الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فليحترق القميص

يوسف المحمداوي

2008 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مضى عام وشارع المتنبي لا يزال موشحا بالسواد وبقايا دمار المعرفة يظل شاخصا يحكي وبالصور الحية مأساة ثقافة استهدفها الارهاب فاصاب سويداء القلب منها، اقلام محترقة والمصاحف اختلطت حروفها مع حروف الاناجيل، قلائد المتنبي تشتعل مع ارتفاع دخان روائع تولستوي، مكتبة النهضة لم يعد لها وجود والشهيد عدنان يبحث عن مكتبته في الدنيا الاخرى ومحمد الخشالي صاحب مقهى الشابندر يبحث عن اولاده الاربعة وحفيده بين تلال الاوراق المحترقة (الصباح) التي استهدفت اكثر من مرة من جرذان الكهوف أبن شعرائها الشارع في ثالث يوم المأتم بقصائد لوعة يصاحبهم بالالقاء من على سيارة محترقة دخان الكتب ورائحة اجساد الضحايا وبكاء جبار محيبس يتقدمهم بالالقاء الشاعر عبدالزهرة زكي وكانت اجمل قصائد الفاجعة (فليحترق القميص) للشاعر سلمان داود محمد لينتفض فنانو (الصباح) ويرسموا لوحات الغضب والتحدي والأسى على جدران الشارع المنكوب وباستثناء تأبينات (الصباح) وما بادرت وذهبت اليه مؤسسة المدى الثقافية من دعم ورعاية لضحايا الانفجار لم نجد جهة حكومية او غير حكومية صادقة وجادة في رعاية وانقاذ الشارع ومريديه نعم هناك محاولات من بعض الجهات ولكنها جاءت عشوائية وجانبت الانصاف كثيرا ومثال ذلك التوزيع العشوائي التي قامت به لجنة الاغاثة المعنية بهذا الامر، فقد حصل الكثير من بائعي الكتب غير المتضررين وغير الموجودين اصلا في الحادث على اموال لهم ولعوائلهم ولاصدقائهم من هذه اللجنة بالاتفاق المشبوه مع احد موظفيها في حين ان هناك شهداء لم يحصلوا على دينار مسؤول او درهم منظمة ومثال ذلك بائع الكتب الشهيد واثق ياسين وبائع الكتب الشهيد عبد شندي الذي ترك عائلة بثلاثة اولاد مصابين بمرض الصرع فهل من المعقول ان تمنح الاموال لغير المتضررين وتترك عوائل الضحايا بهذه الصورة ولكن عذرنا ومواساتنا بان هذا هو الانصاف ما دمنا في العراق غير القانوني وانا اجزم بان بعض المتقاعدين من بيع الكتب يحلمون بحريق آخر للشارع لينعموا بهبات الحرام بعد ان ذاقوا حلاوتها زورا وبهتانا في مأساة الشارع الاولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها