الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين ابتسمت القاهرة

داود دائل

2008 / 3 / 15
الادب والفن



كان السواد ينداح مقترناً سفوح مدينة تعز.. يعانق قمة جبل صبر.. يرتفع في الحارات أصوات الأسمار من غناء البلابل الراقصة..مجموعة من الأطفال يتسلقون سقوف المنازل التي تلعب برياح الليل، وبعض الأطفال أيضاً يطاردهم الليل من الشوارع.. ملامح قمراء النساء تستقبل زوجها، وهو يحمل حزمة من القات وبعض حلوى العيد.. وشعر رأسها يتدلى إلى ظهرها.
تقف ابنتها الحلوة تمد نظرها تعانق أكليلاً من الأضواء تحملها قلعة القاهرة، وهي تصعد برأسها بين النجوم.. بلهفة طفلة لاتعرف مايسعد ناصية القاهرة.
قالت: أمي انظري هذه قلعة القاهرة تبتسم وتناثر بسماتها في المدينة وتجمع الزهور المتساقطة.. وصوتها يعانق السماء نعم، يا ابنتي.. كم هي جميلة حين تبتسم أنه يوم يعانق كل يوم من السنة أنه يوم عظيم يصنع الابتسامة لكل مدن اليمن والقرى أيضاً.
حينها انسحبت نجوم السماء لتقف نجوم صنعتها قلعة القاهرة.. أشرق الليل بنهار جميل يلاعب عشاق الأنغام، ويرسم خيوط الطيف بأهازيج التراث.. ارتفع صوت الأناشيد في منازل الجيران، وغناء فنان الحالمة.. يكون صوت صغير النجوم الجديدة.
رفعت الأم رأسها لتمد عنقها المزين بالحبات الزرقاء نزعت يدها من بين عجين الكيك، تهب جرياً إلى غرفة النوم تمشط وتصف شعرها الطويل وتزين جسدها.
تعود إلى أطفالها إلى حين يصل رجل البيت حاملاً الحلوى، والزهور يعانق الأطفال بوجوههم التي تتعلق على مشارف السطوح تلمح بسمات القاهرة.
كم هي جميلة هذه الابتسامة التي غابت عن البيت منذُ فترة، نعم: ابتسم كل اليمانيين.. إنه يوم عظيم لدى اليمانيين يا ابنتي، حلقت فيها مئات الطيور في المدن، والقرى، وتعالت فيها الفرحة بالنصر الذي تحقق، حين صنع اليمانيون الكثير من تحقيق الوحدة اليمنية، لتجمع شمل اليمانيين من الجنوب، والشمال، بعد أن راح كثير من الأبطال والرجال المكافحين بعدها سكتت الأم عن الكلام.. وانسلت دمعة باردة على خدها..
رفعت ابنتها "ريم" رأسها تقول احكي يا أمي عن وطني.
تشاهد الدمعة على خد أمها تحفر بكسل تقرب يدها إلى الدمعة تتحسس خدها الذي حن فيها الجمال لاتدري لماذا تغير قليلاً وانحنى عن الأفق.
لتقول: أمي.. ماهذه الدمعة يا أمي؟ الذي لا أميز طعمها.. ولا أعرف رونقها؟
يذكرني هذا اليوم بجدك "رحمه الله" عاش يحب هذا الوطن، ومع قرب اليوم الخالد، اتجه نحو الأفق، اتجه ومجموعة من قرنائه يزفون أسلحتهم داكين الجبال بأقدامهم العالية، وثيابهم الرثة يزحفون بأجسادهم، ورؤوسهم تحمل السحب لا ترحمهم الشمس، ولايخافون الذئاب يأكلون القليل من الطعام.. ويقطعون الصحاري دون خوف.
تركني يدمع دمعة الفراق الأبدي.. ثم غادر دون أن يترك لنا أي شيء يسحبه حب هذا الوطن وعراقة أمجاده.. ثم قُتل وثلاثة من زملائه، ودفن هناك فالحمدلله أنه تحقق ماكان يحلم به اليمانيون كلهم وعاد أصول هذا الوطن.
"رحمه الله" يا أمي، وهاهي تبتسم قلعة القاهرة وكل المدن لما حققه جدي وكل اليمانيين الأبطال.
سمعت البنت "ريم" صراخ والدها يدق على الباب واقفاً بكل جراءة رادفاً ظهره.
اتجهت لتفتح الباب وهي تصيح بابا.. بابا جاء...
دخل إلى المنزل مبتسماً ومرسلاً ألعابه الذهبية.. ثم راح يقبل أطفاله الفرحانه.. حاملاً مجموعة من الحلوى والمكسرات، وحزمة من القات رديف السمر مع أصوات ونغمات أيوب.
______________________
القاهرة: قلعة تاريخية في مدينه تعز
أيوب . فنان غناي في اليمن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?