الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية الى مهاباد قره داغي وقلمها الحر في يوم المرأة العالمي

شهاب رستم

2008 / 3 / 14
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة



في الثامن من آذار احتفلت المرأة في العالم – بيوم المرأة العالمي – اقيمت الاحتفالات والقيت الخطابات ، وزعت الهدايا ، قدمت الورد للمرأة – الام – الاخت- الزوجة .... والبنت والحبيبة ........
وهنا لا بد من الاشادة بشجاعة المرأة واصرارها ونضالها ضد العالم الذكوري
المتسلط ، فبتضحياتها وعملها اثبتت مساوتها في كل مجالات الحياة .
من هنا نقدم باقة ورد عطرة ، لكل نساء العالم ، والمرأة العراقية ، والمرأة الكردستانية ونشد على ايديهن ، ونقول لها شاركي نساء العالم حريتها ونضالها من اجل نيل كامل حقوقك ومساواتك ومن اجل المستقبل المشرق .
وانا اكتب هذه الكلمات للمرأة في عيدها العالمي ، تمر من على شاشة ذاكرتي
ذكريات مؤلمة لصفحات لا يمكن طويها او نسيانها .
لا اعلم كيف ابدأ القصة ، او كيف ارويها ، فالذي حصل وشاهدتها لا يمكن تصوره ، وحدوثه الا في عالم لا مكان فيه للمشاعر الانسانية ولا قيمة للمراة فيه أيضا .
حين اعتقلت للمرة الثالثة لاسباب سياسية في بداية عام 1980
وجدت نفسي بين جدران سجن تسفيرات بعقوبة ( ديالى ) ) .
كان يوما باردا ، درجات الحرارة منخفضة ربما تحت الصفر .
قاعة كبيرة مكتظة بالنزلاء من كل حدب وصوب ، لا مكان لمن يدخل الا الجلوس بجانب البائع المجاز داخل الموقف . فجلست كعادة كل قادم جديد .
بالقرب من الباب الحديدي من قضيان السجن .
حان وقت الغداء ، لم أحصل لي على حصة من الغذاء ، لان اسمي لم يكن موجودا في قائمة يوم نزلاء اليوم السابق . بعد الغداء ، فتح الشرطي الباب الحديدي ذو القضبان ، دخلت مجموعة جديدة الى القاعة ، شيب وشباب ومعهم طفل عمره سبع او ثماني سنوات (( ولي قصة اخرى مع هذا الطفل بعد ان التقيت به بعد ثماني سنوات واسمه هورام اخو المناضل على عبدالله من اهالي كفري.
من النظرة الاولى علمت انهم جميعا من الكورد ، هيئاتهم وسيمائهم وملابسهم بالطبع .
كان الطفل يبكي ، ويكرر اريد ... اريد ،،،،،
كانوا واقفين امام البائع .. سالته ماذا يريد ؟
سالني انت كردي . قلت له نعم.
ثم سالني ان كنت موقوفا لاسباب سياسية ، اومأت له بحركة من رأسي بالايجاب .
ثم قال : اخي الصغير ( هورام ) يريد علكا ، وكان محظوظا ، لاني كنت قد اشتريت علبة كاملة من العلك يوم امس دون أن أفتح العلبة ، فأصبحت العلبة بأكملها من نصيبه .
فرح هورام بالعلكة .
عند العشاء تحدث العديد من هؤلاء عن سبب مجيئهم الى هذا المكان الرهيب ، فاولادهم من أفراد البيشمركة ، وهم محجوزين لهذا السبب ، كانوا جميعا من اهالي كفري ، ومن الذين اتذكرهم لحد هذه الساعة كل من :
مهاباد قره داغي – جارتي في سجن تسفيرات بعقوبة وكانت قضيتها منفردة عن الجماعة وقد سبقتهم الى المكان بأشهر .
ملازم محمود ملا محمد
ابراهيم ملا محمد ( والد الكاتب الصديق قيس قره داغي )
فقي علي المكايلي والد الشهيدين قاسم و ازاد ومعه عائلته الكبيرة وزوجتيه .
عبدالله الجاف والد المناضل على عبدالله و اخوه مصطفى ومعه زوجته داده آمنه
رشيد بلكه والد الشهيد ناظم بجكو ل والشهيد فاروق ومعه عائلته الكبيرة وزوجتيه جانا خان وزكية خان .
محمد شقيق المناضل علي عبداللة ومصطفى
الطفل هورام اخو المناضل على عبدالله ومصطفى
سيد محي الدين و زوجته والدا الشهيد سيد محمد مسؤول لجنة لكفري لعصبة كادحي كوردستان وكذلك الابن البكر للشهيد سيد محمد الطفل شاخوان الذي كان يشارك المرحوم ابراهيم ملا محمد فراشه لان جده وجدته كانتا كبار في السن ولا يبصرون . .
كريم فارس - الذي شد على يدي وقال لي كن ابن ابوك
والد نوزاد و نبيل وهاشم
وأخرون لا يحضرني اسماءهم الان وأعتقد أن عددهم كان يتجاوز مئة شخص
من خلال الحديث معهم علمت ان هناك ايضا نساء موقوفات لنفس السبب
في قاعة اخرى بالجانب الايسر من قاعتهم ، وكان ياتي بهم الى هذه القاعة لعدم وجود دورة مياه صحية في قاعتهم .كما اكدوا لي بوجود فتاة كردية مسجونة في غرفة انفرادية باسم مهاباد ، علمت فيما بعد انها مهاباد قره داغي المناضلة والشاعرة والمفكرة الكوردية المعروفة التي رفدت المكتبة الكوردية فيما بعد بأكثر من ثلاثين كتايا في الشعر والرواية والتحليل السوسيولوجي والترجمة وأصبحت مستشارة في رئاسة وزراء كوردستان قبل أن تستقيل من منصبها قبل عامين .
والتي تحملت ما لم يتحمله رجال من وحشية الجلاديين نفسيا وجسديا .
وكلما حاولت ان اطوي هذه الصفحة وانسى ما سمعته باذني وشاهدته ، لا اجد دربا للنسيان .
مهاباد الفتاة الكردية ، التي غنت انشودتها الازلية للحرية والوطن ، الصارخة بوجة الاوباش ، دوت صراخاتها لتسمع العالم كلمات الحق لكي لا تموت المرأة الكردية في الظلام . ولم تسمعها منظمات حقوق الانسان العالمية ولا المحلية .
كنت اسمع انشودتها من خلال ظلام الليل في السجن ، واسمع نحيبها ، استمع اليها شجية ، فكانت تزيدني اصرارا لما احمل من مباديء وافكار ، فانشد انا الاخر للحرية والوطن المغتصب
كانت زنزانتها الانفرادية تقابل قاعتنا وقد سمعتها انها تجمع ألمناديل الورقية لتطرزها شعرا يخرق طريقا له عبر البوابة في أيام المواجهات التي كانت ممنوعة عليها لفترة طويلة ولتحلق تلك الكلمات بعيدا الى حيث أذاعة شعب كوردستان والصحف الجبلية التي كانت البيشمركة تصدرها في الكهوف البعيدة تحت أسماء مستعارة ولتثبت هذه الفتاة الصغيرة أن السجن كان بالنسبة لها المدرسة الاولى للارتقاء نحو سماء الشعر والفكر الحر ولتقول لجلادي وجلاوزة البعث ما قاله الشاعر الكوردي قانع ( كم أثول ذلك العدو الذي يبنى أمل القضاء على الأحرار عبر زنزاناته )
تحية لك ايتها الرفيقة ، جارتي السجينة ، في يوم المرأة العالمي ، لك منى باقة ورد عطرة ، ولتحيا كردستان شامخة ، وتبقى شمس كردستان مشرقة مهما حاول المغتصبون من اطفاء نورها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو