الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زارعة الأمل حاضنة الأجيال

فاطمه قاسم

2008 / 3 / 10
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


تستحق المرأة أعلى درجات التكريم، وهي التي وصفها خالقها رب العالمين بأعظم الأوصاف عبقريةً حين قال في قرآنه الكريم "وجعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها" فهل من بعد السكينة والطمأنينة درجة أعلى؟

ثم إن ربنا سبحانه وتعالى حماها من أي نوع من أنواع التمييز حين قال رسوله العظيم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى "النساء شقائق الرجال".

وكل ما جرى بعد ذلك، في عصور الظلم والوحشية والاستبداد من ظلم للمرأة، وتمييز بحقها، أو إنقاص من حقوقها الكاملة، إن هو إلاّ باطل وغيّ وبهتان.

أما المرأة الفلسطينية:
فهي على امتداد المائة سنة الأخيرة ويزيد، أي منذ بداية نشوء القضية الفلسطينية، فهي تحمل العبئين معاً، والثقلين معاً، والهمين معاً، عبء ما تلاقيه المرأة في بلادنا من مخلفات "عصر الحريم"، ثم عبء هذه القضية الفلسطينية التي هي أعدل قضايا الأرض وأثقل قضايا التاريخ، وأقدس قضايا الإنسانية، قضية الشعب الذي تواطأ ضده الأقوياء، فجعلوه شريداً بلا هوية، وعائلاً بلا معين، ومظلوماً تحت نير أبشع احتلال، يسير في دروب صعبة هي دروب الجلجلة، ويبلسم جرحاً ليقوم الأعداء بعد ذلك بنكئ مئات الجراح، إنه الشعب الفلسطيني الذي يتوجب عليه أن يزرع أشجار الأمل في دروب قاحلة مليئة بالأخطار.
وانظروا:
كيف أن المرأة الفلسطينية، الأم الفلسطينية، الزوجة الفلسطينية، صنعت مشاهد تفوق حدود المعجزة تحت سقف خيمة اللجوء الأولى، حين أجادت إلى حد الإبهار اعتصار الحجارة في قدرها لتطعم الصغار، وحبس الدموع في مآقي العيون لتزرع على الشفتين بسمة الأمل، وحملت عبء اللحظة وراء اللحظة، رعشة الخوف وهدأة الأمان، نشاف الريق وحلاوة الرؤيا، مرارة الصبر وجمال الصيد، لكي يكبر الصغار، ويشفى المرضى، ويعود الغائبون، ويحضر الوطن.
يا سيدتي:
يا من تطرزين ثوبك الفلسطيني غرزة غرزة، بوهج الاشتياق، وحرير المحبة، وألوان الأمنيات الجميلة، يا سيدتي، صديقة الألم، كيف تسنى لك هذا الإصرار؟ وكيف استطال بك هذا الانتظار؟ وكيف من لجة الليل الحالك أضأت فجر النهار؟ ومن ألم المخاض جاء هذا الميلاد الكبير والقيامة الكبيرة؟
كامرأة فلسطينية:
فغنني أشعر باعتزاز بنفسي، لأني مثل أجيال من النساء من شعبي، وفيت بالعهد، وآمنت بالرؤيا، وصدقت بالحلم، وجعلت من جسدي أرجوحة لأطفالي، وصنعت من عمري حاضنة للأجيال.
المرأة الفلسطينية:
هي الأم الشجاعة، الأم المقاتلة، والزوجة الصابرة، والابنة الباسلة، والقلب المليء بالمحبة، والصدر العامر بالإيمان، كانت في بيتها سقفاً يحمي العائلة، وفي عملها المتنوع الإيقاعات قمحاً يسري في عروق الأبناء خبزاً وبركة، فدائية ليس فقط في القاعدة المقاتلة، وليس فقط في العملية الاستشهادية، فدائية حتى وهي تزرع فلسطين ورداً للعشق في حدائق الذاكرة
في يوم المرأة العالمي:
نذهب إليك حاملين في قلوبنا نشيد الوفاء، وورد المحبة، نبارك لك أيتها المرأة الفلسطينية أنك كلما نادى المنادي "حي على فلسطين" وجدك هناك عند مفارق الطرق أول من تلبين النداء، فلك التحية، ولك المجد، ولك السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط