الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمصلحة من : الافتراء على الشيوعيين العراقيين ؟

عزيز عمرو

2003 / 12 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في هذا الزمن – المؤقت – الرديء الذي يعيشه الشيوعيون السوريون, تظهر على صفحات بعض جرائدهم مقالات كتبت بأقلام مراهقة تدعي الشيوعية وتتطاول فيها على الحزب الشيوعي العراقي صاحب التاريخ المجيد و الطويل في النضال ضد الامبريالية و الديكتاتوريات و في سبيل الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و الفيدرالية حزب ( فهد- حازم – صارم – سلام – عزيز – كريم – زكي ) و غيرهم من المناضلين و المفكرين البواسل و المبدئيين .
فقد وصل بهم الأمر إلى تشجيع بعض الانتهازيين الذين كانوا يوماً ما أعضاء في الحزب الشيوعي العراقي من أجل تقسيمه أو خلق متاعب له , محاولين تكرار محاولات سابقة مع أحزاب شيوعية عربية شقيقة تحت ستار ((حماية المبدئية )) وذلك بدلاً من الالتفات لشؤونهم و للعمل الصادق و الجاد لتحقيق و حدة حزبهم الشيوعي السوري .
يقول هؤلاء (( الرفاق )) في بعض مقالاتهم : إن الذين يتحالفون مع الولايات المتحدة الأمريكية الامبريالية الآن في العراق ليسوا الشيوعيين إنما أولئك الاشتراكيون الديمقراطيون ...) و غيرها من الاتهامات الظالمة – كلمة حق يراد بها باطل – فالحزب الشيوعي العراقي و الكثير من أعضاء مجلس الحكم لم يتحالفوا مع أمريكا إلا شكلاً و لم يدافعوا يوماً ما عن الاحتلال الأمريكي , فهذا افتراء بعيد كل البعد عن الحقيقة و الواقع .
لقد عبر الرفاق في الحزب الشيوعي العراقي عن موقفهم الواضح و الصريح من خلال رسالتهم الأخيرة و المنشورة في العدد – 129 – الأربعاء / 3/ كانون الأول عام 2003 في جريدة النور : لقد وقف حزبنا ضد الحرب و أعتبرها الخيار الأسوأ وأنخرط في الحركة العالمية المناهضة لها تحت شعار ( لا للحرب ... لا للديكتاتورية ) ثم تابعت الرسالة : إن شعبنا رغم ابتهاجه بالخلاص من صدام حسين و نظامه لم ينثر الورود ابتهاجا بدخول القوات الأجنبية و لم يستقبلها بالأحضان . و هو يتطلع إلى إنهاء الاحتلال عاجلاً و استعادة الاستقلال و السيادة الوطنية. )
ثم جاء: و قد أتخذ حزبنا قراره بالانضمام إلى عضوية مجلس الحكم للحقائق التالية:
1- موافقة غالبية الأحزاب و القوى السياسية الأخرى و الجماعات القومية و الدينية و الطوائف البلاد على الانضمام إلى المجلس
2- الرغبة العامة التي أمكن تلمسها في منظمات حزبنا و في أوساط جماهير أصدقائه و مناصريه , في أن يتحلى بالتعامل الإيجابي في المرحلة الحساسة و المعقدة الراهنة التي تمر بها البلاد , و أن لا يوفر أي ذريعة لمن يريدون الإيقاع به و عزله و حتى اضطهاده من جديد .
إن هؤلاء الرفاق عندما يريدون الهجوم على بعض الأحزاب الشيوعية و منها الحزب الشيوعي العراقي يتسترون باسم الرفيق خالد بكداش , و لكنهم في حقيقة الأمر بعيدون كلياً , بعد الأرض عن السماء عن مواقف وأخلاقيات خالد بكداش السياسية , فالجميع يتذكر رسائل الرفيق خالد بكداش الأحتجاجيه للرفاق – جيفكوف الأمين العام للحزب الشيوعي البلغاري و رئيس دولة آنذاك و كذلك للرفيق كاسترو زعيم كوبا عندما ذهبا إلى بغداد و التقيا مع الديكتاتور صدام و أشادا به و فيما بعد اعترفا بخطئهما و قد اعتذرا خطياً للحزب الشيوعي العراقي , وكذلك الأمر عندما أضطر الرفيق خالد بكداش للهبوط في مطار بغداد بعد أن منعته السلطات الانفصالية من الهبوط في دمشق هددته بإعدامه و رفض يومها دعوة عبد الكريم قاسم لاستضافته في بغداد و ذلك احتجاجا على وجود العديد من شيوعيي العراق في معتقلاته و سجونه , و كذلك رسالته التاريخية إلى القائد الكردي ملا مصطفى البرازاني طالباً منه باسم الصداقة القديمة بينهم التدخل لوقف الأعمال المعادية للحزب الشيوعي العراقي . فأين هم اليوم من هذه المواقف و الأخلاقيات .؟
فالرفيق حميد مجيد موسى الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي أكد و يؤكد دوماً و هو عضو في مجلس الحكم على ضرورة إنهاء الاحتلال و على الاستقلال و السيادة الوطنية و الديمقراطية و الفيدرالية , و ضرورة تلاحم جميع القوى الوطنية و التقدمية في العراق لتحقيق هذه الأهداف , و أكد أكثر منم مرة على ضرورة تحسين و تقوية العلاقات الأخوية مع النظام الوطني في سوريا , و أشاد مراراً بدور سوريا عربياًُ و عالمياًُ و كذلك بدعمها للقوى الوطنية و التقدمية العراقية , وهذا ما أكد عليه أكثر من عضو في مجلس الحكم العراقي .
من الطبيعي أن يكون هناك أخطاء لهذا الحزب أو ذاك و من الطبيعي أيضاً أن يكون هناك خلافات أو تباينات بين هذا الحزب أو ذاك , في هذا البلد أو ذاك ,ولكنه ليس من الطبيعي و لم يكن أبداً من تقاليد الشيوعيين السوريين الهجوم و على صفحات الجرائد على حزب شيوعي شقيق أو أية قوة وطنية و تقدمية , لأن لكل حزب ظروفه السياسية و تحالفاته الخاصة ولا يجوز أبداً التدخل بهذا الشكل الفظ بشؤونه الداخلية , و أنما كان من الأجدى كما جرت العادة تقديم هذه الملاحظات من خلال الرسائل أو اللقاءات الرفاقية و خاصةً لرفاقنا في الحزب الشيوعي العراقي و هم يعيشون الآن في أصعب و أدق المراحل .
أن الشيوعيين السوريين و أصدقائهم و غيرهم من القوى الوطنية و التقدمية لا يمكن أن تنطلي عليهم مثل هذه المواقف الغير مبدئية و الغير رفاقية , و التي لا تخدم إلا القوى المعادية , ولا يمكن لهم أن يكونوا مع مثل هذه المواقف التي تسيء إلى العلاقات الرفاقية بين الأحزاب الشيوعية و التقدمية و إلى الجبهة المعادية للعولمة الأمريكية و الصهيونية في المنطقة و في العالم .  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا