الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف والتهميش وجهان لعملة واحدة

مليكة طيطان

2008 / 3 / 12
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


معذرة الأخت العزيزة بيان صالح عن هذا التأخير في تقديم مساهمة عينية فكرية للملف الذي ارتأى المركز التقدمي لدراسات وابحاث مساواة المرأة ومن خلاله التواصل الفكري المميز الحوار المتمدن ، والذي هم تكسير جدار الصمت بخصوص ظاهرة حيوانية مفترسة استعارها الانسان في ترحاله وتجواله الحياتي ...حيث تفجير المكبوتات الأسطورية والنواقص القابعة في قعر اللاشعور ...بذلك تسلط مخالب الانفعال من طرف إنسان تضفي عليه الطبيعة والحياة عموما صفة القوة في مواجهة كائن يشاركه نفس الجنس البشري لكن يختلف معه في النوع مع العلم أنه موشوم بالضعف والانكسار ...إنه صراع النوع السرمدي والأزلي ياسيدتي
....................................................................
أعتقد أن مداد حقيقة الظاهرة المسماة العنف المسلط على النساء تغذيه حمولات شتى يفصح عنها في أغلب الأحيان جهرا وتتخذ أحيانا صفة المسكوت عنه خصوصا في مجتمعات تحكمها قوانين في عطلة من أمر التقدم والحداثة والتنوير، في نفس الآن تتنطع وتتبجح بموروث ثقافي ليس له في العير ولا في النفير بخصوص جميل المبادىء والخيارات الذي توصلت إليه البشرية من حقوق إنسان وديموقراطية وما يستتبعهما من إجراءات تؤكد وتحرص على تحقيق المبتغى المتجلي في أنسنة الانسان... إنها مجتمعاتنا حيث نصنع فيها انهزاماتنا وانكساراتنا بأنفسنا وباستمرار باسم واستغلال كل مظهر حياتي بما فيه ما يسمى بالموروث الثقافي حيث يرتكن فيه أيضا التخلف بمواصفات تتخذ صبغة التقاليد والعادات وأيضا استغلال الدين ...تتحالف القوة مع المناولات في مواجهة النوع المنكسروهن النساء في مجتمعاتنا ياسيدتي تقبل المرأة وعن طواعية وضعيتها الدونية وتسلم بيدها السوط للجلاد .
.......................................................................
السيدة وفاء سلطان التي أثارت المدة الأخيرة جدلا حادا بسبب فكرها لا أشاطرها نفس الرآى بل أصلا لا أشاركها نفس الطابور اقتناعا مني بأن الامبريالية وأعلى مراتبها الصهيونية على الخط بل هي التي حددت الخطوط ...رغم هذا وذاك من الاختلاف حقا أشاطرها الرأي في جملة من وجهات النظر خصوصا تلك المتعلقة بإجحاف وغبن في إطار النوع و أجمل ما تقول ....المرأة في بلادنا تستنشق من عبوديتها نسيم حريتها لقد انقلبت عندها المفاهيم وصارت عبوديتها أعز حرياتها ....عندما تتعلم المرأة بأنها قيمة إنسانية ستسعى للدفاع عن تلك القيمة
اقتسمت مع هذه السيدة وفاء احساس واحد مفاده تلك الصورة التي تجسد عنف المذكر للمؤنث الانساني في أعتى مرحلة ...هي سيدة وضعت أمومتها بين يدي مختلسي الأرواح وسفك الدماء ...كان من المفروض أن تفجر نفسها في فندق رادسيون في عمان ...في اعتقادي أن الأمومة رجعت إليها في غفلة من خفافيش الظلام ولذلك اشتركنا مع وفاء في نفس الاحساس وأحسسنا بالشفقة على مخلوقة إنسانة استغل فيها الروحي فاستدعى عندها عاطفة لا تؤمن بالجدل أو بالأفكار أمرها القوي أن تنصاع له وتطيعه لأن طاعته من طاعة الرب ...المشهد برمته كما سبق وأن بسطت يجسد أعلى مراتب العنف لأن استغلال الجانب الروحي فيه قضية ملموسة لا تحتاج إلى برهان
.................................................................
كثر اللغو حول مظاهر العنف ضد النساء لكن ما يثير الاستغراب والتأمل أن يحصر الأمر في ثنائية المذكر والمؤنث ويتم تغييب الأساسي المثمل في حقيقة التفاوت الطبقي حيث صراع الأقوياء المالكين لزمام الحياة سلطة وجاه ويسرا بين مغبونين مهمشين وهنا نسجل بأننا بصدد مجتمع يقمع ويعنف الرجل كما المرأة ...يغيب الوعي الجاد بالقضية ويكثر اللغو فقط وهنا فقط سنصنع التظليل وننتج التعتيم
........................................................
الفقر يعلن عن نفسه بأنه تأنث هكذا نعاين الأمور ...نتتبع من أين انطلقت الخطوة الأولى وتم الارتماء في سوق نخاسة المتعة الجنسية وتلك حكاية يشيب بذكر تفاصيلها الولدان ...وهل المشهد ليس ضربا من ضروب العنف ؟؟
مع الفقر دائما بماذا نفسر اضطرار النساء لممارسة أعمال يقال بأنها تبخس الانسان في كرامته ...هن خادمات بيوت بدون علم وزارة وصية عن الشغل والشغالين والعمال ...في غيبة عن نقابات قيل بأنها تسعى دوما إلى تحصين زبنائها العمال والعاملات في بيوت الأسياد تلج الطفلة والشابة اليافعة وأيضا المسنة سوق شغل داخل منازل كخادمات بيوت ... كلهن يتساوين في التقدير والاستغلال إلا الصبية ومن بقي في ذاتها شيء من حتى الافراز فمن المحتمل جدا بل أحيانا بكل تأكيد تستغل في إطفاء شبق السيد أو أبنائه أو أقربائه الجنسي ...من هذه الزوايا نبصم بالعشرة على أن المحنة والحاجة هيأت بضاعة لسوق بيع المتعة الجنسية هذا إذا لم يتكرم الجهاز الأنثوي على مد نفايات المجتمع ببضائع بشرية يقال عنها بأطفال متخلى عنهم ، أي بالواضح نحن أمام منعرج آخر من منعرجات الحياة الأكثر غبنا ...هن أيضا كسالات الحمام اللواتي ينتزعن قوت أبنائهن من أوساخ جسد المستحمات ...أليست الحكاية أيضا هي عنف بصيغة تحقير الانسان وتبخيسه ؟؟
في اعتقادي المتواضع الحديث عن العنف المسلط على النساء قبل أن نعثبره إشكالية مرضية تتوجب البحث والتمحيص بل وبمبضع الطبيب نشرح المرض طمعا في الوصول إلى الأعراض نجمعها حيث المقارنة والفرز والترتيب طمعا في الوصول إلى الأسباب والمسببات شريطة ألا نلتزم الصمت أو الحياد ...أيضا وهذا هو الأساسي ألا يتم التعامل مع الآفة وفق المنطق التجاري أو الاشهاري كما هو حال بعض الجمعيات التي أصبحت بقدرة قادر مقاولات عائلية فقط طمعا في تحقيق الايراد المادي من خلال مساعدات خيالية من داخل الوطن أو خارجه وفي غفلة ممن يهمهم الأمر دوليا سواء بنكا دولية أو صناديق تنمية دولية أو جهوية أو منتديات حملت على عاتقها استنهاض همم بشرية البقاع الغارقة في مستنقع التخلف والجهالة ... في المغرب وطني الذي يهمني أن يتم استغلال الآفات والمآسي في أغراض أخرى من أجل تحقيق منافع مادية تصل إلى مرتبة الخيالية أو رمزية داخل المشهد العام فتلك هي القضية التي تتطلب أكثر من افتحاص....ومن يجادلني في حقيقة الأشياء يبادر معي إلى فتح الملف على مصراعيه وسنضع اليد على ماهو أخطر في عالم نهب المال العام لكن هذه المرة بصيغة التعنيف ذو الأوجه المتعددة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا