الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاعل رواية من وعن هامش المجتمع المصري

هشام الصباحى

2008 / 3 / 9
الادب والفن



يبدو أن حمدي أبو جليل دُفع دون أن يدرى ليكتب عن نفسه وعائلته وعالمه الغير معروف في جرأة يحسد عليها والتصاقا وتوحدا مع نفسه مؤكدا انه ليس لديه ما يخجل منه في كتاب صدر عن دار ميريت بالقاهرة 2008 اسمه الفاعل
كل ما أتمناه ألا يكون الموت هو الدافع لهذا العمل/الرواية/السيرة الشخصية أتمنى ألا يكون حمدي صدق السيدة المجنونة /البدوية ذات الوشم التي نظرت في عينه وهو في سن الخامسة عشر في المدرسة الإعدادية-وقالت هتموت صغير مش هتعدى الخمسة وأربعين (الرواية 97 ) - هذا العمل كتب علي غلافه رواية وتعتبر هذه الخدعة الكبرى للكاتب نفسه والقارئ معا فهي أكثر روعة وجمالا وصدقا من فن الرواية بل هي حياة متنقلة في ورق ومازالت مستمرة في الحياة بل هي تاريخ شخص وعائلي ووطني في آن واحد حيث يعتمد في كثير من صفحات الرواية على التأريخ ويظهر هذا جليا في فصل-قصة العائلة- التي يحكى فيها عن تاريخ العائلة منذ البداية حتى الآن ويستشهد بمراجع تاريخية ويدلل على أن عائلة أبو جليل اسمها مرفوع الآن على سبع عزب/قرى صغيره وهو يعمل في الفاعل ويحاول أن يكون أديبا إنها الأزمة المحورية في الرواية/العمل/الحياة وتكشف الرواية ثلاثة محاور الأول البطل/الكاتب/حمدي أبو جليل الثاني مجموعة الفاعل /دائرة العمل الثالث الوطن /القرية/العزبة
البطل/ الكاتب/حمدي أبوجليل يقدم نفسه لنا كواحد من الذين عملوا في الفاعل ويصل الى كشف نفسه تماما للقارىء -
أنا اضعف من تحمل رفض البنات اللواتىاحببتهن فى صمت (الرواية ص37) - إننى كنت أعمل ضد نفسى ضد ما أريد بالضبط ( الرواية ص97)
الفاعل قصة حياة حمدى ابو جليل يتحدث فيها عن وجهه الحقيقى/الخفى ليس وجه الاديب والصحفى بل كيف عاش وعمل فى الفاعل وفى نفس الوقت فى جريدة الاحرار التفاصيلات الكاملة عن عالم ارهق مهنة جسديا فى مصر وهى
الفاعل مهنة معروفة فىمصر والاكثر تهميشا فى المجتمع سوف نرى هذا العالم من الداخل وهو بمثابة المحور الثانى فى الرواية المسمى مجموعة الفاعل /دائرة العمل حيث هذه هى المرة الاولى التى يرتاد الادب المصرى منطقة الفاعل من الداخل
سوف نعرف ادق التفاصيل لهذا العالم الفقير والسحرى فى أن واحد وربما ايضا نعرف كل الابعاد النفسية والاجتماعية واحلام كل العاملين فى الفاعل وسوف ندهش انها بسيطة الى حد التفاهة مما يجعلنا نخجل من انفسنا ومن هذا البلد المؤلم وعن
- الفاعل عموما ليس لهم يوم إجازة مقدس كباقى المهن هم عادة يخرجون للبحث عن عمل فإن وجدوا اعتبروا اليوم عمل وإن لم يجدوا اعتبروه إجازة (الرواية ص47 ) -
-سوق الفاعل له اماكن معروفة كالشمس فوق الكبارى أو حول الميادين (الرواية ص87)
اهم مايميزالعمل/ الرواية انها تمتلىء صدقا مؤلما جدا ولكن يدفع على التمسك بالحياة وبكل مباهج الدنيا حتى وان بدت مؤلمة او مستحيلة التحقق مع بساطتها
المحور الثالث فى الرواية هو الوطن /القرية/العزبة حيث البطل
يلخص علاقته عندما يقول- دائما أفكر فى عزبتنا من اول يوم فى شبرا تحل باعتبارها وطنى الام ‘ المكان الوحيد الذى أتحرك فيه دون خوف باعتبارى مواطن لى حقوق وعلى واجبات

تمتلئ الرواية بمفردات عالم الفاعل كما هى دون تحسين اوالتقليل من اثرها ومع هذا لاتشعر انها غريبه عن الرواية بل هى منسجمة تماما وتعطى العمل سحرى لغوى فريد
الرواية هى اقرب الى مجموعة قصصية يربطها رابطين الكاتب الواحد والعالم الواحد وهو عالم الفاعل وكاتب كان يعمل فى الفاعل لذا كل فصول الرواية تأخذ اسم مستقل وايضا الفصول يمكن اعادة تنظيمها كما يحلوللقارئ ولذا عند اعادة القراءة سوف يكون متاح تمام ان لاترتبط بتنظيم الكاتب ولكن يمكن خلق تنظيم خاص للقراءة مناسب لكل فردعلى حده
المنصورة
1-3-2008
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟