الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....6

محمد الحنفي

2008 / 3 / 14
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


إلى:
• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.

الظروف الاجتماعية المؤدية إلى فرض حجاب المرأة "حجاب الرأس" خصوصا:.....3

6) تمكن التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي من السيادة على أرض الواقع في مجتمعات البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، ذلك أن الرؤيا الإقطاعية: رؤيا البورجوازية التابعة، والبورجوازية الليبرالية لها، وتذبذب البورجوازية الصغرى بين الرؤى المتقاربة المتناقضة للمرأة، ورؤيا اليسار المتطرف للمرأة، لا يمكن أن ينتج على أرض الواقع إلا سيادة أدلجة الدين الإسلامي من جهة، وسيادة رؤيا مؤدلجي الدين الإسلامي للمرأة من جهة ثانية، مما يجعل معظم أفراد المجتمع في كل بلد عربي، وفي باقي بلدان المسلمين، يعتقدون أن ما يروجه مؤد لجو الدين الإسلامي من تأويلات إيديولوجية للنص الديني. هو الإسلام عينه. بينما نجد أن الأمر إنما هو مجرد توظيف إيديولوجي، وسياسي للنص الديني. وفي هذا الإطار، يدخل منظور مؤدلجي الدين الإسلامي لحجاب المرأة، الذي يتشكل من خلال شكل اللباس، الذي يختاره كل توجه مؤدلج للدين الإسلامي، الذي لا وجود لشيء يدل عليه في النص الديني. وما يتم تأويله، لا يفيد إلا ضرورة تبادل الاحترام، بين أفراد المجتمع، رجالا ونساء، ذكورا، وإناثا.

ويعتبر تمكن مؤد لجي الدين الإسلامي من السيادة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، تعبيرا عن التخلف، والارتداد، الذي آل إليه أمر المجتمعات في هذه البلدان، ونتيجة للدعم الأمريكي، والرجعي المتخلف لمؤد لجي الدين الإسلامي أثناء الحرب الباردة، في مواجهة الإتحاد السوفياتي السابق في أفغانستان، وفي الجمهوريات السوفياتية السابقة، ولمواجهة الأنظمة، والأحزاب اليسارية، والتقدمية، في كل البلاد العربية، وفي باقي المسلمين، ولا استئصال الفكر الاشتراكي العلمي من البلاد المذكورة، إلى جانب استئصال ما هو يساري، وما هو ديمقراطي من هذه المجتمعات، حتى تصير خالصة سائغة لأمريكا، وللرجعية المتخلفة، ولمؤدلجي الدين الإسلامي. ولذلك، لا نستغرب إذا وجدنا أن الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، تقبل بالاستبداد القائم، أو تدعم قيام استبداد بديل، وتعتبر كل ذلك قدرا من عند الله. وحتى تتكرس سيادة مفهوم مؤدلجي الدين الإسلامي للحجاب، وفي بعده الديني، فإنهم يؤكدون في ممارستهم اليومية على شكل اللباس الذي يعتبرونه حجابا من جهة، وعلى اعتبار ذلك الشكل تقليدا اجتماعيا، من أجل اكتساب الشرعية الاجتماعية، إلى جانب اكتساب الشرعية الدينية، ومن أجل التربع على سيادة المجتمع، وفي أفق الوصول إلى السيادة الفعلية، بالوصول الى المؤسسات التشريعية، والتنفيذية، لتأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل.

7) التخلف في مستوياته المختلفة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، الذي يعم كل البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين؛ لأن هذا التخلف هو مصدر كل المصائب، والكوارث، التي تستهدف الشعوب في هذه البلدان.

فالتخلف الاقتصادي ناتج عن طبيعة النظام الرأسمالي التبعي السائد في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين؛ لأن الرأسمالية التابعة لا تخدم إلا مصالح المؤسسات المالية الدولية، والشركات العابرة للقارات، ومصالح الدول الرأسمالية العالمية، ومصالح البورجوازيات المحلية التابعة؛ لأن الاستغلال الممارس لا يكون إلا مشروطا بتحقيق فوائد مرتفعة لصالح الإطراف المساهمة في عملية الاستغلال. وهذه الفوائد المختلفة تؤدى إلى تعميق فقر الطبقات الكادحة من المجتمع، وإغراق البلدان العربية، وباقي بلدان المسلمين بالديون الخارجية، وإلى تفاحش أمر الأمراض الاجتماعية.

وبالإضافة إلى إغراق بلدان المسلمين، وباقي البلدان العربية، بنتائج التبعية للنظام الرأسمالي التبعي، نجد سيادة:

ا ـ اقتصاد الريع الذي تعتمد عليه معظم الأسر المتوسطة الدخل.

ب ـ سيادة الحرف، والمهن، التي لا تتطور أبدا، والتي تدخل ضمن ما صار يعرف بالصناعة التقليدية.

ج ـ اعتماد العديد من السكان على ما صار يعرف بالفلاحة التقليدية، التي صارت محاصرة بالزراعة العصرية، لكونها زراعة بورية بالدرجة الأولى.

د ـ اعتماد شرائح مهمة من المجتمع على اقتصاد الريع.

ه ـ إغراق كاهل الشرائح الوسطى من المجتمع بالقروض ذات الطبيعة الاستهلاكية.

و ـ وقوع الملايين من سكان البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين تحت عتبة الفقر.

ومجمل القول فإن اقتصاديات البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، تقع تحت تأثير الارتباط بالمؤسسات المالية الدولية، وتحت طائلة الشركات العابرة للقارات، وتحت تأثير خدمة الدين الخارجي، إلى جانب النهب الذي تتعرض له من قبل البورجوازيات المحلية، والتي لا علاقة لها بشيء اسمه التنمية المستدامة، المؤدية إلى بناء اقتصاد وطني متحرر في جميع البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين.

أما التخلف الاجتماعي، فمعبر عنه من خلال انشداد المجمعات في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، إلى:

ا ـ العادات، والتقاليد، والأعراف العتيقة، التي لا زالت تقاوم من أجل البقاء، مما يجعل هذه المجتمعات غير قابلة للتطور الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؛ لأن هذه الشعوب المقهورة، أصلا، غير قادرة على تجاوز تلك العادات، والتقاليد، والأعراف التي تجثم عليها، والتي تشكل عاملا مساعدا لاستغلال الطبقات الحاكمة للشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.

ب ـ الإغراق، والاستغراق في التدين، الأمر الذي يجعل الشعوب في البلاد العربية، وفي باقي بلدانا المسلمين، منشغلة، اجتماعيا، بمظاهر التدين، حسب الأديان، والمذاهب، عن الواقع المادي المتردي على جميع المستويات. فتظهر هذه الشعوب قابلة بذلك التردي عل أنه قدر من عند الله.

ج ـ تفشي استغلال الدين في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، مما يترتب عنه تأثر المظاهر الاجتماعية، بالتيارات المؤدلجة للدين الإسلامي، فتتحول، بسبب ذلك، مجتمعات البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، الى مجتمعات طائفية، مما يقود إلى انشغال الأفراد، والجماعات، بالصراعات الطائفية / الطائفية.

د ـ استمرار تفشي الأمية، وبنسب مختلفة، في مجتمعات البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، مما يجعل هذه المجتمعات عاجزة عن مسايرة التطور الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، على المستوى العالمي، لتصير، وإلى حين، مستغرقة في التخلف.

ه ـ انتشار البطالة في صفوف الشباب، وفي جميع البلدان العربية، وباقي بلدان المسلمين، وعلى جميع المستويات العمرية الأخرى، وفي صفوف الجنسين، مما يحل الشعوب في هذه البلاد غير قادرة على مواجهة متطلبات الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

و ـ معاناة الشعوب المختلفة من التنوع الطبقي المشوه، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، مما يؤدى إلى التأثر بالتصورات الطبقية المشوهة للبنى اجتماعية المختلفة.

ز ـ تردي النظم التعليمية في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمي،ن ثارة عن طريق تردي البرامج التعليمية، وثارة بسبب وجود نظم تعليمية مختلفة، كالتعليم التقليدي، والتعليم العصري ...الخ، وثارة أخرى، بسبب وجود أطر تعليمية غير كفأة، وثالثة، بسبب عدم ربط التعليم بالتنمية، ورابعة، بسبب خضوع الدول التابعة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، إلى تعليمات صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والمؤسسات المالية الدولية الأخرى.

ح ـ الفهم المغلوط للتطور الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في المجتمعات الغربية، مما يجعل انعكاسها على المجتمعات في البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين سلبيا، وتطور هذه المجتمعات معاقا.

وبذلك نصل إلى أن استمرار التخلف الاجتماعي في مستوياته المختلفة، هو خيار استراتيجي على جميع المستويات، وفي جميع البلدان العربية، وباقي بلدان المسلمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية