الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس شاعر متطرف

ابراهيم السراجي

2008 / 3 / 11
الادب والفن


الى أمي وهي تتخد القرار الأكثر تطرفا
عندما قالت إن الأجساد التي لا تطرد المرض تقهره بالموت .

إليها وأنا أتيم بها لمدة يوم واحد ..
وأقضي بقية الأيام في محاولات لطمسها من الخريطة .


أنتِ التي كنتِ الى قبل البارحة أنثى لا أعرفها ولا تعرفني , وبعد أن عرفتها تعلمت أن أكتب أسماء الذين لا أعرفهم دون أن ينتابني إي إحساس بالكبرياء .


أنتِ ودون أن تعرفي ربما , أو لخبثٍ ما كنتِ توزعين بطائق ودعوات في أوساط الحرف كبطاقات اليانصيب وأنتِ التي تعرفين جيداً أن الجائزة ليست سوى تلك البطائق فقط, والتي لم تضعي حتى توقيعك عليها حتى لا تكون دليل إدانة ذات يوم
ذات حبٍ مجنون
ذات جسدٍ بليد
ذات رغبة غريبة لممارسة الجنس مع أمرأة أتناقض تماما معها ما يعطينا الشرعية
لإقحام أجسادنا في المغامرة بفتوى شرعية تدعى (الحب).


أنتِ ما زلتِ تلك التي أحس أنها الآن تشاهد أغنية تخص فاكهة وتبدليها لتكون صوت هاتفك الجديد
أو تشاهدين مسلسل خليجي فاشلٌ كالعادة.


تعلمت منكِ أن لا أخفي شعوراً , ليس لأنك تظهرين مشاعرك حتى أنك نقيض ذلك إلا أنني أحس
أن ما تعلمته كان بسرٍ يدعى أنتِ, فما عدت أخفي خطيئة أو تجربة قبلك خوفاً من أن تصل مذكراتي اليك
أنت التي لم تفكر يوماً أن تقرأ لي ولم تفكر أن تسألني كم وصل عدد مذكراتي
ولم تفكر منذ زمن طويل بأن تهاتفني ليلاً لمدة دقيقة لتحسمي أمر ليلتي التي سَتُحْسَم بالسهر
إما لفرح حمله صوتك
أو لحزن تحملين بك أو لي .


أنتِ التي تحاولي أن تحسني قدرك معي بنصائحك الكثيرة لي لأجد حلاً
لـ رشاقتي المفرطة
ولقصر طولي الواضح
وأنفي الطويل
وصلعتي التي زادت الطين بلة .
كنتِ كمن رضي بالواقع ولديه نية لأن يحسِّن منه لكنك لم تحاولي أن تحسِّني دواخلي تجاهك أنا الذي كان يكبر
في قلبي حبك دون نصيحة أو حدث لافت.


قررت الآن أمراً , لكن قبل ذلك سأخبرك لمَ الآن , فأنا كنت لا أنفذ القرارات التي أتخذها و أؤجل تنفيذها الى وقتٍ آخر.
لذلك سأكتب من الآن دون تحفظ فقد تكوني يوما
ذكرى جميلة كالقهوة التي قرأت خالية من السكر
أو ندبة في العمر كما أخالها أنا دون معاونة من أحد
من الان لن أضع في إعتباري أن أوراقي هذه قد تسقط
بين يدي طفل
أو أخي الكبير
فأنا كرجلٍ مجنون مع وقف التنفيذ كنت , جنوني هنا في خوفي المتطرف بين الكبار والصغار كإحدى حالاتي التي لا أعرف فيها حلاً وسط.
لن آخذ في الإعتبار مجتمع شرقي مكبوت يصنف الجنس من الأمور التي يوحي بها الشيطان أنا الذي لم أتعجب من من كون الرجل الشرقي أكثر إنجابا للأبناء من أكثر من زوجة وأنا الذي يعرف أن الانثى الشرقية أيضا لها القدرة على اتخاذ قرارها بالزواج من آخر إثر موت زوج أو طلاق .


لذلك كله لن أكون محتاج لأن أبحث عن تفسير لقصائدي كي تقتنعي أنها من وحيك أو أن لك علاقة بها
وسأكشف لك أن نيسان كان موعد لمولدين لكن المواليد لم يكونوا توأم
وأكشف لك أنك الوحيدة التي أدخلت المطر عشقاً الى روحي مذ أول يوم سقط علينا معاً , وأنك الوحيدة التي استضافتني لليلة كانت هواجس الجنس تحضر لأول مرة ولكن من بوابة الروح أيضاً .


كيف إذن أخبرك عن هواجس مجنونة لا علاقة لها بك بالرغم من أنك سبب كل شيءٍ حدث لي منذ مراهقتي الى الآن باستثناء رحيل أمي الذي أعتبرته أغبى قرارات الحظ وقراراته المستعجلة بالنسبة لي .


مثلاً أنا أحس أحيانا بفائض في المشاعر حتى أحس بالإنزعاج من جمال تلك الأفكار التي تراودني وتولد لدي شعور بالإحباط إذا أحسست أنني لن أتوقف عن الكتابة كما يحدث حين أشكو من جفاف الشعور أحياناً.


مثلاً
يحدث أنني مرة عرضت إحدى قصائدي المجنونة على صديق لا علاقة له بالشعر سألته
متى قد يفكر أن يكتب؟ , لم أكن أفعل لكوني أتفاخر بالقصيدة ولكني كنت أريد أن أعرف حجم المسافة بين الشاعر والإنسان العادي الذي يمكن أن يكون عاشقاً كسائر الشعراء .


أعرف أنني عندما أكون في قمة شعوري بالحزن أكون أيضا في قمة شعوري بالرغبة لإقتحامك جسديا , ربما أحس أنها الطريقة المثلى لتوبيخك , ولم أتمكن يوماً من الإستمتاع بكبحك ذات جنون كونك ممن يعتقدن أن الأنثى التي تتمكن من تغييب رغبتها تكون قد حصلت على ميزة جديدة وأنا أعتبرها عيبٌ أنثوي كما هو الحال في الإفراط , هكذا أكون في إحدى حالاتي التي أحب فيها الوسطية في الدين والجنس .


تعلمت مؤخراً أن أكتب الأشياء البسيطة , فلا أحد غير الشعراء الذين يعشقون أنثى لا يلتقون فيها معهن عند أي نقطة كاستحالتك
أنتِ لم تكوني سوى مزيج من الملامح والمشاعر البسيطة التي إجتمعت لتكون أكبر إعجازٌ إلهي خلق لأجلي .
ولن أنسى بعد اليوم كيف أكتب شكل الطاولة
وأن أصف ببساطة شعور العصير الذي دعوتني إليه ذات لقاء أول لنا ولم نشربه
وقتها أعطيتني ببساطة موعداً لشرب شفتيك
لم أسأل عن وقته بالتحديد
و لقنتِ العصير درسا لن ينساه


لكني الى الآن لا أعرف
أكانت نيتك قاسية نحوي أو نحو العصير؟!
أم أنه كان هاجس أنثى تحب أن تجرب كيف يمكن أن يكون لها موعدٌ
مع الآخر في مكان به أربع عيون ؟!
إثنتان لك
ومثلمهما لي
وعصيرٌ أعمى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي