الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة رأس مطارد.... عبير والوحش

علي بداي

2008 / 3 / 8
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


"فوجئت الممثلة المصرية عبير صبري بدعوى قضائية رفعها ضدها المحامي نبيه الوحش طالب فيها بقطع يدها ورجلها من خلاف وصلبها بسبب خلعها الحجاب.( تمعن في انسانية ورقة وشقاقية هذا المحامي الملقب بالوحش)
هذا وأعلنت النجمة عن نيتها في مقاضاة المحامي واعتبار دعوته دعوة صريحة لقتلها وهدر دمها. وقال الوحش في الدعوى:
عندما قررت عبير صبري ارتداء الحجاب ، اقسمت بأغلظ الايمان بأنها لن تخلعه مهما حدث وأنها نادمة على الادوار التي قدمتها ووقتها صدقها الجمهور، إلا أنها وفجأة قررت خلع الحجاب مرة أخرى وهو ما يعد تلاعبا بالدين لأنها فنانة تساعد على تكوين وتشكيل وتنوير الرأي العام. و طالب بتطبيق قانون العقوبات المصري وتحديداً المادة 98 فقرة 9 المعدلة بالقانون رقم 29 لسنة 1982، والتي تنص علي أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تتجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه، ولا تجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين او الترويج بالقول أو الكتابة أو بأية وسيلة أخري لافكار متطرفة بقصد اثارة الفتنة أؤ تحقير وازدراء أحد الاديان السماوية والطوائف المنتمية إليها والاضرار بالوحدة

بدورها أكدت عبير في حديث لـ(العربية.نت) أن النائب العام رفض بلاغ المحامي نبيه الوحش ضدها والذي اتهمها فيه بتحقير الأديان ومن بينها الإسلام بسبب ما وصفه (تلاعبا بفرض ارتداء الحجاب)، مشيرة إلى أن عددا من المثقفين والفنانين في مقدمتهم عادل إمام والكاتب أسامة أنور عكاشة والروائي علاء الأسواني والأديب يوسف القعيد ووكيل الأزهر الشيخ محمود عاشور أطلقوا حملة تضامن معها). وأضافت أن ارتداءها الحجاب (مسألة شخصية تخصني وحدي، ولا أدري كيف يقوم بتكفيري، ومن ثم التحريض على قتلي، لمجرد أنني خلعت غطاء الرأس...).
وواصلت (لماذا لا يتفرغ الوحش لقضايا حقيقية يدافع فيها عن مظلومين، ويكشف من خلالها قضايا فساد وغيرها من الموضوعات التي تشغل الناس. ماذا يهم الآخرون أن ترتدي عبير صبري الحجاب أو تخلعه، وأن تضع غطاء الرأس أو ترفعه ؟"
انتهت قصة عبير والوحش نفلتها حرفيا من مصدرها، وهي قصة تصلح ان تدرس ضمن مناهج التاريخ العرباسلامي ، لانها ببساطة تشير الى مفتاح الاجابة عن سؤال لماذا ظلت هذه البلاد متخلفة رغم انها تنام على كنوز الارض؟ وعملية تحليل العقلية التي يتمتع بها وحشنا الكاسر هذا، من شأنها ان تبين مسببات نكسة حزيران، وام المعارك اكثرمما تبينه تحليلات مرحلة الاستعمار ورداءة التسليح واخفاق الجامعة العربية. والعجيب في هذه المهزلة العرباسلامية ان هذا الوحش يعتبر خلع قطعة القماش عملا مشجعا على التطرف وينسى انه دعى الى قتل وصلب امرأة، او انه يعتبر القتل وقطع الارجل والايدي عملا رومانسيا وفقا لشريعته الاسلامية؟ والاعجب انه يستشهد بمواد قانونية تنص على الحبس والغرامة لتنفيذ الصلب وقطع الاطراف!!!!
ولكن لم كل هذه الضجة التي تفتعلها المراجع والاحزاب المتدرعة بدرع الدين حول قطعة القماش هذه ؟ هل يعقل ان تكون احاسيس الرجال مثل احاسيس الثور الاسباني تثار بفعل شعر ماهو الا مادة متقرنة كما تعرفها البايولوجيا ؟ لم يصر اولياء امور البنات والنساء في اوطاننا السقيمة على ان تلف رؤوس نسائهم في حين لايعيرون ادنى اهتمام لاجزاء الجسد السفلى التي تكاد احيانا تنتفض ، صدر يرتج، وسيقان لايفصلها عن المحيط الخارجي سوى لون القماش ، لكن الراس لابد ان يستر فهو عورة! لماذا الشعر ؟ ومامعنى ان يكون عورة ؟ ومن اعطى الحق والتخويل لانسان مثل الوحش ان يامرويتطاول ويهدد حياة انسان؟ ولم انتبه اهل الدين الان بالذات لاهمية الشعر كسلاح دمار شامل ؟ الم يكن هناك قرأن وفقهاء في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي ؟

الحقيقة، ان خلف هستيريا الدعوة لاخفاء الشعر سببان لاثالث لهما، اولهما يتصل بموقف الاسلامويين الازدرائي من المرأة والنظر لها كوجود ناقص، تابع، ضعيف ، وموضوع للمتعة وجهاز للتفريخ لا اكثر وعلى ذلك فان هذا الوجود الناقص لايمكن ان يملك راسا مستقلا ( حين تقرأ كلمة شعر أقرأها رأس)

وللشعر منذ اقدم العصور دلالة معنوية، فقد كان قدامى المصريين يقصون الشعر عند دخول المعابد كرمز للخضوع ، ودائما ما كان اسير الحرب يحلق بقصد الاذلال، بل ان يوليوس قيصر امر حين احتل فرنسا القديمة قبل قرابة القرنين من ميلاد المسيح ، بان يذل رجالها بحلق رؤوسهم جميعا. ولكن وبالرعم من كل هذه الموروثات الدينية والدنيوية لم تعتبر اليهودية ولا المسيحية ولا الاسلام الشعر عورة. وحين انتقل نبي الاسلام من مكة للمدينة ارسل شعره محاكاة لاهل الكتاب الذين كانوا يرسلون الشعر خلافا للمشركين. وكذلك كان عيسى المسيح
الموقف اذن هو تعبيرعن الحط من القيمة كسبب اول، اما السبب الثاني في حمى الاستبسال من اجل قطعة القماش هذه، وتسخير وسائل الاعلام للدعاية لها بل وتسجيل الاغاني التي تتغنى بها ، فهو سبب سياسي، استعراضي.
فالمعروف ان امتنا العرباسلامية لاتملك في حاضرها البائس مايجعلها تتباهى امام امم الارض المختلفة، لاعلما، ولاتكنولوجيا ولا تطور ولا معاهد ابحاث ولا مركبات فضاء وتستورد مقومات الحياة كلها من الفياغرا حتى حليب الاطفال من دول الغرب الكافرة ، شئ واحد يميز هذه الامة الغافية على ضفاف التاريخ هو كثرة الناس، اي التفريخ المتواصل بلا تخطيط ولاهدف ، ذلك المركب الذي يستعيض به انساننا المتخلف عن كل ماينقصه .
كانت امة العرب قبل ثلاثين عام 80 مليون و الان 200 مليون !ما شاء الله اللهم زد وبارك ، كانت ايران قبل الحرب العالمية الثانية تعد 14 مليون انسان والان قرابة 50 مليون ! اللهم صل على محمد ، سنكتسح العالم بملاييننا لاجئين، وفقراء، ومتسولين، وارهابين، ومهربين، وسراق، وساكني مقابرلايهم، المهم ان توظف احزاب الاسلام السياسي هذا الانفجار البشري لصالحها، ولكي تشير الاحزاب الاسلاموية الى قوتها "ووجودها في الشارع"ليس هناك افضل من وسيلة الدعاية هذه ، ملايين الرؤوس المغلفة بالقماش .
واخيرا اقول انني احترم المرأة التي لاتلبس الحجاب بارادتها والتي تلبس الحجاب بارادتها ، المهم مافي رأس المرأة لا مايعلوه، لكن اذا كانت عملية اكساء المرأة القسري بالاسود من اقدامها الى قمة راسها او الباسها البرقع الطالباني، او الكربلائي، او القمي، تتم بغية اخفاء المرأة عين عيني الرجل فان من الاعدل ، والاجدى ، والانفع ، والاصح ان تمنع عينا الرجل عن رؤيتها اي ان تلف عصابات من الفماش الاسود الداكن على عيون الرجال لكي لا تتم غوايتهم ، لان فعل الرؤية يفعل من قبل الرجال، فانت بذلك تتجة لمعالجة فعل الفاعل وفي قصتنا عن عبير والوحش كان يتوجب على عبير ان تطالب المحكمة بلف هذه العصابة السوداء على عيني الوحش عل في ذلك ما يسهل عودته لجنس البشر الذي دلف للالفية الثالثة بعد الميلاد.
كل عام .. وشعرك بخير سيدتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ