الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحصان القرمزي

بولس ادم

2008 / 3 / 16
الادب والفن


اراد القاتل بقتله لمن كان منقذه من القصاص ، ان تواتيه فرصة
القتل المربحة ثانية ، هو لن يجازف بالعودة الى ضاحية المدينة الصغيرة
غنية الماء والنخيل و الأقدار والحظ المنحوس .. لكي يتخلص من الجندي المنسي القديم ..العاطل المعوق ، بساق واحدة ، الشاهد المصدوم امام جثة اخيه ..! بل نزل من على ظهر حصان قرمزي اللون بمثلث ابيض يربط عينيه بالمنخار ، وظل ممسكا بطرف الحبل والحصان يصهل ممدود الرقبة العريضة حتى فم الشمس ، يغشى بعينين سماويتين غائمتين محدقتين مبحلقتين متمردتين . منغمستان لحظة مابعد الجريمةفي حمرة الغضب .. افزعته العيارات النارية وهدت قواه مرائي نوافير تخرج من جسد الضحية ، واصابه غثيان رائحة الدم التي بلغ سامه من تكرارهافي حياته منذ عامه الأول وباختلاف القتلةالذين امتطوه ! .. لربما . هد قواه اجترار تلك اللحظات الرهيبة وجسده يرتد الى الخلف ، بينما الرماة يعبرون بردة فعل اكتافهم القبيحة الى الجانب وبحركة لاارادية خاطفة منتولة عن تحقق فعل الرمي حقا وانقذاف الرصاصة ، وكل ذلك الرصاص كان السابح مندفعا في مسار لعين فوق راس الحصان القرمزي ببقعة بيضاء على البطن تنحسر في تقلص الصدمة المتكررة تلك وهبة هواء حارقة تلامس بسرعة البرق فرشاة رقبته العريضة ، تمر الرصاصات من بين اذنيه ، لكانها خرجت من قحف جمجمته ، لحظة لكم تكررت منذ عامه الأول ورافقته وجسده يرتد الى الخلف بلاحول ولاقوة. تتقوس نصف دائرة ظهره اكثر وتتكسر قوائمه رعبا
ويضرط !

لم يفهم القتلة السابقون مغزى تمرغ الحصان كالمجنون بعد ان نقلهم كلهم الى بقعة الأمان ، هو لهم بالنهاية حيوان .. وهو في اغلب الأحيان ، ترك بلا اجر يعادل تبنا او شربة ماء .. بل طارد سراب البوادي ورحل منطلقا .. ليجد الحصان القرمزي الجميل رقبته الملفوفة بحبل يمسك بنهايته القاتل التالي في مكان اخر.. في ضواحي تلك المدينة الصغيرة الغنية بالماء والنخيل وبفلاحين شرفاء ..

اراد القاتل بقتله لمن كان منقذه من القصاص ، ان تواتيه فرصة
القتل المربحة ثانية ، هو لن يجازف بالعودة الى ضاحية المدينة الصغيرة
غنية الماء والنخيل و الأقدار والحظ المنحوس .. لكي يتخلص من جنديا
بساق واحدة ، الشاهد المصدوم امام جثة اخيه . بل نزل من على
ظهر حصان قرمزي اللون بمثلث ابيض يربط عينيه بالمنخار ، وظل ممسكا
بطرف الحبل والحصان يصهل ممدود الرقبة العريضة حتى فم الشمس ، يغشى
بعينين سماويتين غائمتين محدقتين مبحلقتين متمردتين . منغمستان لحظة مابعد الجريمةفي حمرة الغضب .. كم هو سهل لمن يقتل انسان ذلك القرار
الغريزي بقتل الحيوان ؟!

كان جسد الحصان القرمزي الجميل ممتدا على جانبه وقد اصطبغت بياضاته المتفرقة كلها بالأحمر ..

ماهو اقدم من اسدال الجفن على عين تصادفهاالشمس ؟

عين مفتوحة لحصان ميت لكانها تختزن سرا

عين تختزن قوة الصمود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان