الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة اسمها حكومة عراقية جديدة

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 3 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ ما يقرب من عام ورئيس الوزراء العراقي ، نوري المالكي ، يعلن ، (مهددا مرة و مهدئا اخرى)
عن عزمه اجراء تغيير شامل على تشكيلة حكومته المترهلة ( اربعون وزيرا ) او اعادة تشكيل حكومة جديدة (رشيقة ، من خمسة عشرين وزيرا) ، ولا تخضع لمقاسات ومعايير المحاصصة
الطائفية ؛ سبب فشل اداء حكومته الحالية ، بحسب تقدير الجميع ، حكوميين ومواطنين
ومراقبين . اللافت للنظر هو ان كل اعلان من هذه الاعلانات ، تتبعه موجة عنف تحصد ارواح المئات من المواطنين الابرياء .. وموجة اخرى من مفاوضات الكتل المنسحبة من هذه الحكومة .. واعلان قيادة الحزبين القوميين الكرديين (الاتحاد والديمقراطي الكردستاني) عن تمسكهها بالمناصب التي بين يديها ، وتهديدها بالانسحاب والتحالف مع (السنة) وسحب الثقة من
الحكومة ، فيما لو طال التعديل او انقص من عدد الوزارات التي بين يديها ، وبالذات حقيبة وزارة الخارجية .
ترى من يصمم ويلعب أشواط هذه اللعبة ؟ وضد من هي موجهة ؟ ومن يحصد نتائجها ؟
غني عن القول ان حكومة المالكي قد فرضت على الشعب العراقي وفق اهداف ومصالح بعيدة ،
كل البعد ، عن مصالح ومستقبل العراق واهله ... (وسجل مآسيها وجرائم اركانها وسوء ادائهم
بحق العراقيين ، خير دليل على ما اقول) .. وغني عن القول ان هذه الحكومة شرعت ابواب
العراق لتدخل بعض دول الجوار في صميم الشأن العراقي وتخضع لابتزازاتها ، وبما يهدد وحدته الوطنية ومستقبل كيانه (السياسي والجغرافي) ، كدولة مستقلة .. وهنا يطرح السؤال التالي نفسه بالحاح : ما الذي يمنع المالكي من تغيير بعض وزرائه ، ممن حكم هو شخصيا ، على سوء
او طائفية ادائهم اولا ، ومايزيد على نصف عدد نواب برلمانه ثانيا ، ومجلس رآسة دولته
ثالثا ، وثلاثة ارباع الشعب العراقي ووالمجتمع الدولي ، بما فيه ادارة دولة الاحتلال رابعا ؟
في تقديري ، ان من يمنع هذا التغيير ، او اسقاط حكومة المالكي من الاساس هي مجموعة
القوى الخارجية التي تسند المجلس الاسلامي الاعلى (حزب عبد العزبز الحكيم ) والحزبين
القوميين الكرديين ( التحالف الكردستاني ، بقيادة جلال ومسعود) ، من اجل اكمال هاتين الجهتين
للمشروع التقسيمي الذي تنفذه قيادتيهما في العراق ، وخدمة للمصالح الستراتيجية ، بعيدة
المدى ، لمن يحركههما ، من خارج العراق .
اذن ، فتهديدات المالكي بالتعديل الحكومي او اعادة تشكيل حكومة جديدة ، لاتتعدى كونها
ذر للرماد في عيون الشعب العراقي الاعزل ، وتعليله باوهام الوعود على معاناته ، وصرف نظره
عما يرتكب بحقه وحق كيان العراق من جرائم التمزيق لنسيجه الاجتماعي ووحدة صفه الوطني، و جرائم تقسيم ترابه الوطني الى امارات الطوائف السياسية المستقلة داخل حدود الكيان العراقي.
واعتقد ، لا الشعب العراقي ولا غيره بحاجة لمن يسمي لهم من يحرك المجلس الاعلى او الاتحاد
الكردستاني او الوطني الكردستاني ، ولا وفق اي اجندة او لاي هدف ..، فارتباطات الطرفين مكشوفة للعيان ، اكثر من ارتباطات الاطراف المتمسكنة والعاملة في الظل .
اما اذا اردنا الانصاف في تشخيص ما يحتاجه العراق من اجل اخراجه من المحنة التي يعيشها ،
فأعتقد ان اسقاط حكومة المالكي وتقديم وزرائها ونوابها ومستشاريها للقضاء ، لايشكل سوى
10 % من الحل المرتجى لانقاذ العراق من المحنة التي يعيشها في ظل الاحتلال الامريكي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى