الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خميس الرصاص في العراق

حسين علي الحمداني

2008 / 3 / 15
كتابات ساخرة


من يتجول في مدن العراق عصر كل يوم خميس سيرى العجب العجاب ففي يوم الخميس من كل اسبوع يصرف العراقيون ملايين الاطلاقات النارية بمختلف انواعها ومسمياتها وكما هو معروف فان الطريقة الوحيدة للتعبير عن الفرح والحزن والشجب والاستنكار والرضىوالقبول في العراق هي رمي الاطلاقات النارية وهذه ترسخت في اذهان الشعب العراقي منذ عهد الدكتاتور صدام حسين الذي كان يتولى بنفسه رمي الاطلاقات النارية وعمم تصرفه هذا على المدارس الابتدائية في مراسيم تحية العلم صباح كل يوم خميس . فاصبحت ظاهرة معتادة في العراق , وقام احد الظرفاء بعمل احصائية للمواطن العراقي وكم يحتاج من الاطلاقات النارية في سنين عمره فاكتشف انه يحتاج الى كمية كبيرة جدا اذ ان العراقي الذي تولد زوجته (ولد) يرمي مخزن او اكثر والمخزن هو (30 إطلاقة) وعند الختان يحتاج لكمية اكبر على اعتبار انها مناسبة مفرحة وعندما يسجل في المدرسة يحتاج الى مخزن عتاد , وعندما يكبر ويصبح شاب أنيق وفي ليلة (الحنة) وهذه الليلة لوحدها وليلة الزفاف تحتاج الى كدس عتاد ويتم ختم موال الرصاص بعد سنوات من الزواج عندما يشيع الى مثواه الاخير. صاحبنا الظريف توصل الى احصائية مقدارها 34 مخزن أي ما يعادل اكثر من الف طلقة يحتاجها المواطن العراقي في سنوات عمره ليعبر عن فرحه وحزنه في آن واحد والطريف في الأمر انها نفس وسيلة التعبير في حالتين متناقضتين تماما ومما يزيد من الحاجة للرصاص المناسبات الرياضية خاصة بعد فوزنا بكاسس امم آسيا التي لوحدها استهلكت عتاد بحجم وكمية العتاد المستخدم في معركة العلمين التاريخية حتى إن صاحبنا الظريف قال لو استخدم هذا العتاد لطرد الامريكان لخرجو من فورهم والجميل ان البعض استخدم الهاونات في التعبير عن الفرح او الاستنكار خاصة وان صاحبنا الظريف قد أكد أن بعض العراقيين استنكروا فوز المنتخب بكاس اسيا وعبروا عن غضبهم برمي قذائف الهاون بمختلف مدياته .
المهم نريد من ابناء العراق الغيارى البحث عن وسيلة سلمية للتعبير عن الفرح خاصة واننا مقبلون على ايام ستكون اكثر سعادة بعون الله واقترح ان يسعى التجار العراقيين الى استيراد قصاصات الورق الملون والبالونات الملونة والبخاخات الثلجية من جهة ومن جهة ثانية ان تشدد الحكومة اجراءاتها وتصدربيان تطلب فيه من كافة ابناء الشعب عدم استخدام الهاونات وراجمات الصواريخ في الاعراس والاكتفاء ببنادق الكلاشنكوف وكل خميس وانتم بخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
وسام ( 2011 / 10 / 15 - 12:22 )
فعلا ظاهرة الاطلاقات النارية ظاهرة غير حضارية ابدا

اخر الافلام

.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام


.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر




.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود