الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ً تسوماني الأسعار ً في المغرب

عمر الفاتحي

2008 / 3 / 11
الادارة و الاقتصاد


يشهد المغرب حاليا ، إرتفاعا مهولا في أثمنة المواد الأساسية ، من خبز وزيت وسكر
وحليب وفواتير كهرباء ، في ظل غياب لأية رقابة فعالة من طرف الجهات الرسمية
المسؤولة .ورغم إعلان الحكومة عن مجموعة من التدابير والاجراءات الاستعجالية
كثكتيف المراقبة والضرب على أيدي المتلاعبين بالأسعار وإلزام الباعة بإحترام إشهار
الأسعار في العلب والأكياس التي تتضمن المواد المدعمة للحد من المضاربة ، وتكثيف
البحوث الميدانية بالمواد التي تعرف إرتفاعات ، فإن هذه التدابير لازالت ترواح مكانها
بسبب الفساد الاداري والمالي ، الذي تشارك فيه وتتحمل مسؤوليته مجموعة من اللوبيات
الاقتصادية والتجارية ، المجردة من أي حس وطني .
إرتفاع الأسعار في المغرب ، أصبح لايتعلق فقط بالمواد الأساسية التي تهم شريحة واسعة
من المجتمع المغربي ، بل إنتقلت ً عدواه ً إلى قطاع العقار . ففي إستطلاع للرأي أجرته
إحدى المؤسسات الاعلامية ، إعتبر 46،7 في المئة من المشاركين ، أن سبب إرتفاع العقار في المغرب ، يعود إلى المضاربات التي يعرفها هذا القطاع ، بينما عزا 44،92 في
المئةمن المستجوبين ، ذلك إلى تبييض الأموال المتحصلة من الرشوة والمخدرات ، فيما
أشار 9،37 من المشاركين ، إلى إرتفاع مواد البناء .نتائج هذا الاستطلاع ، تلتقي مع
الخلاصات التي توصل إليها آراء المراقبين لقطاع العقار في المغرب ، الذي إرتفعت فيه
الأسعار ما بين 10 و25 في المئة في السنة ، إذ بالاضافة إلى الخلل بين العرض والطلب
والعجز الذي يصل إلى مليون وحدة سكنية ، ساهمت المضاربات في إشتعال أسعار العقار
ولا أدل على ذلك من وجود 600 شقة مقفلة في المغرب تقدر قيمتها ب300 مليار درهم .
في نفس الوقت تدهب بعض التقديرات إلى أن إرتقاع الأسعار يذكيه تبييض أموال المخدرات
ألتي تقدر ب30مليار درهم في المغرب .
ما أصبح يطلق عليه في المغرب بً تسونامي الأسعار ً يكشف عن مفارقة يعيشها مغرب
اليوم ، ففي الوقت الذي يشهد فيه هذا البلد ً فورة ً في عدد التشريعات والقوانين الجديدة
لتحسين الواقع المعيشي للمغاربة ، فإن تأثيرها في الحياة اليومية يبقى محدودا جدا ، بفعل
وجود لوبيات تقاوم الاصلاح في المغرب .
في محاولة لمواجهة ً تسونامي الأسعارً وأمام تردي العمل الحزبي والنقابي ، إبتدعت
مجموعة من الفعاليات الحقوقية والفنية في المغرب ، آليات جديدة لمقاومة إرتفاع الأسعار
منها القيام بوقفات إحتجاجية على مستوى كل الأقاليم وإحداث ًتنسيقياتَ محلية وجهوية
ووطنية لتحسيس المسؤولين بخطورة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للفئات الأكثر ضرر في المجتمع المغربي بفعل تدني قدراتها الشرائية أمام ً تسونامي الأسعار ً الذي ضرب كل القطاعات المهنية وجعل القطاع العريض من المغاربة يعيشون تحت عتبة
الفقر رغم أبواق الدعاية الرسمية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 17-5-2024 بعد آخر انخف


.. لأول مرة طارق الشناوي يتخلى عن النقد.. مش جاي عشان يجلد حد ب




.. بوتين يغير القيادات: استراتيجية جديدة لاقتصاد الحرب؟ | بتوق


.. رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب: لا زيادة في شرائح الضرائب




.. مستقبل الطاقة | هل يمكن أن يشكل تحول الطاقة فرصة اقتصادية لم