الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبر لكل صحفي..!!!

كريم كطافة

2008 / 3 / 11
كتابات ساخرة


قرر السيد محافظ النجف (أسعد أبو كلل) أطال الله عمره ومن والاه إلى يوم الدين بتخصيص مقبرة للصحفيين العراقيين. الخبر على ذمة راديو (سوا) ليوم 1/3/2008. إذ اهتم السيد أو السيدة محرري الخبر بردود أفعال الصحفيين العراقيين على هذه المكرمة أكثر من تسليطهم الضوء على حيثيات وموجبات وآفاق المكرمة. ومن جهتي سأفترق عن جموع الصحفيين بالخوض في حيثيات وموجبات وآفاق هذه المكرمة الكريمة.. لأني أظن (والظن ليس كله إثم) أن السيد المحافظ (أبو كلل) أراد قطع دابر ألسن جمعية الصحفيين الدولية التي لا تمل بمناسبة وبدونها من ترديد مقولة (أن العراق هو أخطر مكان بالنسبة لعمل الصحافيين حاليا). وبالطبع وكعادة الجموع من خارج العراق لا يشيرون إلى من يهدد حياة الصحفيين بهذا الخطر المحدق. يتركون الخبر هكذا مشاع لخيال واستنتاجات المحللين من الفطاحل إلى الكتاكيت الموضوعين على قائمة القنوات الفضائية العربية وغير العربية. كل يحلل على ليلاه وقالوا عن ليلى أنها مريضة في العراق..
أقول أفترق، لأن السادة والسيدات من الصحفيين العراقيين الله يهديهم سواء السبيل، قد ردوا على المبادرة بشكل قاس نوعاً ما. نعم، لقد أمطروا السيد المحافظ بوابل من قذائفهم الصحفية منها الساخر ومنها الجاد والعابس. منهم من قال أن هذا نذير شؤم وقائل أنه يشم رائحة (شعواط) في الأفق وثالث تبطر أكثر من غيره وطالب السيد المحافظ بدلاً من القبر بتخصيص دار سكنية تسكن فيها نفس الصحفي وعائلته بعيداً عن حياة الترحال بين بيوت الإيجار وأمزجة أصحاب الملك.. ورابع بدأ يحزم متاعه المنقول ليشد الرحال لا يعلم إلى أين..
الغريب في أمر الصحفيين أنهم لم يتحلوا بصفتهم كصحفيين ببعد نظر وأفق أوسع قليلاً من أفق مقبرة الكرخ الثانية.. لم يتحلوا بأفق يشبه أفق مقبرة (دار السلام) الكائنة في النجف مدينة السيد المحافظ مثلاً وكيف أنها مقبرة ممتدة بلا أفق يحدها. والواضح أنهم (الصحفيون) لم يكتوا بعد بنار الدفن بعد الموت وماذا تعني عواقب البحث عن قبر ومغسل وفي النجف لا في غيرها إلى جوار قبر أمير المؤمنين. يا سادتي مبادرة السيد المحافظ هذه، لم تجرؤ عليها أغنى بلدية في أوروبا الغنية، ما زالت قضية التأمين لما بعد الموت تشغل عقول وجيوب دافعي الضرائب الأوربيين، بل هناك بورصة كبيرة لشركات التأمين التي تتفنن بأساليب الدعاية والإعلان لإغراء المواطن بدفن وقبر مريحين. وها هو السيد المحافظ يقدم لكم دفناً وقبوراً مؤمنة من الباب إلى المحراب وكلها بالمجان.. ماذا تريدون أكثر.. لماذا تثبتون التهمة البائنة عليكم بتمسككم بحطام الدنيا دون حطام الآخرة.. والآخرة خيراً لكم من الدنيا.. هذا إن كنتم تعلمون.. لكن كيف لكم أن تعلموا..؟ على الصحفي أن يعمل لآخرته كأنه سيموت بعد دقيقة.. من أين له أن يدري أن المفخخ أو المفخخة منتظراً عند بسطة الطماطة لتجميع أكبر عدد من المشترين وأنت مقبل (يا غافل إلك الله) على شراء كيلو لطبخة اليوم.. من أين لك أن تدري أن الذباح أو الصكاك أو من بيده السيف والبندقية والقضية لا يترصدك عند الزاوية الكائنة على مدخل بيتك.. هؤلاء إناس لا يمزحون يا سيدي هم في لهفة من أمرهم.. سينعمون بليالي حمراء وخضراء وبيضاء في ديسكوات سماوية فيها نجوم متلألة كنجوم العلم العراقي التي احتار فيها نواب الشعب.. من أين لك أن لا يغضب عليك رئيس تحريرك ويعلسك.. من أين لك أن تعرف مزاج رئيس هذه الكتلة أو تلك من الكتل الحاكمة والمحكومة، أن لا يضع تحت اسمك خط أسود عريض.. ثم أن الرجل هو محافظ النجف.. وليس محافظ لمدينة أخرى.. وإذا كان بإمكان كل محافظ أن يتبرع ويجود بما تجود به مدينته.. ألا تشتهر النجف أنها مدينة المراقد المقدسة ومدينة أكبر مقبرة على سطح كوكبنا العجوز.. مقبرة شرهة لا تمل من التهام ضيوفها.. كأنها الجحيم بعينه حين يكلمها الخالق أما شبعت.. تجيبه؛ بل زدني.. ثم لِمَ لا تكون هذه المبادرة فاتحة لمبادرات أخرى تحرك الدماء في عروق بقية المحافظين.. مثلاً يتبرع محافظ البصرة بتخصيص كم برميل نفط أبيض لشؤون ومتطلبات العزاء لعوائل الصحفيين.. ومحافظ العمارة يتبرع بكم لتر من الزئبق الأحمر بمثابة (قراية فاتحة).. ومحافظ الموصل بكم كيس من الحنطة المزروعة في أرض الجزيرة ومحافظ ديالى يتبرع بتشكيلة لطيفة من فواكه بساتين المدينة من الرمان والخوخ والتفاح والبرتقال وحسب المواسم ومحافظ دهوك بكم كيس من الجوز الطازج ومحافظي أربيل والسليمانية يتبرعون مثلاً بتخصيص أماكن تنتجع فيها عائلة الصحفي بعد قضائها لمتطلبات العزاء والحزن على فقيدها.. ألا ترون أن الأفق أوسع من الخيال يا سادتي..؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع