الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-منظر- الماركسية ...افيون الشعوب والشرطي

فلاح حسن عبود
(Falah Hassan Abood)

2008 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


نشر الدكتور صالح ياسرعلى موقع الحوارمقالته الموسومة : 24 شباط 1848 ذكرى صدور(البيان الشيوعي)...الحوار المتمدن - العدد: 2203 - 2008 / 2 / 26 ، وهي تكرار لمقالته السابقة : المجد للذكرى 160 لصدور (بيان الحزب الشيوعي) ملهم ومنظم ملايين البشر من اجل عالم جديد خال من الاستغلال! ... الحوار المتمدن - العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 .
تجدر الاشارة الى ان الكاتب قد مارس نفس الاسلوب بنشره لمقالات تبدو جديدة من حيث الاسم ،ولكن المحتوى نفسه مكرر لمقال سابق،فلم يجهد نفسه الا باضافة فقرة ، او تبديل مكان بعض الفقرات هنا وهناك، كما هو الحال في المقالتين: بعض معالم الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر 2001... الحوار المتمدن - العدد: 244 - 2002 / 9 / 12 ، بعض معالم التحولات في التفكير الاستراتيجي للولايات المتحدة بعد 11 سبتمب2001 الحوار المتمدن - العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 .
يظهر لدينا تساؤل ما هي الغاية من اعادة نشر المقالة بعد ايام او سنوات بدون اضافة او تنقيح او تعديل؟، خصوصا وان النشر على المواقع الالكترونية يحتفظ بالمقالات ويستطيع القارئ الرجوع اليها متى ما شاء.
فحجم المعلومات المتوفرة، وسهولة التوصل عليها، على مدى خمسة سنوات في القرن الحادي والعشرين تعادل اضعافها في عصر ماركس، ولكن الاخير، الذي " ضحى بالصحة والعائلة وسعادة الحياة" لاجل انجاز مؤلفه " راس المال" لم يتحدث ابدا عن الماركسية كونهاعقيدة جامدة وانما هي دليل ومرشد عمل ،كما انه لم يصورها وكأنها معلبة " صالحة لكل زمان ومكان " وان أجوبتها موجودة في " لوح محفوظ "، كما يحاول السيد الكاتب ان يوصلنا له.
ان اكثر ما يهمنا الان هو تسليط الضوء على ما جاء بمقالتيه ، بل بمقالته ، حول بيان الحزب الشيوعي، مع تقييمنا العالي لجهد الكاتب بسرد شيق لما جاء بالبيان ، منسوخ من بطون الكتب، علما انه لم يات باي ملاحظة جدية، بمعنى نقدي، حول البيان سوى التمجيد والاكبار، كنا نتفهم الكاتب لو انه طرح مواضيع جديدة محبكة ،من لدن افكاره، لتبيان في اية موضوعة يجب ان نعيد قراءة البيان الشيوعي. هذا بدوره يبين ان استنتاجاته حول القراءة الجديدة للبيان ليست نابعة من دراسة البيان ، انما من بواعث اخرى.
فهو يدعو الى "قراءة جديدة محكومة بزماننا، وبتلك التغيرات التي طرأت على لوحة العالم، خصوصا مع بداية التسعينات من القرن العشرين. فقد وضع ديالكتيك تطورالتاريخ المعاصر ومفاجآته الماركسية ومنظريها والمروجين لها أمام منعطف كبير"، كما يدعو الى " إجابات واضحة وليس تقديم أجوبة معلبة " صالحة لكل زمان ومكان ". بفكر نقدي تاريخي يؤمن بأنه من حق كل جيل أن يتصدى للمهام الحية التي تواجهه، دون أن يتوهم بأن جميع أسئلة الحاضر والمستقبل قد قيلت، وان أجوبتها موجودة في " لوح محفوظ "، وانه يكفي أن تحفظ عن ظهر قلب صيغ الماضي لتجد جوابا على كل شيء.
اننا نقف حيارى امام هذة الدعوات، الصادرة من "سوسلوف" الحزب كما يحلو للبعض ان يسميه، لقراءة الواقع" قراءة جديدة محكومة بزماننا"، كما لو ان ماركس وانجلس ولينين تحدثوا عن مصادرة حق الاجيال القادمة بقراءة الواقع حسب الظروف، فلا نرى ان هناك تناقض بين الماركسية وبين "تلك التغيرات التي طرأت على لوحة العالم، خصوصا مع بداية التسعينات من القرن العشرين"، بل على العكس تماما، فان الامبريالية الامريكية وسياستها العدوانية وبضمنها احتلال العراق ، كل هذا يدل على صحة وعلى عمق التحليل الطبقي الذي يتسم به البيان الشيوعي .
ومن جهة اخرى فان الماركسية لا تدعو لتفسير العالم فحسب ، بل الى تغييره ، وهنا هو جوهر الخلاف الجاري بين قوى اليسار العراقي من الاحتلال الانكلو- امريكي، اضافة الى اختيار اساليب النضال لاخراج المحتل.اما ما اورده الكاتب " وإنهاء الاحتلال واستعادة السيادة والاستقلال الناجزين" ، فلم ينبس ببنت شفة عن الاسلوب الذي سيتم به انهاء الاحتلال واستعادة السيادة والاستقلال.
ان الاحتلال هو الشر بعينه، فان التهرب من مقاومة الشر يعني الوقوف موضوعيا الى جانبه، وهو يعني كذلك الاستسلام لليأس. فاذا كان السيد بوش يصرح "ان من ليس معنا فهو ضدنا" ، فاننا نؤكد له :"ان ليس من ضدك فهو معك".
فهل تناسى الرفيق عضو ل.م. كيف هجم جنود الاحتلال على مقر الحزب الشيوعي الواقع في شارع ابي نؤاس ،فقيدوا الحرس وداسوا بعقب احذيتهم على رؤوس الرفاق، وكذلك فعلوها مع بقية الاحزاب ومن ضمنها الكردية؟ ، وهل يعقل انه لا يدرك ان الاحتلال الامريكي لبلادنا جاء ليبقى وانه لن يخرج الا بالمقاومة بكل اشكالها ومن ضمنها المسلحة؟، وهل يستطيع ان يفسر لنا ما هي ضرورة بقاء قواعد امريكية في ارض الرافدين؟.انني على يقين انه يدرك حق الادراك ما هو البعد الاستراتيجي للاحتلال، لكن السكوت والخنوع للمحتل نابع من مصالح ذاتية وانانية بعيدة كل البعد عن التراث الثوري للوطنيين العراقيين عامة وللشيوعيين خاصة.
اما ما يشير له الكاتب "فقد وضع ديالكتيك تطور التاريخ المعاصر ومفاجآته الماركسية ومنظريها والمروجين لها أمام منعطف كبير" ، فلا يصمد امام اي نقد وتحليل، سيما وان التاريخ لم يقل كلمته النهائية ، فالنضال الطبقي احتدم اكثر بعد التسعينات ، وانهيار المنظومة الاشتراكية لم يكن نتيجة طبيعة لتطور الاشتراكية، بل نتيجة لمؤامرات قوى الامبريالية ومخابراتها، اضافة الى خيانة قادة المنظومة الاشتراكية لقضية الشعوب. فتطور التاريخ المعاصر لن ينفي الصراع الطبقي ولن يلغيه، فهوصراع موجود وسيبقى وسيتفاقم مادامت مسالة العدالة الاجتماعية لم تحل بعد.
لنلقي نظرة على الفقرة التالية الواردة في المقالة وهي منقولة من برنامج المؤتمر الثامن "مواصلة دمقرطة حياتنا الحزبية والمساهمة الفاعلة في دفع سيرورة دمقرطة المجتمع، رغم كل الصعوبات"، ان كثرة الحديث عن الديمقراطية الحزبية ومواصلتها هي دليل واضح عن عدم وجود الديمقراطية، فعندما تكثر الفتاة الحديث عن عذرييتها هو الدليل على انها ليست عذراء، بالمناسبة كانت لي محاولة باءت بالفشل باحصاء كم مرة ذكرت كلمة ديمقراطية في برنامج المؤتمر الثامن ، فوصلت الى استنتاج انها لا تعد ولا تحصى، في حين عجزت في العثور على اية كلمة " صهيونية" في برنامجهم "الديموقراطي". فعن اية ديموقراطية تتحدثون؟ وسكرتير حزبكم يوزع المناصب الحزبية متجاهلا النظام الداخلي .
واماالفقرة التالية" - العلنية كأساس لخطة حزبنا كحزب جماهيري مستقل يتحالف مع قوى طبقية وسياسية متنوعة المرجعيات الفكرية والسياسية لحل مهام مشتركة في مرحلة تاريخية محددة، دون أن يفقد هويته الطبقية ورهاناته الإستراتيجية التاريخية الكبرى." ، فتستحق التوقف في موضوع العلنية فهذة الفكرة ليست جديدة ، فقد كان الرفيق فهد يؤكد اننا حزب علني بسياسته وسري بتنظيمه فلو لا هجمات الشرطة وجلاوزة الامن لكان حزبنا علنيا.
واما موضوع الهوية الطبقية للحزب فهذا موضوع بحاجة الى اكثر من رد ، لكننا ننوه بان قادة في الحزب الان يمارسون العمل التجاري وهم لم يملكوا شيئا بل من اموال سيطروا عليها بعد سقوط النظام السابق. فلو كانوا يمارسوا الاعمال الحرة بجهدهم الفردي وباموال حصلوا عليها بطريقة شريفة لكنا نبارك لهم اعمالهم.
تتحدث الفقرة عن رهانات استراتيجية تاريخية كبرى، لا ندري عن اية رهانات ، وهي كلمة تنم عن روح المغامرة بل المقامرة ، ان لم نقل انها تعبير عن عقلية رواد اندية سباق الخيل، لكن الواضح منها انها رهانات على بقاء الامريكان كونهم "حماة للديمقراطية" ، حسب تصريح السيد مفيد الجزائري، في ندوة على قناة " الحرة"، حيث اتضحت الصورة بانه ليس فقط مع المعاهدة العراقية الامريكية ، بل يدعو الى ان يكون الوفد المفاوض يضم كل القوى العراقية، باشارة واضحة بان يكون لقيادة الحزب الشيوعي العراقي دورا ضمن الوفد. واما حماية الدبابة الامريكية لبيت السكرتيرالاول فهي مؤشر على هذه الرهانات وهي غيض من فيض. ولا نريد نشر الغسيل، الذي تزكى له الانوف وتقشعر له الابدان وتندى له الجباه.
ان فكر الطبقة العاملة ياتي من خارجها ولكنه يبدو ان من يخون هذا الافكار هم من اتى من خارج هذه الطبقة. وهنا يدور في ذهننا الحادث التالي : قدم الدكتور صالح ياسر الى مقر الحزب في ساحة الاندلس ، وعندما طلب منه الحرس بان يبرز هويته ، ثار غضبه وتفوه ( "لك" انت ما تعرفني انا عضو لجنة مركزية ) ، "اتمنى ان تتذكروا النكتة القديمة حول "عضو" الجمعية الفلاحية" .
عندها تقدم احد الرفاق وطلب منه ان يقدم نفسه ويعتذر للحرس الذي يؤدي واجبه بكل حرص وامانة في ظروف العراق المعروفة بفقدان الامن والامان ، فماذا تتصور ايها القارئ الكريم ، كيف تصرف السيد عضو ل. م. ، انه دفع الحرس ودخل الى المقر.
نود هنا ان نذكر بحادثة مشابهة وقعت للرفيق سلام عادل بعد ثورة تموز،حين لم يتعرف عليه الحارس ومنعه من الدخول الى مقر جريدة اتحاد الشعب، فما كان من الرفيق الا الالتزام بما طلبه منه الحارس ، واثنى عليه بعد ذلك بانه تصرف بشكل ملتزم باداء الواجب. فشتان ما بين الثرى والثريا.
يعتبرالضمير محكمة ذاتية اخلاقية يخضع لها الفردعالمه الداخلي . واما من فقد وخزالضمير، فانه انسان عاجز عن اقامة علاقات انسانية ثابتة، وهو يقربان عقد صفقة مع الضمير،هي ابسط واسهل الصفقات . وكان لينين قد اكد بشكل مميزعلى اهمية الضمير بوصفه ضابطا للسلوك الذي يصون مبادئ الاخلاق الشيوعية ، فحاملو الاخيرة لا يمكنهم ولا ينبغي لهم ان يتصرفوا، لا بالاقوال ولا بالافعال ، خلافا للضمير والشعور بالمسؤلية، بل يتعين عليهم ان يبقوا شرفاء سواء امام الرفاق ام امام انفسهم بالذات.
ليس الدين افيون الشعوب ، بل من ينظر للاحتلال ويبرره بانه بقرار شرعي دولي ، متناسيا ان احتلال العراق حدث فعلا قبل هذا القرار ، اضف الى ذلك ان القرار الدولي باعتبار العراق دولة محتلة، حمل دول الاحتلال المسؤولية عن العراق حسب القانون الدولي. اذا كان البعض يعتبر انه لا يستطيع النضال لمقارعة الاحتلال ، فهذا لا يعني انه يحرم على الاخرين الحق بالمقاومة. ان الحكام ، كي يقمعوا الشعوب ، كانوا على الدوام بحاجة لدور الشرطي( للقمع) والقس ( للوعظ). فاما الاحتلال فقد وجد من يمارس دور الشرطي والقس في "علبة واحدة".
ان الفرصة لازالت مفتوحة امام المذنبين للاعتذار كي يغدوا نموذجا يقتدى به، كون الاعتراف بالخطأ فضيلة. فالتأثيرالاخلاقي يكمن في تأثير قوة المثل ، فوحدة الاقوال والافعال هي اسمى مبدأ . وخطوة بصمت خير من الف كلمة بدون خطوة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع