الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذراء

وعد العسكري

2008 / 3 / 15
الادب والفن


جلسنا أنا وأفكاري نفترش همومنا بساطا أخرجت أفكاري من جيبها علبة صغيرة قديمة وفيها بعض السكائر الملفوفة .. ثم استدارت إليّ معاتبة لم هذا الصمت يا هذا !! تكلم .. تفوه ولو بكلمة لم كل هذه الهواجس ؟! ألست من تقول :
نحن قوم للنساء شدنا معابداً فينا الشفاه سيداً والنهد حاكمِ
إذا ماذا تنتظر .. كانت أفكاري تثرثر وتزمجر بأذني محرضة ذكورتي على النهوض من كبوتها للسير قدماً في عالم مفتوح متحرر حدوده اللاحدود واللادينية ..! نعم هكذا كانت أفكاري تحرضني للثورة على التقاليد القديمة ... ثورة على الدين .. واعتقدت لفترة من الزمن أن أفكاري مضطربة ! لكن وبعد إلتفاتتي لأفكاري وجدتها مستلقية على الهموم وقد رفعت إحدى أرجلها فوق الأخرى وتحركها بشكل يلفت للنظر صعوداً ونزولاً وكأن أفكاري تفكر في شيء !! وكانت السكارة الملفوفة في آخر لحظاتها حتى أن جمرتها كادت تحرق أصابع أفكاري كونها كانت متعمقة في التفكير عما أنا فيه .. وبعد أن خاطبت أفكاري سائلاً : حسنا هل لي بسؤال ؟
أجابتني أفكاري : وأخيراً نطق الذي لا ينطق .. فزت ورب الكعبة !!
أخذت الحيرة تعصف في رأسي ما بال أفكاري وقد جن جنونها اليوم ؟!
وقالت أفكاري .. حسنا يا صمت المشاعر تكلم !! إسأل ما تريد ! وفي حينها تلعثم لساني لأخطأ بكلمة أمام أفكاري دون أي قصد (عفوياً) وكأنني أتكلم في المرة الأولى .! فردت أفكاري عليّ مشجعة همتي وعزيمتي على الحديث ..
مابالك يا صاحبي هل تشكو من شيء ؟ حينها أجبتها وقد احمرت عيني وفاضت بدمعها لا أريد التحدث دعني أكبت الهم في داخلي ودعنا نلملم الهم الذي افترشناه ونرحل .! حينها صرخت أفكاري بصرخة تجعل المرأة الحامل تسقط جنينها .. لا .. ماذا دهاك أين نرحل دعنا نرتب هموما قد افترشناها ماذا تريد بنا ماذا حل بك ؟! أتريد أن تبقينا وهمومنا تائهين ؟! كانت أفكاري تتحدث تصرخ وتبكي وكلي غرابة من هذا الموقف .. كغرابة الحلم الذي حلمت به في يوم من الأيام حينما كنت أنا أغسل أنا الميت أمامي أي أنا أغسل شخص ميت أمامي وهو ذاته أنا !!
تلك الأمور جعلتني في حالة أفقد عذرية مشاعري وطهارة أفكاري التراهقية تلك التي رافقتني منذ نعومة أظافري .. قد ينتقدني من ينتقدني لكن خلاصة موضوعي هذا أنني قد أصبحت ثيب الأفكار ثيب المشاعر .. وقد كنت قبل هذا صاحب أفكار عذراوية كعذورية السيدة العذراء !










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل