الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وفاء سلطان وصدام حسين

سلطان الرفاعي

2008 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بين وفاء سلطان وصدام حسين شبه واحد فقط . فكلاهما رفع غطاء الصرف الصحي ، لتنبعث الروائح الكريهة ، وتخرج الحشرات من البالوعات ، مؤدية الى تلوث في السمع والنظر .
صدام رفع الغطاء فخرجت الحشرات الزاحفة والطائرة ، لتمتص دم بعضها ، وتخطف وتقتل وتسلب وتنهب وتحرق وتفجر .
وفاء رفعت الغطاء ، وقالت : انكم تكفرون الجميع ، وتقتلون الجميع ، وتخطفون الجميع . لكم الحق في تكفير كل الطوائف ، لكم الحق في اصدار فتاوى ضد كل الأديان . هذا كتاب محرف ، وذاك لم يصلب ، وهذه الطائفة كافرة وتلك الطائفة يحق سبيها وذبحها . هؤلاء لا تبدأوهم السلام ، وأولئك لا تجاوروهم ولا تأكلوا من أكلهم . الدار دار حرب وسلام . من لا يقول أن محمد رسول الله هو كافر وعدو لله .
الفضائيات الاسلامية ، تبعق ليل نهار ، منذرة الكفار بالويل والثبور وعظائم الأمور . متولي شعراوي ، اكتسب كل شعبيته من شتمه للمسيحيين . علماء الوهابية والسلفية ، كل أحاديثهم ومقابلاتهم ، عن ضرورة محاربة الأرفاض ، والأرفاض هم اخوتهم في الدين ، وعن تحريف الانجيل المقدس ، وعن الاستهتار بعقائد المسيحيين ، ودعم ، كل ذلك ، بفتاوى طالعة نازلة ، تحض على كره الآخر ومعادته ونبذه وعدم السماح له بالمرور وعدم بدئه بالسلام وعدم مشاركته في أفراحه وأتراحه .
كل ذلك جائز للمسلم ، فهو وكيل الله على الأرض ودينه هو الصحيح ، والبقية كلهم كفرة زنادقة عُباد عجل مجوس عُباد نار . وغيرها من الأوصاف التي لا يجد أي غضاضة في اطلاقها بكل أريحية ورحابة صدر .
يعقدون المؤتمرات ، ويُهاجمون كل الأديان ، ولكن ، ولكن ، اذا قام أحد ما برسم أو بتلميح بسيط أو كتابة قصة أو مقال ، يُلامس الجدار الفولاذي والذي بنوه حول دينهم ونبيهم وعقائدهم ، فالقيامة تقوم . لأنه لا يحق لكائن حي أن ينقضهم كما ينقضون غيرهم . نقض هذا الدين ممنوع ، بينما التهكم ونقض كل الأديان مسموح ومبارك من قبل أولي الحل والنهي .

انه لأمر مضحك ، مع أنه ليس غريبا، أن يتكون لدى الناس الانطباع بأن مستوى حضارتنا في المنطقة العربية يتحسن ، حتى أنهم يُصدقون بأننا نزداد تحضرا باضطراد ، مما يولد شعورا بأن كل شيء على مايرام وليس هناك سبب حقيقي يدعو الى القلق . هذا الاحساس وهذه الأدوات التي أصبحت بين أيدينا ، يدفعان الناس الى نسيان الحقائق وتجاهل الأسئلة التي يتفادون طرحها على أنفسهم وواحد منها ، مثلا، لماذا يفشل التقدم الأخلاقي بالتوازي مع التقدم التقني الذي حصلنا عليه .
المكروفون استعملناه من أجل الشتم والتكفير والحض على الارهاب والقتل . كما حدث مع امام جامع الدورة في بغداد والذي أ أخذ يدعو المسيحيين الى دفع الجزية أو الرحيل أو اعلان اسلامهم .
االفضائيات استعملناها من أجل زيادة التوتر وزيادة التناحر وزيادة جرعات الحقد الموجه ضد الأديان الأخرى .
الأنترنت ، حدث ولا حرج ، الأنترنت ، هو الذي فضح المستور ، واطلق الكره واللؤم المكبوت من عقاله لمهاجمة بقية الأديات والطوائف ورميها بأقذع السبات والشتائم ، وتناول عقائدها بالكثير من الكلمات النابية والسفيهة .
الطائرات استعملناها من أجل السفر الى الدول الحضارية ، ونسف حضارتها ، وادخال الرعب والعنف الى مدارسها ومطاراتها ومنازلها .
هذا ما جنيناه حقيقة من أدوات الحضارة التي وصلت الينا . ومع كل ذلك ، لم نقدم للبشرية حتى الآن ، الا الدم والنار والجهاد والارهاب والطرق الحديثة في قطع الرؤوس والانواع الجديدة من الأحزمة النازفة الناسفة.

البذاءة التي خرج بها كاتب المقال ، وشرح في عنوانها كيف تحيض والدته ، كما كان يراها ، لا قت الاعجاب والاستحسان من قبل شريحة كبيرة من الناس ، ولم تتورع المؤسسة السورية للاتصالات عن غض النظر عن هذه المواقع الأصولية ، والتي هاجمت الطائفة العلوية بكل وقاحة وقلة احترام . وان دل هذا ، فهو يدل على مستوى الانحطاط الخلقي الذي وصلت اليه هذه الأمة ، وعن ضيق صدرها ، وعن المستقبل المظلم الذي ينتظرها ، بسبب عدم قبولها للآخر وعدم تقبلها للنقد . والمبكي ، أن هناك العديد من الذين لم يسمعوا لا الحلقة ولا يعرفوا محتواها .
الجزيرة التي اعتذرت عن الاساءة ، لم نسمع منها كلمة شجب او استنكار او ملامة للقتلة الذي خطفوا رئيس أساقفة الموصل للكلدان ، ولعل كونه مسيحي ، يُبرر خطفه وقتل مرافقيه والتفاوض على الفدية .
تصوروا لو كان المخطوف هو القرضاوي او نعيم قاسم ، لكانت قامت الدنيا ولم تقعد ، ولكن ، لأنه مسيحي ، صمت الجميع : كتاب ومذيعين ومقدمي برامج وصحف وفضائيات .
وبعد كل ذلك تعتبون على السيدة وفاء سلطان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من