الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة والوعي، هما أساس الحب والتفاهم والتقدم

احمد محمود القاسم

2008 / 3 / 7
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الثقافة والوعي، هما أساس الحب والتفاهم والتقدم

ثقافة الحب، تمس كل جوانب حياتنا، كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، وهي أهم عوامل التواصل والتلاقي والحوار والتفاهم، كذلك الديموقراطية، فلا ثقافة بدون ديموقراطية ولا ديموقراطية بدون حرية، وكلها عوامل متداخلة ومتكاملة، كما يجب أن لا نفكر كثيرا في لقمة العيش، حتى نتمكن من التفكير موضوعيا وثقافيا، ثقافة الحب السائدة في مجتمعنا العربي، هي ثقافة الرجل، وهي ثقافة ذكورية بحتة، فمجتمعنا العربي، السيد فيه هو الرجل دوما، وهو الآمر الناهي، والمرأة فيها هي المسودة دائما، والتي عليها الاستجابة لكل رغبات الرجل، شاءت أم أبت، فهي جارية للرجل، وهناك حالات قليلة جدا، نرى المرأة فيها بوضع السيد، والرجل فيه بوضع المسود، وان كان اليوم، في ظل عصر التكنولوجيا، والتدفق الهائل للمعلومات، بدا تحرك المرأة اكثر عن ذي قبل، وبدأت تفهم حقوقها أيضا بشكل أفضل، وبدأ الرجل المثقف، يحترم دور المرأة، وحقوقها، وحريتها الشخصية، ونفسيتها بشكل أعمق.

عبر عصور التاريخ، كانت المرأة تحت قيادة الرجل، ومن اجل متعته الجسمية والجنسية، كان دور الرجل دوما، هو أن يأخذ، ودور المرأة دوما، هو أن تعطي، ولكن في الحقيقة، كليهما يعطي ويأخذ، وكليهما يتحصل على النتيجة التي يريدها، النشوة الخاصة بكل واحد منهما، فظاهرة العطاء والأخذ المتبادل، كانت منذ عصور التاريخ، لكن الرجل، كان وما زال، يقدر أن يجير كل انتصاراته وانتصارات المرأة، لصالحه دوما، حتى في العملية الجنسية، فهو الذي يحدد مكانها وزمانها، وهو الذي يبدأها وينهيها، وهو الذي يطلب من المرأة ان تتزين له، وتظهر له مفاتنها من اجل إرضائه وإشباع متعته، ويطلب منها ان تتفنن في ذلك، الى درجة أن تكون له على السرير كالعاهرة عند بعض الرجال، وليحترق الطرف الآخر، فهذا ليس مهم عنده.
لنستمع الى الكاتبة والأديبة سلوى ألنعيمي و فضيلة الفاروق في كتابيها (برهان العسل) و(اكتشاف الشهوة)، والتي قامت دار للنشر في لبنان (دار الريس للنشر) تعرض دعاية للكتابين (برهان العسل) للكاتبة السورية (سلوى ألنعيمي) على صفحاتها الالكترونية من اجل تسويقه، تعرض فقرة من فقرات الكتاب كالتالي:
(كنت أصل إليه مبللة، وأول ما يفعله هو، يمد إصبعه بين ساقي، يتفقد "العسل" كما كان يسميه، يذوقه، ويقبلني، ويوغل عميقاً في فمي، أقول له: من الواضح أنك تطبق تعاليم الدين، توصيات كتب شيوخي القدماء: وتتابع
(أعلم أن القبلة أول دواعي الشهوة والنشاط، وسبب الانتعاظ والانتشاء، ولا سيما إذا خلط الرجل، بين قبلتين، بعضة خفيفة، و قرصة ضعيفة، كيف يمكنني ألا أذكر المفكر به؟
لم يكن بحاجة إلى من يذكره بتراثه، هنا كان مسلماً بامتياز، وأنا أيضا)ً.
في كتاب آخر من تأليف: فضيلة الفاروق، الكاتبة الجزائرية، بعنوان: (اكتشاف الشهوة)، تعرض دار النشر نفسها، فقرة من الكتاب، لجذب القراء لشراء الكتاب، لنقرأ ما هو معروض:
(.......هل تعريفين، حين تزوجت، كنت أظن، أن كل مشاكلي انتهت، ولكني اكتشفت أنني دخلت سجناً فيه كل أنواع العذاب، أنا التي اسمي "باني بسطانجي" والتي منعت طيلة حياتها، حتى مجرد أن تفكر في رجل، بين ليلة وضحاها، أصبح المطلوب مني أن أكون عاهرة في الفراش، أن أمارس، كما يمارس هو، أن أسمعه كل القذارات، أن أمنحه مؤخرتي، ليخترقها بعضوه، أن أكون امرأة منسلخة الكيان، أن أكون نسخة عنه، وعن تفكيره، المشكلة تجاوزتني يا "شاهي" ولهذا تطلقت).
كانوا يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة، ولكن حقيقة هذه المرأة، لا يظهر في العلن، وفي ظل الرجل ووعيه، إلا بعد موته، وأنا أقول:(إذا كان وراء كل رجل عظيم امرأة، فوراء كل امرأة متخلفة رجل)، فالرجل، يريد للمرأة ان تظهر بفنها وبفنونها أمامه فقط، بشتى صورها وأوضاعها وألوانها، الجمالية والجنسية، أما في المجتمع، فلا يرضى لها أن تعبر حتى عن حريتها ووجودها وكيانها، وتظهر شخصيتها وإبداعاتها، إلا في حالات خاصة، وخاصة جدا وقليلة، عند بعض الرجال.
هناك حالات كثيرة عبر عصور التاريخ، كانت فيها القيادة للمرأة، منذ عهد نفرتيتي ونفرتيري وبلقيس و خولة بنت الأزور وزنوبيا وأروى وشجرة الدر، وهي اول ملكة في الإسلام، مرورا بانديرا غاندي وسيراماكو بندرانيكا ومدام كوري وهللين كيللر وبنازير بوتو وفالنتينا تيروشكوفا وغيرهن كثيرات، لكن الرجل، يأبى أن يقبل أو يعترف بكينونة المرأة، إلا اذا كان واعيا ومثقفا، والمرأة صعب عليها ان تفهم حقيقة دورها ومكامن قوتها وتأثيرها، إلا اذا كانت واعية ومثقفة أيضا، فالثقافة والوعي، هما أساس الحب والتفاهم، بل هما أساس كل شيء في هذه الحياة.

إن العائلة العربية، عائلة أبوية هرمية (كالمجتمع العربي الطبقي)، يقوم التمايز وتوزيع العمل فيها، على أساس الجنس والعمر، فيتسلط الذكر على الأنثى، والكبير على الصغير، إنها في صلب التنظيم الاجتماعي، وصورة مصغرة للمجتمع، فتشكل حولها وحدة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، فيتوارث فيها الأفراد والجماعات هواياتهم وانتماءاتهم الطبقية والدينية والثقافية.
عرف المجتمع العربي مختلف التجمعات العائلية في مراحل تطوره التاريخي، يظن، أن الاقتصاد، كان يقوم في المراحل الأولى، على التقاط الثمار والصيد، وكانت الملكية جماعية، والعلاقات تعاونية، تتصف بالمساواة بين المرأة والرجل، أما في المراحل التالية، حين أصبح الاقتصاد، يقوم على تدجين المواشي والرعي والزراعة، فقد ظهرت الملكية الخاصة، وجرى توزيع العمل، بحيث يكون الرجل مسئولا عن السعي والجهاد في تأمين الرزق، والمرأة مسئولة عن الشؤون المنزلية، ونشأ النظام الأبوي، وخسرت المرأة مساواتها، وليس واضحاً متى تم ذلك تماماً ؟
بعض الدراسات، تشير الى استمرار النظام الامومي، عند بعض القبائل في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام مباشرة، ويذكر عالم الاجتماع اللبناني زهير حطب أن المرأة، في العصر الجاهلي، كانت المرجع الوحيد والحقيقي، بسبب عدد الأبناء المولودين من أزواج متعددين، فنسبوا إليها، وظفرت بالاحترام والطاعة، وأصبحت صاحبة السلطة في العشيرة، وان قبائل بأكملها، انتسبت الى امرأة، كبني ظاعنة، وبني طهية، وان أنواعا عدة من الزواج والانتساب، كانت معروفة قبل الإسلام، ومن رواسب نظام الأمومة، المصطلحات التي بقيت في اللغة (مثل امة وبطن ورحم وحمولة و امرأة.. الخ ) والانتساب للأم في التراث الديني.
يذكر سيد عويس في كتاب له حول ظاهرة إرسال الرسائل الى ضريح الإمام الشافعي في مصر، طلباً للمساعدة في الملمات، يوقعها أصحابها بأسمائهم، مردفة بأسماء أمهاتهم، لاعتقادهم بأنه ينادى عليهم يوم القيامة باسم ألام، وليس باسم الأب (فلان او فلانة بنت فلانة).
بسيطرة النظام الأبوي، أصبح الرجل هو المعيل، وأصبح بقية أفراد العائلة عيالاً، مهما كانت درجة مشاركتهم في العمل، ومهما كانت علاقة الإعالة والاعتماد متبادلة، وقد اخذ يطلق على الزوجة، ألقابا تلفظ بفخامة، ولكنها تعني التحقير، لأنها ملحقة بالرجل، مثل عقيلة وقرينة فلان، فيما يشار إليه، بألقاب رب الأسرة، وبعل، مما يوحي بالألوهية التي فرضها على أفراد الأسرة، التي يفترض أن تتأثر وتتضامن وتتناحر وتتعاون، وعندما تتحول المرأة الى قرينة وعقيلة، لا تعود تملك نفسها وخصوصيتها، ولا حتى شرفها الذي أصبح شرف الرجل، وبذلك تصبح أسيرة الرجل، ومفهومه لها، على إنها للإنجاب وتربية الأولاد، وتدبير شؤون المنزل، والسهر على تلبية حاجات زوجها والخضوع لأوامره، والسعي لنيل رضاه بالطاعة والتنافس، مع غيرها من النساء، للحصول عليه.
تدل دراسة في مطلع الخمسينات، في بيئة تقليدية في أهوار العراق (الجبايش) لشاكر سليم، أن الرجال، يأكلون قبل النساء، وعلى حدة، فان من الخزي على الرجال، أن تأكل النساء معهم " وان للأب، مطلق الحرية في التصرف.. وله الحق، بأن يطرد او أن يطلق زوجته في أي وقت، ولأي سبب.. مع احتفاظه بحق إبقاء أطفاله منها.. وله الحق في أن يضرب زوجته، حين يشعر أن ذلك مناسب او لازم.
للأب، أن يقبل او يرفض تزويج ابنته لأي رجل، وباستطاعته أن يستولي على مهرها كله، يعتقد الرجال في الجبايش، أن منح الزوجة أي احترام، او النظر إليها نظرة مساواة مع الرجل، أمر يتنافى والرجولة، يحصل كل ذلك، رغم أن النساء يشاركن بالأعمال كافة، بالإضافة الى العناية بالمنزل والأطفال، وإعداد الطعام، وحياكة الحصر ونقل المحاصيل، وجمع العلف للحيوانات، ولكن بعض الأعمال، مثل حرث الأرض، مقتصرة على الرجال.
هذا النظام جعل الرجل مركز السلطة والمسؤولية والاحترام والإرث والانتساب، انه رأس العائلة، وسيدها وربها، يملي أوامره وإرشاداته وتهديداته، دون أن يتوقع من أفراد أسرته، بما فيه الزوجة، أية نصائح، هو بغنى عنها، وخصوصا، إذا ما تعلقت بتصرفه، وما دام يؤمن حاجات العائلة المادية، لا يعيبه شئ، ويبدأ الرجل، يفقد هذه الامتيازات، ويتبدل موقفه من زوجته وأولاده، عندما تبدأ المرأة تشارك في العمل خارج المنزل، لقاء اجر، تسهم في تأمين حاجات العائلة الضرورية.
في عصر العولمة والانترنت، والتدفق الهائل للمعلومات، بدون حسيب أو رقيب، لم يعد هناك محرمات و محظورات، بل أصبح هناك انفتاح كامل، شئنا أم أبينا، من يدخل الى صفحات الانترنت الالكترونية، يرى بأم عينه، كل ما يسره أن يرى، أو ما لا يسره أن يرى، وهو مخير وليس بمسير، أن يرى ما يرغب، وأن لا يرى ما لا يرغب أن يراه.
يظن البعض، أن مشكلة المرأة، تحل نفسها تدريجياً وتلقائياً بتطور المجتمع، وإن تبدلاً حقيقياً قد حصل خلال القرن العشرين، مستشهدين بالإنجازات العديدة التي تمت، مثل نزع الحجاب، وارتداء الملابس الحديثة، والاختلاط بين الجنسين، والنسبة المتزايدة لإقبال النساء على العلم، والمشاركة الفعلية للحياة العامة، خارج البيت، قد يكون ما حدث، هو تطور كمي، لكنه في المحصلة، يقودنا الى تطور نوعي، ماذا يقصد بالتطور النوعي ؟
هو أن تتحول المرأة، من وظيفة ودور، ووعاء جنسي وإنجابي، الى إنسان، فيكون لها الحقوق، وعليها الواجبات والمسؤوليات، لفرض ذاتها، مثل الرجل، دون تمييز، أن تكون إنسانا لا جسداً، وان تشترك في جميع الميادين العامة، و تتساوى مع الرجل في الحقوق، وبخاصة في قانون الأحوال الشخصية، وان تكون كائناً بذاتها لا بغيرها، ثم إن المرأة، لا تزال محرومة، حتى على صعيد التطور الكمي.
إن الحل الإصلاحي، الذي يطالب بإجراء تغييرات جزئية، ضمن الإطار العام السائد، ودون التعرض إليه، قد فشل أيضا، من بين الاصطلاحات المحضة التي طرحت، تعميم التعليم، والتعليم المختلط، وفتح مجالات العمل أمام المرأة، وتصحيح الأفكار الخاطئة حول المرأة والجنس، ومنح المرأة حق الانتخاب.. الخ، ضمن الإطار الإصلاحي، طالب فرح انطوت، كما طالب قاسم أمين قبله بتربية المرأة وقال:
" إن تربية النساء، أهم من تربية الرجال، في الهيئة الاجتماعية، " إذ انه " يجب إن يكن عظيمات وفاضلات، ليكون الرجال عظماء وفضلاء، وذلك، لأن الرجال، يكونون كما تريد النساء ".
يقول البعض، إن وظيفة المرأة، أن تكون زوجة وأما، لهذا خلقت في هذه الحياة، لا لأمر سواه، لذا يجب ان نعلمها واجبات الزوجة والأمومة.. ومقام الزوجة والأم، هو في المنزل ".
التعليم، في هذه الحالة، ليست في سبيل تحرير المرأة من أغلالها، بل في سبيل ترسيخ دورها التقليدي، وهو خدمة الرجل والأولاد.
هناك قناعة جديدة في بعض الأوساط النسائية، تقول بعزل قضية المرأة، عن قضايا التحرر السياسي، وان تجزئة قضية المرأة، وعزلها عن قضايا المجتمع الأخرى، ليست خطوة الى الأمام، بل هي اندراج بوعيها في تيار الإصلاح، الذي أعلن إفلاسه، إن الحل الثوري، هو الحل الذي يرى أن مسألة قهر المرأة، مرتبطة بمسألة النظام العام، بما في ذلك مسألة القهر القومي، ومسألة القهر الطبقي، وكما تستلزم هاتان المسألتان قيام وعي تحرري، والانتظام في حركة سياسية شعبية، تعمل في سبيل إقامة نظام جديد، كذلك يستلزم تحرر المرأة، قيام وعي، والانخراط في حركة ثورية.
إن تحرير المرأة، يتطلب الكفاح والمشاركة، لذلك على النساء الانخراط في حركات التحرير النسائية، وليس خارجها، إن التحرر يكون من خلال ممارسة العمل، وعندما تشكل النساء قوة، لا يكون تصرفهن مجرد ردة فعل للقمع، بل يتحررن ضمن الثورة كما يتحرر الرجال.
احد المتحدثين في اجتماع ثقافي عقد في إحدى الجامعات العربية جامعة بير-زيت) في مدينة رام الله قال بأعلى صوته:
(أعطوني كمبيوتر وانترنت، ولا أريد الجنة)، فهو يساوي هنا بين الانترنت والجنة، وهذا ما أحدثه فعلا، عصر التكنولوجيا وعصر التدفق الهائل للمعلومات، عبر الأثير، دون رقيب او حسيب، ثورة اجتماعية وجنسية هائلة، لم يكن يتصورها أحد، في فترة زمنية محدودة، قلبت كل القيم والمفاهيم رأسا على عقب، وما زالت تتفاعل، وتقلب في تفاعلاتها الكثير من القيم والمفاهيم، وحتى المباديء والأفكار الدينية، الى هذا الحد وصلت مغريات الانترنت وتفاعلاتها، لأنه أصبح دخوله سهلا، والحصول منه على كل ما تشتهي وتريد، وكل ما لا تشتهي وما لا تريد!!! وما زالت بعض مجتمعاتنا العربية تمنع المرأة من قيادة السيارة، وتمنع ايضا من افتتاح دور للسينما، وهناك بعض المدن الفلسطينية منعت الرقص الشعبي والتراث الشعبي، بحجة وجود فتيات يؤدين الرقصات الشعبية بشكل مختلط مع الشباب، مع أنهن بلباس مستور تماما، وهذا في مفاهيمهم حرام، ولا يجوز السماح به.
بدأت المعلومات، تنتقل من بلد الى آخر، ومن جهة الى أخرى، ومن ثقافة الى ثقافة عبر قصف إعلامي مركز، من كل مكان، وفي كل الاتجاهات، ومن يملك سلاح المواجهة الثقافي الصحيح، هو من سينتصر، مهما كان هذا القصف الإعلامي قويا، ومهما كان حجمه، لأنه في التحليل الأخير لا يصح إلا الصحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصور يوثق حفرة عميقة وخطرة للغاية بجبال المسمى بالسعودية


.. شاهد..إماراتي يرصد أطول شلالات العالم على ارتفاع ألف متر في




.. حرب غزة.. إسرائيل قد تسدل الستار قريبا.. وحماس تلين موقفها ب


.. إيران تهدد بإبادة إسرائيل..هل يكون النووي بين الخيارات المطر




.. تحقيق صحفي يكشف عن خفايا شبكة -شيريون كولكتيف- الصهيونية