الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا نقول ماذا نفعل؟؟؟؟

يحيى رباح

2008 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا نقول ؟؟؟
ماذا نفعل ؟؟؟

الإسرائيليون يقولون أن الجزء الأول في حملتهم العسكرية الدموية ضد قطاع غزة التي أطلقوا عليها اسم الشتاء الساخن قد انتهى !!! وإذا , فحن أمام وقفة قصيرة , وقفة تجري فيها كونداليزارايس محادثات مع القيادة الفلسطينية والقيادة الإسرائيلية !!!وقفة يجتمع فيها العرب على عشاء عمل , ثم على مستوى وزراء الخارجية اليوم الأربعاء !!! وعلى ضوء محادثات كونداليزارايس , وعلى ضوء الحراك العربي , سنرى إذا كانت الوقفة الإسرائيلية خاطفة أم طويلة ؟؟؟
في هذه الأثناء, ماذا نقول نحن, وماذا نفعل نحن كفلسطينيين ؟؟؟
واقصد بهذا السؤال :
ماذا سنقول سياسيا , وماذا سنفعل سياسيا , باستثناء لملمة أشلاء الشهداء , ودفن الجثامين التي لم نتمكن من دفنها خلال الأيام الخمسة للمحرقة , واستيعاب حجم الدمار الهائل , والخسائر المروعة بشريا واقتصاديا وعلى صعيد البيوت والأرض المحروقة كأنما مر بها زلزال عنيف ؟.؟؟
قد يكون من المفيد , ومن المبلسم للجراح أن نقول بان العدوان قد فشل وأننا انتصرنا !!! ولكن هذا الكلام الذي قد يغرق فيه البعض لن يلغي إلحاح الأسئلة الأخرى حول ما الذي يجب أن نقوله ونفعله9 سياسيا , وما هو الانجاز الفعلي والحقيقي والثمين الذي يمكن أن نحققه تحت حيثيات العدوان الدموي الذي ما زالت أجواؤه قاتمة , وفصوله مفتوحة ؟؟؟
ودعوني اطرح بعض الأسئلة التي يتهامس بها الناس أحيانا, ويتصايحون بها أحيانا أخرى.
السؤال الأول:
هل تهبط مطالباتنا إلى حد الاكتفاء بوقف العدوان , أم المطالبة بفكفكة الحصار المسئول عن تدمير حياتنا بما لا يقل عن العملية العسكرية الدموية ؟؟؟
السؤال الثاني:
هل من الممكن وقف العدوان وفكفكة الحصار مع الاستمرار في الوضع الشاذ القائم منذ الصيف الماضي , وهو وضع الانقسام , أم أن هذا الوضع الشاذ هو القاعدة الرئيسية التي يعتمد عليها العدوان الدموي والحصار القاتل؟؟؟
السؤال الثالث:
ما هو المدى الذي نسعى إليه للموقف العربي المطلوب ؟؟؟ وهل نأمل بمواقف أفضل إذا لم نغادر وضع الانقسام الذي هو وضع رديء وهابط بحد ذاته بالإضافة إلى استغلاله شكل بشع من قبل إسرائيل , واعتباره مبررا لضعف الموقف العربي والموقف الدولي ؟؟؟
السؤال الرابع : أين نحن فلسطينيا من تطورات المنطقة , وتداعياتها المختلفة , حيث العمل العربي المشترك مهدد بمزيد من الاستعصاءات على أبواب القمة العربية في دمشق , والعقوبات المتصاعدة ضد إيران تقترب من اللحظة الحرجة , ونحن فلسطينيا ما زلنا نقترب حائرين في اللغة التي نستخدمها وفي الطريق الذي نسير فيه ,عواصف التجاذبات تجعلنا رغما عنا في " عين العاصفة " كما يقولون , ويلزمنا القدر الأكبر من الحكمة حتى نخرج سالمين , ولكن الحكمة تعتمد على حرية إرادتنا في اتخاذ القرار الذي تمليه المصلحة الوطنية العليا , وليس الانجذاب بدون إرادة كانجذاب السف المغناطيسي , وتتحطم كما في حكايات ألف ليله وليله !!!
خلال خمسة أيام المحرقة:
وبعد يومين من التوقف التكتيكي للهجوم الإسرائيلي , جرى كلام فلسطيني كثير , وبصوت صارخ , ولكنه كلام لا يبشر بالأمل , ولا يعطي إشارات ايجابية !!!
والكلام الذي نسمعه وتهدر به إذاعاتنا , والفضائيات , وصفحات الجرائد , ينتمي كله إلى بضاعة الانقسام ,
ويرتكز كله على نوع من " التصعيدات " اللفظية ضد بعضنا ,وهذا معناه أن الغارقين في وضع الانقسام , والضالعين في صنع الانقسام ,يرونه بالنسبة لهم هو الأفضل , ويبحثون له عن المزيد من المبررات حتى وان كانت سطحية , ويديرون ظهورهم للعدوان الدموي الذي ما زال جاثما على أبوابنا يهدد بالتهام حياتنا ومشروعنا الوطني , ويهدد بخروجنا صفر اليدين من هذه المرحلة .
ربما يكون الأمر كله :
مجرد استمرار لاندفاعه ما جرى في الشهور الأخيرة !!!أو محاولة لتكبير الحصة في الحوارات القادمة, وربما يكون الأمر اخطر من ذلك, وهو استمرار الرهان الذي وقعت بسببه خطيئة الانقسام في الصيف الماضي !!!
ولكن في كل الأحوال , ليس أمامنا وقت طويل لاستمرار التراشق , والاعتماد على " تصيدات " لفظية لبعضنا , مطلوب مبادرات فلسطينية !!!
مبادرات من نوع الجرأة على الالتزام بالتهدئة !!! مبادرات الذهاب الشجاع للحوار الوطني !!!
مبادرات تشكيل حكومة وحدة وطنية , وانتخابات مبكرة تعيد صياغة النظام السياسي الفلسطيني , وتكريس مرجعية الشرعية الوطنية الفلسطينية وليس الانقلاب عليها أو التفلت من حولها !!!
لأنه بدون ذلك , فان البديل معروف تماما , جربنا في الأيام الماضية وصلة سريعة من معاناته وخسائره الفادحة , والأتي أعظم بكثير , لان الأتي في حالة الارتباك العربي , وتفاقم وانفجار ملفات المنطقة , وشحن الموقف الدولي بالمزيد من السلبية اتجاهنا , قد يكون هو الأسوأ بعد النكبة منذ ستين سنة
لدينا هذا الحجم من الدماء ,
لدينا هذا العدد الهائل من الضحايا, قرابة خمسمائة شهيد وجريح في خمسة أيام فقط, ولدينا الأمل بان الألم العظيم قد يهدينا إلى قرارات شجاعة فعلا, وإلا, فيا لخسارة لدماء, ويا لفاجعة الضحايا !!!
العالم كله ينتظر ماذا نقول ؟؟؟
وماذا يجب أن نفعل ؟؟؟
[email protected]
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال