الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم المرأة العالمي.. دعوة لانقاذ المرأة العراقية من واقعها المؤلم

بدرخان السندي

2008 / 3 / 8
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


في يوم المرأة العالمي لا بد من وقفة جادة موضوعية هنا في العراق تختلف عن الاحتفاء التقليدي بالمرأة واهميتها في المجتمع فقد كتب الكثير عن هذا الموضوع لا بل شرعت بعض القوانين في بعض الدول من اجل حماية المرأة وحقوقها.
نحن هنا في العراق الجديد علينا ان نتساءل وفي هذا اليوم على وجه التخصيص ما موقع المرأة العراقية من المجتمع الكلي؟ وهل نجحت المؤسسات الجماهيرية ووسائل الاعلام والتشريعات الحديثة في دفع حياة المرأة العراقية نحو الامام؟
اذا اردنا الحكم من خلال ظواهر الامور فنحن هنا في العراق الجديد لدينا نساء قياديات وقد اعتلين مواقع مهمة في المجتمع، الوزيرة والبرلمانية والمستشارة والمديرة العامة.. الخ ،ولكننا نعتقد اننا اذا اردنا ان نحكم على حقائق الامور وليس على ظواهرها فان المرأة العراقية بالمعدل العام ما زالت حريتها ليست ملكاً لها وما زالت تعاني من اضطهاد الرجل لها تارة والمجتمع الكلي بما فيه المرأة تارة اخرى وهكذا فقد وصلت المرأة العراقية ان لا تضطهد من قبل الرجل فحسب بل حتى من قبل المرأة نفسها. وهناك امثلة وقصص وشواهد لا تقبل بها شرائع السماء ولا قوانين الارض ومع هذا نجد ان الصمت يخيم على هذا الذي يجري في العراق تجاه المرأة من تعامل تعسفي واضطهاد بكل انواعه في حق المرأة وها نجد وتائر الاقتصاص والتعذيب والقتل للمرأة ترتفع بالعراق من خلال الحوادث والجنايات المسجلة.
لقد اهتم الدستور العراقي بحقوق المرأة ولكننا نعتقد ان الدستور الحالي لا يستطيع ان يعالج كل حقوق المرأة ما لم تنبثق عنه قوانين جادة وعملية قابلة للتنفيذ على الارض وفي اعتقادنا ان فقرات الدستور المجاملة لمسألتي الدين والديمقراطية تواجه اليوم حرجاً كبيراً في الخروج بقوانين واضحة لصالح مساواة المرأة بالرجل في الواجبات والحقوق ووضع حد نهائي لما تعانيه المرأة العراقية اليوم.
وفضلا عما تقدم فاننا نجد ان مابان على تعميق اضطهاد المرأة العراقية وحقوقها ان العراق تقوده اليوم احزاب سياسية ومعظم هذه الاحزاب السياسية لم يضع المرأة وحقوقها وتحريرها من اسرها الاجتماعي نصب اعينه ابداً وان معظم احزابنا العراقية وتكتلاتها السياسية تستخدم المرأة كواجهة اعلامية لها مرشحة اياها في البرلمان او في موقع ما وليس من بعد هذا شيء اما متابعة واقع حياة المرأة داخل المجتمع العراقي وما تعانيه وما تحتاجه اليه من تشريعات جريئة فهذا ما لاتتعرض اليه احزابنا السياسية في العراق للاسف.
واما اعلامنا العراقي فهو بدوره اعلام بحاجة الى اعلام وبحاجة الى توعية وبحاجة الى امتلاك جرأة حقيقية في التصدي لكل اشكال اضطهاد المرأة العراقية واغتصاب حقوقها فالاعلام العراقي بمختلف قنواته -ونقولها باطمئنان عالٍ- انه لا يقوم حتى بالجزء اليسير مما يجب ان يقوم به والمرأة وحريتها وحقوقها بلا شك تمثل جزءاً حياً من رسالة الاعلام العراقي وهذا ما لانجده على ارض الواقع عدا بعض المحاولات الشكلية اليسيرة المرتجلة غير المخطط لها.
وحتى في الشريحة المثقفة في العراق نجد واقع المرأة الحالي يختلف عن واقع المرأة في الشريحة المثقفة في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم. نعم لقد كانت المرأة المثقفة قبل ثلاثين او اربعين عاماً اكثر قدرة على ممارسة حقوقها ضمن شريحتها المثقفة قياساً بالمرأة المثقفة اليوم. هذه حقيقة لها شواهدها مثلما لها مسبباتها المؤسفة وبايجاز نقول لقد استطاعت للاسف الافكار الرجعية المتخلفة ان تتسلل الى شريحة المثقفين لتخلق لنا نموذجاً هجيناً من المرأة المثقفة المضطهدة وربما المدافعة عن اشكال اضطهادها وليست المتصدية لها وهذا امر مؤسف حقاً.
ونجد للاسف الشديد بواقعنا العراقي ازدياداً في نسب قتل المرأة غسلاً للعار وازدياد اضطهاد حرية المرأة وتكبيلها بكل ما يشفي اشكال التخلف الاجتماعي.
نعتقد آن الاوان لان تستنهض المرأة العراقية مما هي فيه ومن خلال تشريعات جريئة صارمة تضع المرأة العراقية بمصاف نساء العالم المتقدم وتحرير فكرها وانطباعها عن نفسها وتحرير افكار الرجل العراقي والا فان هذا النصف الحي من مجتمعنا العراقي سيبقى معطلاً رغم كثرة المؤتمرات النسوية وكثرة المنظمات الجماهيرية هنا وهناك.
ان البرلمان العراقي على وجه الخصوص مدعو لمعالجة شأن المرأة العراقية وتحريرها من اسارها لا من خلال تطعيم البرلمان ببعض البرلمانيات مع احترامي لهن بل من خلال التشريع الجريء لحرية المرأة العراقية.
ان مناهجنا الدراسية ومدارسنا العراقية مسؤولة الى حد كبير ايضاً عن تكوين المرأة المتحررة المقدامة الجريئة المتفاعلة مع اخيها الرجل من اجل عراق افضل، بيد ان واقعنا التربوي على ما نراه اليوم غير مهيأ اساساً لمثل هذا التوجه وكذلك فان وسائلنا الاعلامية مدعوة لان تستنهض نفسها من اجل مساعدة المرأة العراقية والرجل العراقي على صياغة مفاهيم جديدة وعملية ازاء حقوق المرأة في المجتمع ومن خلال برامج جادة مدروسة مقدماً غير مرتجلة.
في هذا اليوم.. عيد المرأة العالمي نتوجه الى امهاتنا واخواتنا وزوجاتنا وبناتنا في المجتمع العراقي باسمى التبريكات سائلين الله ان يسدد خطاهن من اجل بناء عراق افضل ومن اجل ان ينعمن بحياة حرة كريمة قائمة على الاحترام والكرامة للانسان بعيداً عن كل اشكال الاضطهاد والتعسف.
* عاش نضال المرأة العراقية من اجل بناء عراق افضل.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح