وبغداد وتحويل المحلات السكنية والشوارع الى ساحات معركة مخضبة بالدماء. وذلك يعني ايضا، وببساطة، ان ميليشيات الحكومة (قوات بدر وميليشيات حزب الدعوة المؤتلفة التي تسمي نفسها جيش) لا تريد نزع سلاح ميليشيات الصدر. هل الامر متعلق بكون تلك الميليشيات تنتم لنفس الطائفة الاسلامية؟! لا اعتقد. ان الامر لا علاقة له ب"رغبتهم" بل ب ”قدرتهم“ والاحرى بعدمها. انهم عاجزين عن نزع سلاح عصابات مقتدى الصدر.

ان مصداقيتهم السياسية التي انهارت منذ فترة طويلة بامس الحاجة اليوم الى ذلك لكي يثبتوا، ولو شكلا، للجماهير بانهم قادرين على لعب دور دولة مدنية معاصرة. كيف نجحت خطة قانون حفظ الامن والنظام اذن وجيش المهدي ” المنتظر “ يسرح ويمرح ويمنح المهل للحكومة ويهدد باستمراراشعال المعارك؟!. السؤال الذي يسأله الناس في العراق هو: متى سينقلب مقتدى الصدر على الوضع ويبدأ باثارة الرعب والفوضى في الشوارع من جديد؟!.

ان ”الهدنة“ تعبير تستعمله حركة الاسلام السياسي المقاتلة لامريكا والغرب وحلفاءه للدلالة السياسية على موقفها غير التصالحي مع العدو: من مقتدى الصدر في العراق، الى تنظيمات القاعدة واسامة بن لادن والطالبان في افغانستان، الى حركة حماس في فلسطين، الى حزب الله في لبنان، الى التنظيمات الاسلامية في الجزائر ومصر والمغرب، الى الجماعات الاسلامية في الباكستان الخ، كلها تعلن هدن: هدنة مع اسرائيل، هدنة مع امريكا، هدنة مع اوربا ، هدنة مع الشيطان، وهكذا دواليك. هذه الهدن تخدم هدفا سياسيا لحركة الاسلام السياسي. انها جوابها السياسي على وضع تظطر فيه تلك الحركة الارهابية الى انزال سلاحها والكمون بانتظار تغير اتجاه الرياح. بعبارة ما يقول مقتدى الصدر لجورج بوش: انتبه ! لن ارمي سلاحي بل ساريحه قليلا واعطيك مهلة!.

ان حركة الاسلام السياسي لا قيمة سياسية لها دون بندقية وتفجيرات ومفخخات وتدمير وحرب مستمرة ضد المستكبر والكافر والشيطان والصليبي.. الخ ( لبس الصدر للكفن هو تعبير بربري عن التفاني حتى الموت)، تماما كما ان لا معنى لأيمن الظواهري او اسامة بن لادن او بقية التنظيمات الاسلامية دون الكلاشنكوف بجانبهم في تسجيلاتهم ”الجهادية“ التي يشمأز منها الناس. على جماهير العراق ان تدرك ان مقتدى الصدر وكل حركة الاسلام السياسي الارهابية لن تستطيع ادامة وجودها دون سلاح وارهاب.

ولكن هل هذا هو نجاح المالكي وجورج بوش في العراق؟!. هؤلاء الموالين لامريكا والمطبلين للحرية والديمقراطية ونفايات ”العراق الجديد“ عاجزين تماما على نزع سلاح ميليشيات مسلحة حتى بوجود قرابة 180 الف عسكري امريكي يحتل العراق؟! اي نجاح لخطة حفظ القانون والنظام هذا؟!. انه فشل ذريع.

ان احلال ظروف مجتمع طبيعي وآمن لن تحلها تصريحات جوفاء لاحد الاسلاميين الذين تحركهم خيوط الادارة الامريكية، بل عن طريق تأمين شروط وجود هكذا مجتمع . تلك الشروط تبدأ بنزع فتيل القوى الاسلامية والامريكية المتقاتلة ؛ اي اخراج امريكا ونزع سلاح الصدر وبن لادن والحكيم والمالكي وكل الميليشيات الاسلامية والقومية في العراق. هذه مهمة مازالت غير منجزة وتعطلها القوى الرجعية الحاكمة في العراق وهي غير قادرة ابدا على انجازها. ان تلك المهمة تقع حتما على عاتق القوى الانسانية في كل العالم. وان تدخل تلك القوى اساسي في تغيير معادلة ما يجري في العراق.

ان العراق مايزال يجلس على برميل بارود. فبامكان أي اسلامي له عصابة مسلحة اشعال المجتمع وقلب شوارع مدنه الى ساحات معركة مع القوات الامريكية او الحكومية في اللحظة التي يختارها. ان حكومة المالكي، دمية امريكا، تكذب حول تحسن الاوضاع وسيرها نحو التطبيع في حين انها عاجزة عن نزع سلاح احدى اكثر القوى الاسلامية الارهابية والرجعية في العراق ناهيك بالطبع عن اخراج قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية التي تتحالف معها ( لا بل تطلب منها البقاء لحمايتها لاجال طويلة ). ان المهل التي يتكرم بها الصدر تعني وضع الجماهير في حالة انتظار لجولة جديدة من سفك الدماء والفوضى وسلب راحة الناس والمزيد من تدمير المدنية في المجتمع. اما ادعاءات المالكي فهي محاولة فاشلة اخرى لايجاد موطئ قدم راسخ له في الرمال المتحركة التي تسير بها سلطته الاسلامية والقومية الرجعية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له