الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....5

محمد الحنفي

2008 / 3 / 13
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


إلى:
• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.

الظروف الاجتماعية المؤدية إلى فرض حجاب المرأة "حجاب الرأس" خصوصا:.....2

3) تهاوي موقف البورجوازية الليبرالية أمام ازدواجية البورجوازية التابعة؛ لأن طبيعة الأنظمة التابعة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، لا تسمح بالممارسة الليبرالية، التي تفرض قيام ديمقراطية بمفهومها الليبرالي، وهو ما يصير مهددا للاستبداد الرأسمالي التبعي. لذلك نجد أن البورجوازية الليبرالية، أو "الوطنية"، كما يسمونها، لا تستطيع أن تنفذ مشروعها على أرض الواقع، لأن هذا المشروع يتهاوى أمام ازدواجية البورجوازية التابعة، التي استطاعت استقطاب الجوانب المظلمة في التاريخ، وعلى أرض الواقع، كما استطاعت استقطاب الجوانب المتفسخة، والمائعة في المجتمع العربي إلى جانبها، وجعلتها جزءا لا يتجزأ من طبيعة الأنظمة التابعة. وتهاوي البورجوازية الليبرالية ناتج عن عجزها عن تحمل التضحيات الممكنة في صراعها ضد بقايا الإقطاع، وضد البورجوازية التابعة، مما يجعلها تنخرط في الممارسة البورجوازية التابعة، فتقبل، بسبب ذلك، بازدواجية النظرة إلى المرأة، لتسقط في القبول بالحجاب كتقليد اجتماعي، لتذهب رؤياها الداعية إلى تمتيع المرأة بحريتها، وحقوقها الليبرالية، أدراج الرياح. وفي هذا الاتجاه، وبسبب تهاوي موقف البورجوازية الليبرالية من المرأة، أمام ازدواجية البورجوازية التابعة، في ظل الأنظمة التابعة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، لا يمكن الحديث عن موقف صريح، وواضح، من المرأة بنفس مواصفات موقف البورجوازية الليبرالية، ولو بطبيعتها المتوحشة، في ظل عولمة اقتصاد السوق؛ لأن موقفا كهذا، صار جزءا لا يتجزأ من مواقف البورجوازيات التابعة، وصارت هي بدورها تقول: إن حجاب المرأة يعتبر تقليدا اجتماعيا، حتى تحافظ على مصالحها الطبقية.

4) عدم حسم البورجوازية الصغرى مع إيديولوجية الإقطاع، ومع ازدواجية البورجوازية التابعة، ومع توجهات اليمين المتطرف. وعدم حسمها هذا، ناتج عن طبيعتها التوفيقية، والتلفيقية، وعن انتهازيتها، وعن مرضها بتحقيق تطلعاتها الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تصير لها السيادة في مجتمعات البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين. ولذلك فهي لا تحرج نفسها إذا عاشت حالة التذبذب، التي تجعلها لا تستقر على إيديولوجية معينة، أو على موقف سياسي معين، أو على نمط معين من التفكير، لأنها ثارة تحسبها إقطاعية، وأخرى بورجوازية تابعة، وأخرى بورجوازية ليبرالية، أو عمالية، أو يسار متطرف، أو يمين متطرف، سواء تعلق المر بالاقتناع الأيديولوجي، أو السياسي، أو بنمط الاقتصاد، أو الاجتماع، أو الثقافة؛ لأنها تأخد من هنا، ومن هنا، وتقول هذا لنا، كما يقولون، وهذا التلون، بطبيعة الحال، ينسجم مع حرصها على تحقيق تطلعاتها الطبقية.

وانطلاقا من هذا التلون الحربائي للبورجوازية الصغرى، نجد أنها:

ا ـ تأخد بالموقف الإقطاعي من المرأة، فتتعامل معها على أنها متاع، فتحرص على حجبها وراء الأسوار، إذا كان ذلك يحقق جانبا من تطلعاتها الطبقية على المستوى الاجتماعي.

ب ـ تأخذ بموقف البورجوازية التابعة، المعروف بازدواجية الأصالة، والمعاصرة، والتقليد، والتجديد، وغير ذلك مما يترتب عنه المحافظة على الأخد بالموقف الإقطاعي، وموقف مؤد لجي الدين الإسلامي من جهة، وبالموقف البورجوازي الغربي من جهة أخرى، مما يجعل البورجوازية الصغرى، بدورها، تاخد بهذه الازدواجية، فتصير جزءا لا يتجزأ من البورجوازية التابعة، كما تدل على ذلك كل الوقائع القائمة في الواقع.

ج ـ تأخذ بموقف البورجوازية الليبرالية، الذي غالبا ما ينهار أمام ازدواجية البورجوازية التابعة، فتسعى إلى تحرير المرأة، وتمتيعا بحقوقها، حسب المفهوم الليبرالي للحرية، ولحقوق الإنسان، مما يؤدي إلى الأخذ بها، باعتبار المرأة مجرد سلعة، يمكن أن تؤدي إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية. ولكن البورجوازية الصغرى التي لم تتحرر من الأخذ باعتبار المرأة متاعا، سرعان ما تتهاوى، بدورها، أمام ازدواجية البورجوازية التابعة، حتى تحافظ على تحقيق تطلعاتها الطبقية.

د ـ تأخد بموقف الطبقة العاملة، القاضي بتحرير المرأة تبعا لتحرير جميع أفراد المجتمع، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وتمتيعها بكافة الحقوق المنصوص عليها في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وخاصة ميثاق إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، ونظرا لأن الطبقة العاملة تعاني من الحصار المادي، والمعنوي. وبما أن الأخذ بهذا الموقف لايخدم المصالح الطبقية للبورجوازية الصغرى، فإن هذه البورجوازية الصغرى، سرعان ما تتخلى عن مراحل المحافظة على مصالحها الطبقية المتمثلة في الأخذ بموقف البورجوازية التابعة المزدوج.

ه ـ تأخد بموقف اليسار المتطرف، ذي الطبيعة الليبرالية، والقاضي باعتبار المرأة مالكة نفسها، تفعل ما تشاء بنفسها خارج القيم الإنسانية النبيلة، المؤدية إلى اعتبار المجتمع كابحا لحرية الإنسان. وموقف كهذا، وإن كان يؤدي إلى إحداث خلل في المجتمع، فإن هذا الخلل سرعان ما يتهاوى أمام حرص البورجوازية الصغرى على المحافظة على تطلعاتها الطبقية، فتتخلى عن موقف اليسار المتطرف، لتحافظ على ازدواجية البورجوازية التابعة، حتى تحافظ على مصالحها الطبقية.

و ـ تأخد بموقف اليمين المتطرف المؤدلج للدين الإسلامي، القاضي باعتبار أشكال معينة من اللباس حجابا للمرأة، باعتبارها عورة، وهذا المفهوم الذي تأخد به البورجوازية الصغرى، هو الأكثر تعبيرا عن انتهازيتها، لأنه ناتج عن استغلال الدين الإسلامي، عن طريق التأويلات المغرضة لمؤدلجي الدين الإسلامي للنص الديني، مع أن تلك الأشكال من اللباس لا وجود لها في القرآن. وكل ما فيه قوله تعالى: "يدنين عليهن من جلاييبهن"، وقوله :"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم، إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمومنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"... الآية، والبورجوازية الصغرى عندما تأخد بموقف اليمين المتطرف، فلأن هذه البورجوازية الصغرى، تسعى إلى أن تصير محتضنة من قبل اليمين المتطرف، حتى إذا صارت لها الغلبة إلى جانب السيادة، وصارت تحكم، اعتبرت ذلك وسيلة لتحقيق تطلعاتها الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، خاصة، وأن اليمين المتطرف ينتمي، في معظمه، إلى شرائح البورجوازية الصغرى.

غير أنه عندما تحدث هزات معينة، في أي بلد من البلدان العربية، أأو من باقي بلدان المسلمين، وتترتب عنها محطات إرهابية، تؤدي إلى مصادرة حق حياة المسلمين الأبرياء، وحقهم في السلامة البدنية، فان البورجوازية الصغرى، سرعان ما تتنكر لليمين المتطرف، وتسحب جميع مسلكيات التطرف الملتصقة بمسلكيتها اليومية: الجسدية، والفكرية، وفي مختلف المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى تحافظ على مصالحها الطبقية، في ظل سيادة البورجوازية التابعة.

وبذلك نجد أن البورجوازية الصغرى، تتأرجح بين القول بأن الحجاب تقليد اجتماعي بأخذها بموقف الإقطاع، وبموقف البورجوازية التابعة ذي البعد الإقطاعي، وبموقف اليمين المتطرف المؤدلج للدين الإسلامي، وبين القول بضرورة تحرير المرأة من الحجاب، من خلال الأخذ بموقف البورجوازية الليبرالية، أو بالأخذ بموقف الطبقة العاملة، أو بموقف اليسار المغامر، وهذه الازدواجية في ممارسة البورجوازية الصغرى تتناسب مع تذبذبها، ومع توفيقيتها، وتلفيقيتها، التي تفقدها المصداقية تجاه نفسها، وتجاه الواقع في نفس الوقت.. والواقع أن البورجوازية الصغرى، في موقفها من المرأة. تأخد بما يتناسب مع ما يؤدي إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، ومدنيا، وسياسيا.

5) مزايدات اليسار المتطرف على واقع خصوصية الشرائح المتدينة في مجتمعات البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين. ذلك: أن اليسار المتطرف لا يقول بشيء اسمه الدين بصفة عامة، وبوجود الدين الإسلامي بصفة خاصة، مع أن الدين كمعتقدات، وكطقوس دينية بتمثلها المتدينون، يشكل قوة مادية قائمة في الواقع. فاليسار المتطرف يزايد على كل شيء، وينفى ما سواه، ويتنكر للقيم المثالية القائمة في الواقع. ولذلك، فهو لا يأخذ لا بالتصور الإقطاعي للمرأة، ولا بالتصور البورجوازي التابع، ولا بالتصور البورجوازي الصغير، ولا بالتصور العمالي، ولا بالتصور المؤدلج للدين. ومن هذا المنطلق، فهو لا يعتبر المرأة متاعا، أو سلعة، أو عورة، ولا يقف عند حدود اعتبارها مساوية للرجل في الحقوق، وفي الواجبات، بل يتحاور ذلك كله في جعل المرأة تمتلك حق التصرف بنفسها، فتفعل ما تشاء بها، ودون حسيب، أو رقيب، تبعا لطبيعة التطرف التي تميز اليسار المتطرف، الذي يقوم تطرفه على أساس تأويله الخاص لقوانين، ومقولات الاشتراكية العلمية. وممارسة التطرف في العلاقة مع المرأة، لا يمكن أن يقود إلا إلى ردود الأفعال من قبل جميع الطبقات الاجتماعية، التي تعتبر المرأة متاعا، أو سلعة، أو عورة، ومن قبل المرأة نفسها، الأكثر ارتباطا بالأسرة، والتي لاترضى لنفسها أن تقودها حريتها المطلقة، والمتطرفة، إلى نبذ المجتمع لها. ولذلك نجد أن موقف اليسار المتطرف يراوح مكانه، في الوقت الذي يتكرس اعتبار حجاب المرأة تقليدا اجتماعيا، سواء تعلق الأمر بمفهوم الإقطاع، أو بمفهوم مؤد لجي الدين الإسلامي للحجاب. وحتى يحافظ اليسار على نفسه، نرى أن من واجبه إعادة النظر في الموقف من المرأة، ومن أجل أن يمتلك تصورا علميا، وصحيحا، وحقوقيا، عنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا