الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية الى النساء الأخريات اللواتي لا يحييهن أحد !

محمد المراكشي

2008 / 3 / 11
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


-1-

اعذروني سادتي ، إن اعتبرت كل تحياتكم محض نفاق في مثل هذا اليوم من كل سنة..أعذروني فأنا ابن ما أراه..

لن أجاري النفاق الرجولي الفحولي العالمي -العربي خصوصا- في تحية النساء و أنا أتصور الوالدة التي ترشقني بنظرات حنانها كل يوم، ولن أكتب عباراتي التي تخلد للنساء حقهن في "الاحتفال"وأنا أتخيل صورة حبيبة قديمة أتمنى أن تصلها كلماتي ، أوعلى شرفات مخيلتي امرأة تلبس آخر موضة لباس بألوان الجمال الأنساني،أو أسمح بتسلل صورة المرأة النمطية التي تقفز الى عقلي -مثلكم- حين أحيي النساء في مثل هذا اليوم(تلك الجميلة الفاتنة أو المثقفة الفاهمة أو المناضلة المتحررة أو كل النساء كما متعارف عليه)..

-2-

سأبدأ بتحية المولدة التي ولدت أمهاتنا ، القابلة التي قصت مصراننا المشوه ، لست أذكر منها ولا ملمح ، لكنها أعطتني خلقة جميلة و هي تشذب ما يجعل مني لوحة رديئة..فمن منا يذكر القابلات ، ومن منا يهوى البحث في مذكرات امه وذكرياتها كي يصل لتلك المرأة ..أرجوكم ابحثوا وابعثوا لها ولو وردة..

تحية للمولدات و القابلات..

-3-

تحية لمعلمتي التي أغرمت بعشقها و أنا ابن الثامنة من عمري ،وهي تعطيني ما اتسلح به اليوم لأعبر عن رأيي ،تلك الجميلة الممشوقة القوام العارفة بخباياي و الملهمة لأولى رسوم الخيال في قلبي ..

اليك معلمتي آلاف التحايا و القبل من عاشق أفلاطوني قديم..

-4-

أحيي من النساء ما أشاء ، وشئت أن أحيي من قد لاتجد من يذكرها بطعم الاحتفال،اللواتي يرميهن الناظرون بقذائف الاهانة حين يخترن اللعب مع الذكور ، أو تستهويهن ألعاب الذكور ..في دواخلهن انمحت الفوارق ما ظهر منها وما بطن ..

أحيي كل تلك المشاكسات الحاملات للرجولة في ثياب النساء ، الى كل اللواتي يدعوهن المتخلفون ب"عزري الدوار"..أما آن لهم أن يفهموا أن ذاك الدوار بلا عزري يحتاج لمثل هاتيك النساء؟؟؟

-5-

أحيي من نراهن صباح مساء ، يستجدين رغيف الخبز بأي طريقة في الطرقات ،أمام المنازل ، أمام الادارات -باستثناء مصالح الأمن- و المستشفيات و المحاكم وفي كل مكان.. افلا يستحقن وردة عيد ..ألسن نساء؟؟؟

تحية لكل المتسولات ...

-6-

سلام للتي لا نرى منها -معشر الرجال و النساء- سوى ملامح الشبق أو زينة الجسد..لو تمعنا قليلا لوجدناهن لوحات جميلة لكنها لم تجد من يفهم خطوطها ..أما آن الأوان كي نمحو هذه الأمية الفنية و نعترف لهن ولو بجميل واحد حين يطردن شبح العنة -بشكل ما- عن رجالنا ..

تحية لكل ممتهنات أول مهنة في التاريخ...

-7-

الى لاعبات كرة القدم اللواتي لا ينتبه لهن أحد ، هن أشطر و أبلغ في لغة الكرة من أصدقائهن الرجال..عنفهن معدوم وأناقتهن هائلة وفرجتهن شيقة وهن يداعبن الكرة على ملاعب مهمشة في مجتمع يعرف جيدا كيف يجعل النساء خارج خط التماس..

أما علموا أن اللبؤة هي التي تصطاد ليأكل الأسد النائم أبدا؟؟؟

فلنحيي كل نساء كرة القدم.

-8-

تلك التي تبيع الخبز بدل أن تبيع أشياءها الثمينة، تلك التي تفضل أن تستفيق في الصباح كي تعجن خبزا نقيا منزليا لكل عزارى هذا الوطن، وتصنع الملوي و المسمن لينهي سلطة جوع العصرونة في مقاهي مدننا، ألا تستحق تحية و تقديرا لهذا المجهود الذي يسهل مواطنة الخبز في هذا البلد..

إلى بائعات خبز أيامنا الصعبة، تحية و تقديرا..

-9-

ثم لا تنس تلك المرأة التي تنزعها كل يوم من بواطن تصوراتك، وتخوض معها حربا أبدية لن تنتهي وأنت تحاول نسيانها هي التي عنفتك وأصابت الرجولة فيك بنتوءات لا تنمحي ..تلك التي هشمت نرجسيتك أو صدت دونجوانيتك أو قتلت حلما نزاريا يتأبطك..تلك التي رفضت أن تقبل شفتيك أو تلك التي جعاتك صغيرا جدا في شارع طويل عريض..

لها فضل عليك ، فهي من قلمت أظافر نرجسيتك و علمتك ما لم تعلم..

تحية لتلك المرأة التي يحمل كل منا صورتها خفية حتى لا تراها عيناه أو تلمحها عيني زوجته..

-10-

الى التي تكتب شعرا و تخفيه ، أو تكتب نثرا وترثيه ، التي لم تجد من يسمع أو يقرأ معاناتها اليومية مع الأشياء الصغيرة في بيت الوالد ، وتشكو أخا أصغر أو أكبر تطاول يده خدها حين يجدها تحاول التنفس خارج الإطار ..التي تنتظر منقذا قد يأتي و قد لا يأتي وقد ينقذ و قد لا ينقذ.. تحارب ملامح السنوات على المرآة الصغيرة المخبأة بعناية تحت الوسادة..

إلى كل واحدة من مثلها التحية على هذا العناء الذي لا يشعر به أحد..

-11-

الى التلميذة الجميلة التي تحب أستاذها ، وتهواه في صمت و خوف ..وتتمنى بلوغ الرشد كي تخطفه الى حضنها ، وتنسى أن بلوغ رشدها تساوي شيخوخته..حلمها المشروع لا يجد واقعا يتكئ عليه ، و استاذها الوسيم - في نظرها- سيتبخر بعد حين ..

هذا النوع من التلميذات اللواتي يكبرن في غفلة منا ، و يعشقن في غفلة منا ، قد يسقطن في غفلة إن لم نقرأ أفكارهن جيدا بعيدا عن ردود الSMS وورود الMMS

تحية لهن و تقديرا لبذور الحلم الواعد فيهن..

-12-

سياقة السيارة أمر شبه عادي..و ركوب السيارة أمر لا مناص منه ..لكن حلم السياقة لا زال يراود النساء ..فرغم إجادتهن-وهذا غزل- فن سياقة الرجال ، إلا أن بلادنا حبلى بنساء يحلمن بسياقة سيارة..فلم تحرم النساء في بعض بقاع الوطن الكبير من سياقة سيارة ..

ثم ألم يفهموا بعد -وهذا خير لهم-أن سياقة السيارات خير من سياقة الرجال..

الى كل السائقات و الحالمات بالسياقة أهدي ورودي..

-13-

هن كثيرات من ننسى تحيتهن ، أو اهداء ورود عيد سنوي إليهن ..

لعلها حيلتي المشاكسة لكي أقول :

مع حبي و تقديري و احترامي و شكري لكل النساء..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف