الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنبتسم ، إن كنا واثقين بمن نصدِّق

زيد ميشو

2008 / 3 / 7
الادب والفن


لنبتسم ولِندع السحنة الكآبية جانباً ، ولنفرح ونترك مجالاً للفرح . ما دورُنا كبشر في هذه الحياة ؟ نركض وراء لقمة العيش ؟ ننهك أنفسنا في العمل كي نكتنز لنا كنوزاً ؟ أم نتشاجر حتى مع خيال الآخرين متى ماقاطع خيالنا ؟
عبثاً ، كل مايقوم بها الإنسان ، عبثاً إن كان مايقوم به لاينفع الآخرين . نأكل ونجوع ثم نأكل ونجوع وسنبقى على هذه الحال حتى نموت ، فهل الخلود بالطعام ؟ نحسب ونجمع ونطرح ، نقسِّم ونضرِب والنتيجة صفر مادمنا نحيا بالأرقام . أحصل على شهادة فأصبح أستاذاً على الجميع ، أعالج الأمراض أتخيَّل نفسي مخلصاً للبشرية ، أكتب مقالةً فأتعالى على الآخرين ، ومتى ما أُنيطت بي مسؤولية لا أقدِّم لها خدماتي بل أجني منها ماأمكن . رتابة الحياة مملَّة ، ننام ثم نصحوا ، نأكل ونشرب ونعمل ، نسعى كعدَّائين من أجل الجنس ، وماذا بعد ؟
في زمن مضى مررتُ بظروف قاسية ، ماذا أفعل ؟ شعور بالوحدة ، إهتزاز في الشخصية ، ملل من الحياة ، بدون حاضر ولا مستقبل، لأكتشفت معها بأنَّ الماضي وهَم ، لم أستطع أن أتقبَّل ظرفي ، شكوتُ وأشتكيتُ ، نُحْتُ وبكيتُ ، وكنتُ قابَ قوسين أو أدنى من الهروب ، الهروب من كل شيء ، حتى من رغيف خبزٍ يسدُّ رمقي ، فهل إنتهى كل شيء ؟ فكَّرتُ ملياً ولم يعُد لي مجالٌ للتفكير ، إستنتجدتُ بأنّي لاأقبل ما أنا عليه حتى تأكَّدتُ من أنَّ كل شيءٍ باطل مادمتُ أعتبر نفسي محورَ العالم وكل شيء لابد أن يكون في مساري . ساعدتني إمرأة زاهدة ناسكة تخلَّت عن كلِّ شيء لأجل الحب . وسألتني عدة أسئلة بكل حُب ، بدأَتْه بسؤال عفوي ، ماذا تريد أنْ تكون ؟ فكان الحديث عن مَن يعتقد إنه كان ويكون وسيكون ، فخُتمتْ الجزء الأول من حكمتها بسؤالٍ: وماذا سيكون ؟ ومعنى السؤال حسب مجرى الحديث ، وماذا بعد ؟ وكان الكلام لها ، لو حصل شخص ما على مناصب ليصل إلى أعلاها ، وحصل على سلطة وساد على الملايين ، وأصبح من كبار الأثرياء لابل أثراهم ، وماذا بعد ؟ فكَّرتُ في السؤال الآخير لسنين ، فجلّ مايكون هو تشييع مهيب ، قبر من رخام ثمين ، وتابوت من خشب الصندل منقوش ومزين ، ونعي في الصحف . وماذا بعد ؟ سؤال مابعده سؤال ، وجوابه عدم أو ثقة مطلقة . فإمّا أنْ نؤمن بالخُلود أو لا نؤمن ؛ فيذهب كلُّ شيء هباء . وإن آمَن بالخُلود فكيف سيحصل عيه ؟ بالمال أم في الجاه أم في الجنس ؟ هل في عبوسنا وتكشيرتنا ، أم في إستحواذنا على كل ماتيسَّر ؟
إسئلة لم تعد غامضة ، إجابتها واضحة كنور الشمس ، لاهذا ولاذاك ، بل في من نقابِل. كيف ذلك ؟ فلتسقط الفلسفة في تعابيرها واللغة في مفرداتها إن كانت تستطيع أن تفسرَّ الحُب ، فالحُب وحده جواب للسؤال الأخير وماذا بعد ؟ والحب لايدركه سوى ثلاثة ، أنا وأنت يامَن أحب ومن أؤمن به إن كان نبعاً للحب . أنا هو كل شخص وأنت هو كل من نقابل وما أمَن به هو مايتيقَّن منه المرء بأنه الخير الأسمى ولايوجد فيه غير الخير مهما كانت تسميتُه . فعبثاً أن نحيا دون أن تكون حياتنا عملياً جواباً على سؤال { وماذا بعد ؟ }








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا


.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا




.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر