الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاضرات حول تحرر النساء

ألكساندرا كولونتاي

2010 / 3 / 5
الارشيف الماركسي


تقديــــــــم المحاضرات الأربع عشرة التي ألقيتها في جامعة سفيردلوف في لينينغراد في ربيع 1921 (نيسان-أيار-حزيران) كانت موجهة إلى طالبات يتهيأن للعمل في قطاعات نسوية. وقد دوَّن جزء من هذه المحاضرات بطريقة الاختزال، وتوليت شخصيا كتابة الجزء الآخر في خريف 1921 بالاعتماد على ملاحظاتي المسجلة.كان هدفي في هذه المحاضرات أن أعطي الطالبات رؤية إجمالية أساسية عن الموقف الماركسي من قضية النساء – على نحو مبسط وسهل الفهم – وأن أبرز، في المحاضرات الأربع الأخيرة على وجه التحديد، التحولات الثورية لشروط الحياة ووضع المرأة الجديد في الدولة العمالية. وأعني بذلك الاعتراف بها عضوا كامل الحقوق في المجتمع. فوضع المرأة الجديد لم يقد إلى تقييم جديد وإيجابي لحقوقها السياسية والاجتماعية فحسب، بل أيضا إلى تحول عميق في العلاقات بين الرجل والمرأة.وقد برز ذلك بوضوح في عام 1921 عندما واجهت الثورة، المنتقلة من شيوعية الحرب إلى السياسة الاقتصادية الجديدة، انعطافا حاسما. فمستوى تقدم سيرورة التحرر من التقاليد البورجوازية أصبح أكثر وضوحا من السابق، بفضل النتائج المترتبة على السياسة الاقتصادية الجديدة في الاتحاد السوفييتي. فخلال سنوات الثورة الثلاث جرى تحطيم الركائز الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع البورجوازي، وبذلت مساع دائبة لإرساء قواعد المجتمع الاشتراكي، الأجواء السائدة حكمت بالبطلان، وبسرعة فائقة، على التقاليد القديمة. وقد برزت مكانها أشكــال من التجمعات الإنسانية متميزة بجديتها الجذرية. فنمـــوذج الأسـرة البورجوازية لم يعد قدرا محتما. والمرأة، بعملها المجتمعي واللازم للمجتمع، باتت تواجه شروط حياة جديدة كل الجدة. ففي حين كانت في الماضي تحت تصرف أسرتها فحسب، أضحت مرتبطة أيضا بمجموعات العمل. وهكذا ولدت أشكال حياة جديدة، وكذلك أشكال قران جديدة؛ كما تبدلت العلاقات بين الأولاد والأهل. وفي عام 1921 الحاسم ظهرت، بحدة خاصة، علائم تبشر بطريقة جديدة في التفكير، وبعادات جديدة، وبأخلاق جديدة، وأيضا وعلى الأخص بدور جديد للمرأة وبتصور جديد لمكانتها في المجتمع وفي دولة السوفييتات. فعلى دوي المدافع التي كانت تحمي، على جبهات متعددة، جمهوريتنا العمالية الثورية، سقطت تقاليد العالم البورجوازي بعد أن أصيبت إصابة قاتلة.إن العديد من العادات الحياتية والفكرية ومـــن القوانين الأخلاقية قد زالت اليوم تماما أو هي في طريقها إلى الزوال. وقد عجزت السياسة الاقتصادية الجديدة عن إرجاء التغييرات الطارئة على مستوى الأسرة والعلاقة الزوجية، كما أنها لم تؤد إلى إضعاف مكانة المرأة داخل الاقتصاد السوفييتي. لكن في ذلك الحين لم تكن أنماط الحياة الجديدة التي عرفتها العلاقات في الحزب حتى عام 1921 قد انعكست على طريقة عيش غالبية النساء. فالشروط الاجتماعية الجديدة، وبالتالي وضع المرأة، مرتبطة على نحو وثيق ببنية النظام الاقتصادي وهيكلته. فتطور الإنتاج الاشتراكي يقود إلى تفكك الأسرة التقليدية ويوفر للمرأة بالتالي تحررا وحرية متعاظمتين باطراد. لكن بما أنه من المستحيل تجنب بعض الالتواءات والتعويقات في تشييد مجتمعنا الاشتراكي، فهذا يعني بطبيعة الحال أن سيرورة تحرر المرأة الواسعة قد تتوقف لفترة من الزمن [2].إن وضع النساء العاملات ونفوذهن السياسيين لم يعودا اليوم قابلين للمقارنة بالشروط السائدة في عام 1921. والواقع أن عاملاتنا وفلاحاتنا قد نجحن، بمساعدة الحزب البلشفي، في الدفــاع عن مكاسب سنوات الثورة الأولى، وفي توسيع حقوق المرأة العاملة وتوطيدها، وان بنجاح متفاوت. ولا ريب في أن القوى الاجتماعية التي كانت قد أفلحت في فرض الزامية العمل على نساء سائر الفئات الاجتماعية، بهدف خلق الشروط الموضوعية لتحول الأسرة وعادات الحياة، قد تراجعت اليوم وضعف شأنها، وذلك من جراء السياسة الاقتصادية الجديدة بلا جدال. فالتغييرات الاقتصادية والسياسية لم تعد تحصل اليوم تحت ضغط الجماهير وتعبئتها وإنما، على المدى البعيد، تحت الاشراف الواعي للحزب. ومع الأسف، هذا يعني، عمليا، إن الحزب لن يفرض التغييرات إلاّ عندما تصبح مكاسب الثورة عرضة للخطر.* * * لقد عقدت العزم على عدم تعديل الطبعة الأولى لمحاضراتي، ولا حتى على تكميلها. فكل تعديل على ضوء الشروط الحالية سينزع عنها قيمتها المتواضعة كشهادة على أجواء العمل السائدة آنذاك، وعلى وقائع تفسح في المجال أمام تقدير دقيق لوساعة الثورة، وتحديد عياني لوضع المرأة العاملة في الجمهورية العمالية.ويبدو لي بوضوح أن كتابي لا يقدم إلاّ مساهمة جزئية في حل قضية المرأة في مرحلة محددة من الثورة.مع ذلك قررت أن أنشر هذه المحاضرات في شكلها الأولي. فأنا مقتنعة تماما بأن دراسة الماضي وفهمه – ولاسيما التحليل التاريخي لوضع المرأة في علاقاته بالتطور الاقتصادي – يمكن أن يسهلا فهم مهمتنا الحالية وأن يساهما في تدعيم الرؤية الاشتراكية للعالم. كذلك فإن دراسة الماضي وفهمه يمكن أن يساعدا الطبقة العاملة في بحثها عن أقصر الدروب المؤدية إلى التحرر التام وغير المشروط للنساء العاملات.الكسندرا كولونتاي، أوسلو 1925....[1] - إن السياسة الاقتصادية الجديدة التي كانت تهدف إلى تحرر المجتمع الروسي من المتاعب الاقتصادية لشيوعية الحرب لم تهتم في الواقع بتحسين الشروط الموضوعية الضرورية لانعتاق المرأة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. أنظر المحاضرات 10 – 14.[2] - إن السياسة الاقتصادية الجديدة التي كانت تهدف إلى تحرر المجتمع الروسي من المتاعب الاقتصادية لشيوعية الحرب لم تهتم في الواقع بتحسين الشروط الموضوعية الضرورية لانعتاق المرأة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. أنظر المحاضرات 10 – 14.المناضل-ة عدد 16








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟