الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلتهتف .. لا .. للإحتلال

عفيف إسماعيل

2003 / 12 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الاسم الحركي: سلام عادل الحق
المكان : مدرسة فيهلم بيك للشبيبة – المانيا الديمقراطية
الزمان : منتصف سبتمبر 1989م
مرحباً يارفيق
ولله قلقنا عليك كثيراً.. وعلي كل الرفاق بالسودان.. كيف الحال بعد الإنقلاب المشؤم؟؟ وسكرتير حزبكم هل من أخبار من معتقله؟؟ وأين الرفيق الآخر لماذا لم يحضر معك؟؟!!
هكذا ..
    بهذا السيل من القلق الرفاقي الحميم أستقبلني الرفيق العراقي" سلام عادل الحق" لكي نتشارك السكن الطلابي رقم "424"  وثالثنا الرفيق "عبد الكريم" من إتحاد شبيبة اليمن الديمقراطي "أشيد" . ويصبح " سلام عادل الحق"  دليلي في تلك الغابة "بوقانزي"  ويسلفني دفاتر المحاضرات التي سبقتني قبل أسبوعين..

وتمضي الأيام
      ونغرق في الهم الدراسي، يشرح لي "سلام عادل الحق" ما يستعصي علي في دروس الإقتصاد السياسي، واعاونه قليلاً في دروس الفلسفة، ونقتسم الأشجان والمصروفات القليلة المستقطعة من عرق الطبقة العاملة الالمانية.. أحياناً يسبقه فرحه يأتيني بخطاب ظننته لن يجيء كنا نتشاجن عنه ليلاً.. وأحياناً أحضر له قصاصات التضامن مع بلده المحروق.. برغم إختلاف مداخلنا للعمل السياسي لكننا كنا نتفق كثيراً، يكثر في اسانيده المنطقية من مقولات "لينين وسلام وماركس" ويدلل بإنجلز ارد عليه بسعدي يوسف ومظفر النواب ومنعم الفقير ، يحاول ان يتلو فقرات من خطابات كاسترو حول حرب العصابات في متناولي يكون برشت وغرامشي يردان عني بصوت عالٍ. قليلاً.. قليلاً.. صار بيننا الإنسجام والإحترام .. وطرائق التفكير في الوسائل النضالية لكل حسب دوره..

 وتمضي الأيام
     تصيبني لوثة التشكيل، التي أتمني أن لا تعاودني مرة أخري.. يكون متفرجي وناقدى الأول.. وعند إفتتاح معرضي بنادي المواهب الشابة ببرلين.. كان "سلام عادل الحق" أول الحاضرين يتأمل بعمق تلك اللوحة التي خباتها عنه لكي أفاجئه بها، وحداتها في غاية البساطة التعبيرية بورترية "صدام حسين" علي هئية "دراكولا" يغرس نابيه في دجلة والفرات وشواطئ محروقة.. وكثيراً من بقايا الهياكل العظمية والجماجم طافية فوق أمواج الدماء.. بعد نهاية الإفتتاح عانقني طويلاً وهويقول:
- ماتركت لي شيئ أخبر به الناس عن العراق.
ونتسامر تلك الليلة عن حلمه بالعودة إلي العراق مباشرة .. لكي يكون في أحد جبهات القتال المسلح، ورفاق حزبه ببرلين يمانعون خوفاً علي سلامته..وامام عناده وافقوا أخيراً علي شرط أن تكون محطته للذهاب عاصمة أوربية أخري وليس عربية كما كان يصر هو، فقهقهت وقلت له بصوت مظفر النواب:
وقنعت بان نصيبي من الدنيا كنصيب الطير
 لكن سبحانك
حتي الطير لها أوطان
وتعود إليها
وانا مازلت أطير
فهذا الوطن الممتد من البحر إلي البحر
سجون متلاصقة سجان يمسك سجان..

وتمضي الأيام
وينهار حائط برلين .. لا تعجبه سعادتي بذلك..يحتد عليّ.. ثم نصفو ونتفق علي ان بلادنا أصلاً لا تنفعها سوي الإشتراكية الإجتماعية.. حين ركل الشعب الروماني "شاوسيسكو " إلي حيث يجب ان يكون، قلت له هذا مصير كل حكامنا هناك ..فرد قائلاً:
- أولهم الملعون صدام.
وتمضي الأيام
لسبب ما تأخر بنا الطريق إلي المطار.. " وسلام عادل الحق" في كامل حلة السفر .. جلدٌ إلي من غصة راعفة تجعلني بالكاد أسمع صوته حين نبهني بأن علية أن يقوم بثلا ثة إجراءات في عشر دقائق وهذا مستحيل..فأعطاني التذكرة لكي أنتهي من الإجراء الأخير، عندما عدت.. وجدته مرتبكاً ويتفصد عرقاً وقال بصوته المبحوح:
- أنا الآن تحت رحمة الحزب الشيوعي السوداني، هل عرفت اسمي الحقيقي،ووجهتي؟؟!
-  نعم.. لكن لا أتذكره الآن..
وتعانقنا من غير ان نتبادل العناوين

وتمضي الأيام
صديقي
"سلام عادل الحق" عندما لمحت رايات حزبك الحمراء ترفرف ببغداد ليلة القبض لغير المغفور له صدام حسين.. ومكتوب عليها "وطن حر.. وشعب سعيد" أدركت بأن هناك راية مخفية، لا تصورها وكالات الإعلا م الأمريكية وحلفاؤها .. قطعاً أنت حاملها ومكتوب عليها " لا.. لا .. لا.. للإحتلال..
عفيف إسماعيل
15ديسمبر 2003م
بيرث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج