الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين اعترافات رايس ودبش الامريكي

عزيز العراقي

2008 / 3 / 15
كتابات ساخرة


عودتنا الادارة الامريكية طيلة السنوات الخمس الماضية على الاعتراف بين آونة واخرى بأرتكابها( بعض ) الاخطاء . وآخر هذه الاعترافات , ما صرحت به وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس قبل يومين : من ان الامريكان ارتكبوا خطأ عندما لم يساعدوا في اعادة بناء الدولة العراقية . واضافت لتخفيف وقع تصريحها : وكان على الجهات المدنية ان تقوم بذلك . ولانعرف هل ان وزارة الخارجية الامريكية تعتبر وحدة عسكرية ايضاً ما دام عملها خارج حدود دولتها ؟! ام ارادت الوزيرة ان تحمل العراقيين من الفعاليات السياسية جريمة هذا الخطأ ايضاً؟! الذي يدفع العراقيون بسببه الحجم الاكبر من كارثتهم الدموية .

العراقيون يعرفون جيداً اية اخطاء ارتكبت بشكل مقصود , وايهما كانت اخطاء فعلاً . والاعتراف بالخطأ لايخفف من تراكمات تأثيره , ولا من الثمن الذي لايزال يدفعه العراقييون بدمائهم . وخطأ عدم اعادة تشكيل اجهزت الدولة لايختلف عن خطأ حل الجيش والقوات المسلحة , ولا يختلف ايضاً عن عدم تشكيل حكومة بعد اسقاط نظام صدام – تمهد لاجراءات معقولة في بناء العملية السياسية - وابقت القوى السياسية تلهث وراء سلطات الاحتلال حتى تم تشكيل مجلس الحكم , بصلاحيات مشوهة وناقصة , لاتتعدى صلاحيات مديرية عامة لتنظيم العلاقات بين احزابها , والتدريب لاقتناص فرص السلطة . وقفزت لاجراء انتخابات عامة , وكتابة دستور , وسط فوضى لامثيل لها . ليخرج هذا الوليد المشوه ( النظام العراقي الجديد ) الذي يحتاج الى عشرات العمليات الجراحية الناجحة ولن يكون شبيهاً بأي مولود طبيعي , هذا اذا لم يفقد الحياة في احدى هذه العمليات.

العراقيون يفرقون جيداً بين عمل يقصد منه تعميق الصراع الطائفي , وتأسيس نظام استمراره لعقود قادمة عن طريق بدعة المحاصصة التي اشبه بالسرطان , وبين اخطاء غير مقصودة , مثل عدم تقدير الامريكان لامكانيات النظام الايراني باختراق الوجود العراقي اكثر بكثير من امكانيات سلطات الاحتلال الامريكي . ويكاد الاختراق الايراني ان يهدد استمرارالوجود الامريكي في العراق , وهذا ما يراهن عليه الايرانيون , ويعتبرونه اهم من انتاج القنبلة النووية كما اشار بعض المراقبين .

ماذا جنى العراقيون من الاعتراف بالخطأ ؟! وهل تم التراجع عنها , ومعالجة الآثار المدمرة لهذه الاخطاء ؟!
والغريب ان الامريكان على الاقل يعترفون ببعض اخطائهم , الا ان الاحزاب العراقية التي استفحلت داخل هذه الاخطاء , وتحول بعضها الى مافيات وعصابات تدافع بأستقتال عن الحصص التي استحوذت عليها . وتنتقد جميعها اخطاء المحاصصة , وحل الجيش , وعدم اعادة بناء اجهزة الدولة بشكل صحيح , وتفشي الفساد الذي لم يبقي على شئ , وايقاف دورة العجلة الاقتصادية , وفقدان التوازن الوطني عند التصويت على القرارات في البرلمان , وتفضيل المصالح الشخصية والفئوية على المصلحة الوطنية , وعشرات المشاكل التي تستطيع واحدة منها ان تهدم دولة بأكملها مثل دولتنا الهزيلة .

ومثلما تم التعاون من خلال صراع المشروعين الامريكي والايراني على تمزيق وحدة القوى الوطنية العراقية , ووضع بعض هذه القوى في حالة استيهام لتقاسم العراق , فالخوف يزداد من تعاون صراع المشروعين ايضاً في تعميق الصراع بين العراقيين وتحويله الى مواجهات شوارع لايستطيع احد السيطرة عليها , ونحن نتوجه لبؤرة صراع دموي جديد , ضاهره انتخاب مجالس المحافظات , وحقيقته اقتسام النفوذ حتى على الشوارع والازقة والحارات .

واذ كان الامريكان يعترفون ببعض اخطائهم , ودبش الامريكي يعوض العراقيين عن خسائرهم . فأن النظام الايراني يعتقد انه وريث اهل البيت عليهم السلام , واقليم الوسط والجنوب الطائفي الذي يدعو اليه المجلس الاعلى , هو اقل ما يمكن ان يحصلوا عليه . والجماهير العراقية لاتزال تنتظر من يأخذ بيدها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر