الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والنت

حسين علي الحمداني

2008 / 3 / 11
العولمة وتطورات العالم المعاصر


هذه المرة نتحدث عن الانترنيت بعد ان تحدثنا عن الستلايت في مقال سابق وماذا حمل لنا الانترنيت الذي بدأ يغزو غرف نومنا , يقول صديقي ان هذا العلم الجديد الذي يجعلك تتواصل مع العالم بثواني ما هو بعلم ملموس او محسوس بل شيء اشبه بالسحر والخرافة فمن كان من العراقيين يحلم بان يكون النت في غرفة نومه واتذكر جيدا اننا في عام2000 كنا مجموعة من الاصدقاء وكل منا طلب من الآخر عن امنياته في اليوم الاول من الالفيه من الثالثة واتفقنا جميعا ان امانينا تكمن في زيادة الحصة التموينية واضافة مادة السجائر اليها وادرجناها في قائمة الاماني وما ان اكملنا الحديث عن امنياتنا حين اكتشف ادنا ان هذه حقوق وليست اماني وبدأ يحرضنا ويحرض امانينا فما كان منا الا ان طلبنا من صاحب المقهى ((دومينو)) كي نغلق الموضوع ونبعد انظار (العسس) الذين كانوا يطالعون جريدة الثورة امامنا.
اذن دخل الانترنت بيوتنا غصبا عنه وعن الذي اخترعه وبات المواطن العراقي كعادته في النهوض المبكر من النوم يفتح النت ويطالع الصحف العراقية والعربية والعالمية الحكومية منها والمعارضة ويبدي الراي ويحترم الاراء الوارده ويتجول في المواقع مهما كانت نوعيتها ويفتح الماسنجر والايميل وكانه لم يكن في يوم من الايام يحلم بزيادة الحصة التموينية والطريف في الامر انه يتذمر من الحكومة ويطالبها بتبليط الشارع وتوفير الماء الصالح للشرب رغم ان اسواقنا تبيع الماء العذب المستورد من دول الجوار التي اتوقع في حال استقرار العراق وعودة( الملاهي) ان نجد هذه الدول قد تكون مصدرة للراقصات خاصة وان بلادنا كما هو معروف خالية من الراقصات وان وجدن فانهن التحقن بقائمة المهجرين وهن لم يهجرن على الهوية او الطائفة بل سبب كساد مهنتهن في العراق.
نعود للنت الذي منحنا فرصة ان نكتشف ان الشعب العربي مظلوم لاسباب عديدة اولها ان غير مثقف والمثقف فيه هو يحمل ثقافة الحاكم وانه شعب يفتقد الى التجدد بسبب عدم تجدد حكامه الجاثمين على صدورهم عقود من الزمن خاصة وان العالم كل لحظة يتغير وهم في مكانهم بذات الافكار والتوجهات , وقد يظن البعض ان الحكومات العربية تتيح فرصة لشعوبها ان تتابع النت كما هو في العراق . لا الامر يختلف في منظومة امتنا العربية المجيدة فالرقابة موجودة على النت كما هي موجودة على الصحف والتلفاز فالمواطن العربي القاطن في الاراضي العربية لايمكن له ان يعطي رأيه في قضية الا بعد التاكد من موقف حكومته ورأيها في تلك القضيه.
من هنا نجد ان اختراع النت تم تفريغة من محتواه العلمي في امتنا العربية التي لازال السيف يحكمها والقرطاس والقلم والطريف في الامر ان حكامنا العرب( ادامهم الله لنا) لم يكتفوا بنشر صورهم في الصحف والتلفاز بل ملئت تلك الصور واجهات المواقع الالكترونية فاذا ما كتبت في محرك البحث الصوري اسم اية دولة عربية ستجد صور رئيسها او اميرها او ملكها امامك ونادرا ما تجده يضحك أما اذا كتبت البرازيل فلن ترى سوى كرة القدم واذا ما كتبت العراق فسترى صور المعارضين للعملية السياسية والمطالبين بتطبيق حقوق الانسان والمحافظة على البيئة وبصعوبة تجد صورة رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء.
نعود للنت الذي دخل الى عشرات الاف من بيوتنا ومنحنا فرصة التجوال في العالم دون ان نفكر بجواز السفر سي او جي ودون ان نخضع للتفتيش ولكن جولاتنا جميعها خارج الوطن العربي لان المواقع العربية وخاصة الرسمية منها لا تحتوى الا على صور الحاكم وسيرة حياته وعدد اولاده وانجازاته التاريخية المتمثلة في تبليط الشوارع وعمل مجاري التصريف وكأن حكام اوربا لا يعملون هذا .
النت جعلنا نكتشف ان مهام حكامنا هي مهام مدير بلدية في السويد او حاكم ولاية في المكسيك وبالتالي فهم ليسو باصحاب فضل علينا ابدا بل نحن اصحاب الفضل عليهم لاننا مكناهم منا منذ عقود وبايعناهم بيعة ابدية وهذه البيعة كلفتنا ان نبايع ابنائهم ايضا وبالتالي فان اغلب الشعب العربي محروم من النت والذي عنده نت فهو مراقب وبالتالي عليه ان يتحول الى بوق للحاكم شاء أم أبي وكل اختراع جديد وامتنا بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المناظرة بين بايدن وترامب.. ما أبرز الادعاءات المضللة بعد أد


.. العمال يحسمون الانتخابات قبل أن تبدأ، ونايجل فاراج يعود من ج




.. لماذا صوت الفرنسيون لحزب مارين لوبان -التجمع الوطني-؟


.. ما نسبة المشاركة المتوقعة في عموم أسكتلندا بالانتخابات المبك




.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان -تعسفا-