الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صديقي الذي ودعته دون أن أدري

فرات المحسن

2003 / 12 / 19
الادب والفن


أتعبت يا صاحبي أم تراك حنثت الوعد .طرية دائما ذاكرتك ومتماسكة فما سبب تأخر الهاتف عن الرنين.صاحبي مفرط الطيبة، لقد نسيت أن لنا موعد نناقش به مواد مجلة النادي، ما الذي حدا بك أن تتأخر دون اعتذار.ما عهدت بك شيء من نسيان ولا صلف إهمال ولا قدرة على تناسي صديق .

صديقي ،لم نكمل الشجون التي تكبر بالحديث، ولم نكمل بعد فرحنا الذي شهدناه نيرا القا متفجرا.

إيه أبو جناس. أي حديث نرويه للغير عن ملكوت الطيبة الذي يغمر قلبك الرقيق .أي فخار نتحدث عنه وأنت المتصلب دائما في تواضعك الذي يخجل الطيبين ويغيظ الأشرار.

صاحبي ،خلي المكان وبان بسعته المفجعة الموحشة فمن يحل بدلا عنك ليسد تلك الثغور التي كثرت وباتت تكبر برحيلكم واحد أثر الآخر.

أية جمعة حزينة ننتظرها بدونك .كيف ستكون .بأية قدرة وأية عيون نطالع بعضنا دون حضورك.

صاحبي ،قيل لي أنك رحلت بصمت ملائكي وللمرة الأولى خانتك قواك ولم تتماسك لتتذكر أن هناك أحبة ورفاق ينتظرون أن تهاتفهم وتلقاهم.

رحلت يا صاحبي واختليت بوحدتك .

للمرة الأولى أراك تتركنا وحيدين مع المسرة المثلومة.

فأي نقمة نعيشها وفرحنا لا يكتمل.

دائما.دائما في انتظار أن تثلمه الوحشة.

صديقي وما أزقة الكاظمية ببعيدة فلم البعاد .

غمامة هي الأيام وبعض خطوات وحقيبة سفر لربما نجد معها خطانا تخطر باب الدروازة حيث ضجيج الصحبة وقبلات الأحبة وشوق المغتربين.

صاحبي ،خانتك الأمنيات وأعطتك ظهر المجن فأسلمت الآمر لتطفأ شموع البهجة عند أول الطريق الجديد.

أغواك الموت فحزمت حقائبك دون أن تستأذن محبيك.

أما كان لك أن تبقى بعض العمر .

كثار هم في الانتظار .

ضجيج هادر سيكون حشدهم.

حقيقة كان حلمهم .

تواعدوا أن يحملوك على أكتافهم من منطقة النواب عبر أزقة العطيفية .

تراهم يرددون صوت هتافك المجلجل أمام وزارة الدفاع احتفاءا بثورة 14تموز التي عشقت.

أما كان عليك الانتظار .

لمَ الجفوة وأنت ترى الشفق اليوم ينهض بعد عقود قسوة ليرتدي حلته القشيبة.

صاحبي وصديقي ومهاتفي وزميلي ،أتراك نسيت كل تلك الوعود ام أجبرت على الصمت.

صديقي ،صاحبي ، رفيقي لم اكتفيت بتلك الغفلة لتذهب بها وحيدا منزويا .

هد قلبك المحب من فرط الوجد أم الرقة.

صاحبي ، وجهك ورنين صوتك يتشظى في صدري ويدمى قلبي.فهل تكفي سحابة دمع لتحل بدلا عن طراوة ندى طيبتك وروحك الشفيف.

وداعا يا صاحبي الذي عرفته دون مقدمات ورتوش.

وداعا عبد اللطيف عباس فسماحة خلقك ووجهك تملأ قلوبنا وبيوتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح


.. سهرة لبنانية بامتياز في كازينو لبنان مع النجم سعد رمضان والف




.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..