الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لفة و برتقالة

زينب محمد رضا الخفاجي

2008 / 3 / 13
الادب والفن



حال صغيرتي اليوم غريب عجيب ... فهي هادئة .. مطيعة .. صامتة.. حتى أغانيها التي تصدع بها رأسي كل صباح أختفت .. سألتها.. حبيبتي أتشكين من شيء؟
صغيرتي .. لا ماما .. ماكو شي ..لكن حدقات عينيها التي تدور بسرعة 120 كلم لا تريحني ولأنني أم تعودت منحهم حرية الحديث متى ارادوا .. وأن أتقبل أخطائهم مهما فعلوا.. آثرت السكوت والأنتظار .
صغيرتي أسم دلعها نومة وهو اسم اطلقته عليها أختها حين عجزت عن لفظ أسمها ولهذا سأكتبها هنا نومة.
نومة .. ماما أذا اراد أحدهم أعطائك هدية ماذا تفضلين؟
أنا ..... هذا يتوقف على الشخص..
نومة .. وإذا كان صغيراً بعمري .
أنا ..... ستسعدني جداً برتقالة .
نومة .. وإذا أراد أن يعبر لك عن أمتنانه لتعبك معه ؟
أنا ..... أهو صغير أيضاً ؟
نومة .. نعـــــــم ..بالضبط
أنا ..... (ضاحكة) لفة جبن عرب ونعناع وشاي وإذا (ينجوي بس لفة).
نومة .. وإذا أخطأ أحدهم ماذا يجلب ؟
أنا ..... الغلطان يعتذر فقط ويعترف بذنبه.
نومة .. وإذا كان لا يستطيع ؟
أنا ..... ولماذا لا يستطيع ؟
نومة .. مسكين ماما هو أولاً لم يقصد ثانياً وهو الأهم كرامته تتعبه مع الأعتذار هل يرضيك تعب طفل صغير مسكين ؟ ثم أليس من الأفضل أن يجلب لك شيئاً بدل (أنا آسف) على الأقل ستستفيدين مما يعطيك ..( مو أحسن من السوالف).
أنا ..... إذا كان مصراً سأكتفي ...بنفس قلمك الرصاص الذي تعشقينه.
نومة .. ولماذا هذا القلم يمكنه أن يشتري لك أي شيء آخر؟
أنا ..... بما أنه لا يريد الأعتذار ..سيؤلمه حقاً فقد ما يحب،وإذا أعتذر سيكون أفضل.
أختفت تلك الصغيرة .. وذهبت لوالدها تعرف هذه المدللة أنها أميرته التي تأمر فتطاع وكلما ضاقت بها السبل وثبت وقبلته وبكت وبهذه الدموع ستحصل على كل شيء..كانوا يتشاورون فيما بينهم وبين الفينة والأخرى (يخرب صاحبنا من الضحك) بعدها دخل مسرعاً ليبدل ملابسه ربما طلبت أميرته شيئاً .. ومن جانبه لا يستطيع التأخر..سألته ماذا أرادت منك تلك المشعوذة؟..فيضحك لا شيء ..أريد أن أتمشى .
تركته كعادتي ..وكما كل يوم بدأت يومي في المطبخ وعادةً ما أنهيه فيه..نسيت في زحمة واجباتي كل ما دار بيننا ...وفي المساء القيت بجسمي المتعب على الأريكة ..الساعة السابعة مساءً عندي مقدسة ففيها أتابع أخبار (الحرة عراق) ..هم يعرفون جيداً إنها فترة أرفض فيها أي حركة أو كلام .. اليوم كله لهم وهذه الساعة لي .. وبينما أنا جالسة في ساعتي المقدسة ... قدمت نومة الملعونة مبتسمة تحمل بتعب (صينية) أشفقت عليها من حملها ..وضعتها أمامي ..كان والدها يقف عند الباب سألته مالموضوع ؟..فأشار بيديه ..أن لا علم لي.
نومة .. تفضلي ماما.
أنا ..... ماهذا حبيبتي؟
نومة .. برتقالة .
أنا ..... وما مناسبة هذه العزيمة؟!!!!
نومة .. أنها هدية مني لك بمناسبة عيد المرأة.
أنا ..... شكراً حبيبة قلبي .. على الأقل تذكرتي (وطبعاً محاولة الدس لمن لم يتذكر).
نومة .. وهذه لفة جبن عرب (أتخبل) لأنك أحسن أم في الدنيا.
أنا ..... حبيبتي كم أنت لطيفة وحنينة.
نومة .. و ... و...وهذه ...هذا..هذا قلمي أنه لك.
أنا ..... نومة ماذا فعلتِ؟
نومة .. لا شيء كسرت سلة الكرستال خاصتك وهذا القلم بدل عنها.
طبعاً ثرت .. ونظرت اليها بغضب.. فقالت ألم تقولي أنك سترضين بالقلم.. هذا القلم تنازلت لك عنه مع أني أحبه ثم أني لم أقصد كسر كرستالتك التي تحبين.
فما كان مني إلا أن أخذتها بحضني ومسحت دمعها وارجعت إليها قلمها الحبيب.. ثم ضحكت كثيراً حين أدركت بأني بادلت سلة كرستال ببرتقالة ولفة ولا حتى إعتذار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال