الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء إلى جميع الكتاب العراقيين الشرفاء

كريم عبد

2003 / 12 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الأخوات والأخوة الكتاب العراقيون الشرفاء
من جميع القوميات والأديان والطوائف
في داخل عراقنا الحزين وخارجه

العراق هو بيتنا الوحيد في هذا العالم وليس لنا بيت سواه، لذا من حقنا ومن واجبنا أن ندافع عنه دون كلل أو ملل. وهذا ما فعله ويفعله الكثيرون منا، وخاصة أولئك الذين لا تربطهم رابطة نفعية أو انتهازية مع ( مجلس الحكم ) أو أي حزب من أحزابه، لكنهم ظلوا يدافعون عن ( مجلس الحكم ) وليس عن سلبياته أو نواقصه. لأنهم يدركون أن هذا المجلس يتألف من معظم أحزاب واتجاهات الحركة الوطنية العراقية بسلبياتها وإيجابياتها، وإنه لمن الوهم المحض أن نفتش عن أحزاب مثالية ونقية، لا في العراق ولا في سواه، وخاصة في ظل القسوة المطلقة التي عاشها شعبنا تحت رحمة سلطة الرعب والنذالة التي مثلها النظام السابق. بل أن مجلس الحكم، ومرة أخرى مهما كانت نواقصه أو سلبياته، قد مثل رداً عراقياً عظيماً على أخطر مخططات صدام حسين وجلاوزته، وهو مخطط قتل الروح العراقية والقضاء التام على الحركة الوطنية، كي لا يفكر أحد بالحلول محله.
لقد أصبحنا نعي وندرك جميعاً أن مجلس الحكم هو سلطة مؤقتة، هدفها الأساسي ومسئوليتها الأساسية هي إعادة بناء الدولة. حيث هنا تكمن أول أولويات المجتمع العراقي الآن. لماذا ؟! لأن أعداء العراق الداخليين والخارجيين الذين ينفقون الملايين على العمليات الإرهابية وأجهزة الإعلام التي باتت معروفة تماماً، يراهنون أساساً على بقاء العراق بدون دولة كي يسهل تمرير مخططاتهم الشريرة في إحداث الفتنة الطائفية التي يمنون بها أنفسهم. ورغم ثقتنا المطلقة بأن لا مجال في العراق لمثل هذه الفتنة، لكن علينا أن لا نخدر أو نستريح، لأن أعداء العراق يحشدون المزيد من طاقاتهم وخاصة الإعلام المأجور في تكرار نفس المغالطات والأكاذيب، كل يوم وفي جميع الفضائيات والصحف تقريباً، والهدف الأساسي من هذا الإلحاح والتكرار هو خلق واقع وهمي يحل محل الواقع الحقيقي في العراق. ولا مجال لدحض هذا المخطط المشبوه الذي يشارك فيه بعض الكتاب العراقيين الذين باعوا أنفسهم لأعداء العراق، إلا بالاستمرار على مواجهة الأباطيل والأكاذيب بالحقائق والوقائع الدامغة ودون كلل أو ملل أيضاً. أنهم يهجمون علينا بالباطل والأكاذيب في كل ساعة وعلينا أن نواجههم بالحقائق كل ساعة. وهكذا يكون بوسعنا أن نبطل المقولة النازية ( أكذب وأكذب حتى يصدقك الآخرون )، والآخرون يصدقون عندما لا يجدون من يدحض الكذب بالحقائق.
إن شعبنا في جميع مناطقه بأمس الحاجة لإعادة بناء الدولة، لأنه بدون دولة لا يمكن المحافظة على العراق. بدون دولة لا يمكن مواجهة وحل الاستحقاقات القديمة والمستجدة. كيف يمكن بدون دولة معالجة المشكلة التي سببها قرار سلطة الاحتلال بحل وزارتي الدفاع والإعلام حيث تم تسريح مئات الآلاف من العوائل التي لا تمتلك سوى المرتب الشهري !! وبدون دولة من سيعالج مشكلة مئات الآلاف من الأرامل والأيتام والأطفال المشردين ؟! ومن سيحقق بالمآسي الناتجة عن المقابر الجماعية ومن سيعوض عائلاتهم وذويهم ؟! من سيعيد الأمن والاستقرار للعراق والعراقيين ؟! وإذا كانت غالبية العراقيين اختارت الأسلوب السلمي لإنهاء كارثة الاحتلال، فبدون الدولة لا يمكن إنجاز هذه المهمة الوطنية القصوى. إن وجود الدولة وحده هو الذي يسقط جميع الذرائع والأوراق من أيدي سلطة الاحتلال أمام العراقيين وأمام المحافل الدولية. 
بدون الدولة من سيواجه جميع هذه المشاكل، ومن سيعيد العراق للعراقيين : عبد الباري عطون أم عبد الله الحوراني أم مصطفى بكري وسيد نصار أم مقالات سعدي يوسف البائسة أم تصريحات فاضل الربيعي الرخيصة ؟!
أيتها الأخوات أيها الأخوة : إن العراق الجريح ينادي ضمائركم وشهامتكم المشهودة، فالثقافة موقف، والموقف مسؤولية، ومن لا يساهم في موجهة أعداء العراق وهجمة الجراد القومي الزائف الذي يهب علينا من جميع الجهات، ما الفائدة من ثقافته ؟!
إن مثقفي الشعارات القومية الزائفة قد عفنوا ولوثوا الثقافة العربية وأفسدوا الرأي العام العربي حتى وجدنا الآلاف يتباكون ويشعرون بالمهانة من أجل قاتل سفاح وجبان مثل صدام حسين، وهذه هي النتيجة الطبيعة لعمل المثقف العربي الرخيص في هذا الزمن الرخيص. ولن تسطع شمس الحقيقة إلا من عراق الحضارات والتاريخ، شمس الحقيقة لتحرق هذا العفن المستشري. شمس الحقيقة هي أنتم. أنتم العراق. علينا أن نربح العراق أولاً ثم بعد ذلك نتحاور أو نتصارع على التفاصيل.
العراق أولاً. العراق لجميع العراقيين. وهنا تكمن الثقافة، هنا يكمن الشرف وتكمن المسؤولية. وهنا يجب أن نقف جميعاً ... فبدون الموقف الواعي والمسؤول والمشارك للمثقفين العراقيين الشرفاء لن تكون هناك دولة قانون ونظام ديمقراطي، وفي ظل دولة القانون نحن من يجب أن يكون وقود المعارضة الشرعية، كي لا تبقى الحياة موحشة، كي لا تبقى عيون العراقيين مخذولة إلى الأبد .
التوقيع
لفيف من الكتاب العراقيين
عنهم : كريم عبد
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جودي سكيت.. يكشف عن أشياء مستحيل أن يفعلها ومفاجأة عن علاقته


.. تساؤلات حول تقرير واشنطن بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية في غ




.. بعد الوصول إلى -طريق مسدود- الهدنة لا تزال ممكنة في غزة.. «ج


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش.. جهود متواصلة لدعم الجر




.. تحرك دولي لإطلاق تحقيق مستقل بشأن مقابر جماعية في قطاع غزة