الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاطعة بين الدانمرك و الجزيرة

محمد يسر سرميني

2008 / 3 / 15
الصحافة والاعلام


((قناة الجزيرة افعلي ما شئت و قولي ما شئت فقد غفر الله لكي ما تقدم من ذنبك وما تأخر فانك إلى الجنة خالدة فيها )
هذا لسان حال الحكام الدكتاتوريين وقادة الأحزاب الإسلامية .
يجب علينا توضيح بعض الحقائق الغائبة عن الناس طالما مسلسل الشجب و التنديد مستمر من قبل الإسلاميين والحكام و المناداة بمقاطعة المنتجات الدانمركية مع العلم أن الكثير من وكلاء هذه المنتجات الدانمركية ينتمون إلى أحزاب إسلامية.
هناك فرق بين الناس فمنهم من ينادي بمقاطعة هذه المنتجات وهو غير خاسر وغير رابح وأخر لا يؤيد المقاطعة لأنه خاسر وغيره يؤيدوها لأنه رابح ولكل منهما وجهة نظر و إسلامية طبعاً .
الأمر خاضع هنا لما يدخل الجيوب من مال أو ما يخرج من هذه الجيوب من أموال والفتوى والتحليل والتحريم معيارها عند كل شخص لما يمكن أن يربح أو يخسر من هذه الفتوى.
نشاهد هنا أن الأمر يأخذ ثلاثة خطوط متلازمة وهم:
أولا: التنديد بالرسوم المسيئة للرسول .
ثانياً: مقاطعة المنتجات الدانمركية.
ثالثاً : قناة الجزيرة
نشاهد إن التنديد بالرسوم المسيئة للرسول و الدعوة للتظاهر ضد الرسوم يستخدم من قبل الأحزاب الإسلامية لكسب شعبية و الظهور بمظهر المدافع عن الرسول وإنهم المؤهلين لاستلام الحكم و الدفاع عن الإسلام و المسلمين مع غياب برامج لدى هذه الأحزاب لانتشال تلك الشعوب من الفقر و عدم استطاعتهم إقناع الشارع بأنهم ديمقراطيين ومع الحريات و احترام عن حقوق الإنسان .
الأمر يستخدم هنا لتحقيق مكاسب سياسية من اجل قضية دينية وسنرى تأكيد لهذا الكلام في سياق هذا المقال وليس حباً و دفاعاً عن الرسول كما يدعون.
وأما المناداة بمقاطعة المنتجات الدانمركية فان الكثير من وكلاء هذه المنتجات من الإسلاميين كان من الممكن الطلب من هؤلاء الوكلاء التوقف عن استيراد هذه المنتجات و تسويقها وينتهي الأمر عند هذا الحد ولكن كيف سيكسبون سياسياً من هذه القضية ؟.
وهنا يأتي دور المنتجات الوطنية المنتجة محلياً فهي لم تبلغ نصف جودة المنتجات الدانمركية وقد جربنا كلنا عند المقاطعة الأولى وكان الأمر كارثياً و السبب معروف وهو الغش في المواصفات و العبوات والمبالغة بالأسعار وقد رأينا الكثير منها غير صالحة للاستخدام رغم إنها جديدة لان المصنع المحلي لا يقنع بهامش ربح معقول ولا يوجد اى رقابة من قبل هذه الدول الفاسدة على تلك المصانع.
ويوجد في كل الدول الإسلامية تحالف وثيق بين التجار والصناعيين والأنظمة الدكتاتورية لسرقة الشعوب .
وأما هذه الأنظمة التي تزاود على الإسلاميين في التنديد والشجب ورفع رايات المقاطعة فقد أفلست ولم يبق لديها شيء من الشعارات الكاذبة لكي تسوقها في الشارع بعد أن أصبحت الشعوب تأكل من القمامة .
نعم تأكل من القمامة من العراق إلى المغرب مرورا بالسودان إلى سورية فمصر و تحاول هذه الأنظمة استغلال كل حدث لكي تلهي هذه الشعوب عن الوضع المأساوي الذي وصلت إليه.
فكان هذا المسلسل المستمر من المهازل مرة بالتظاهر من اجل غزة رغم أن سكان غزة ليسو أفقر منا فان كان يوجد لديهم فقير فنحن كلنا فقراء وان كان يقتل منهم واحد فيقتل منا الآلاف.
وأخرى من اجل الدانمرك لكي تصدر هذه الأنظمة مشاكلها الداخلية إلى الخارج والهاء شعوبها عن الفساد والسرقات و السجون وقمع الحريات والاستئثار بالسلطة والثروة.
وكأن الدانمرك أو إسرائيل هم من يسرقون الشعوب و هم من جعلوا الكثير من هذه الشعوب تأكل من القمامة أو كأنهم هم من أعطى الأوامر للحكام بسرقة الشعوب و سجن من يطالب بالإصلاح و الديمقراطية.
أما عن قناة الجزيرة و حلقة الاتجاه المعاكس فقد أظهرت كم بلغ النفاق عند الإسلاميين والحكام فكل من شاهد حلقة الاتجاه المعاكس وسمع الدكتورة وفاء سلطان يعلم أن الدكتورة ذكرت بعض الآيات و الأحاديث ولم تحضر شي من عندها ولكن قالت رأيها بكل صراحة وبما تؤمن به بغض النظر إن كنا مع هذا الرأي أم لا.
و الغريب هنا أن الإسلاميون حاولوا استغلال هذا الأمر و قالوا إنها شتمت القرآن و الرسول وإنها هاجمة الإسلام ولم يردوا عليها بالمنطق والحجة.
على الأقل هذا رأيها ولكن لماذا لم يطالب الإسلاميين والحكام بقيام المظاهرات للتنديد بقناة الجزيرة ومقاطعتها لماذا طالبو بمقاطعة المنتجات الدانمركية ولا ادري ما دخل المنتجات الدنمركية أو الحكومة الدانمركية بما تنشره الصحف ولكنهم طالبوا بمقاطعة هذه المنتجات وربطوا الدانمرك كلها بما تنشره أي صحيفة كانت في الدانمرك وحملوا الحكومة والشعب الدانمركي نتيجة عمل فردي لشخص أو أشخاص .
ولكن قناة الجزيرة التي تنطق العربية والتي قالوا إن الدكتورة وفاء شتمت الإسلام و القران و الرسول من منبر الجزيرة لم يربطوها مع القناة و هاجموا الدكتورة وفاء وتركوا القناة لماذا؟.
وهل ظهور قادة الأحزاب الإسلامية والحكام في قناة الجزيرة له دور في عدم الربط بين ما قيل في القناة ومن قال ؟.
وما المهم عند الأحزاب الإسلامية والحكام , الإسلام كدين كما يدعون أم الوصول إلى كرسي الحكم والتمسك به حتى الموت؟
لماذا جمعنا كل الدانمرك بسلة واحدة وفي قناة الجزيرة فرقنا بين الدكتورة و القناة إذا لم يكن هذا نفاق وكذب على الشعوب وعلى الله فماذا يكون !؟؟
ولماذا كان صوت قادة الأحزاب الإسلامية الموجودون في العالم الإسلامي عالياً جداً بينما كان صوت قادة هذه الأحزاب نفسها الذين يعيشون في الغرب منعدماً وإذا كانت القضية دينية وليست سياسية فهل رفاهية قادة هذه الأحزاب أهم من الدين ومن الرسول الذي يقولون أنهم يفدونه بأرواحهم ولم يفدوه حتى برفاهيتهم ؟.
وأين التضحية والفداء للدفاع عن الدين لماذا لا يترك قادة الأحزاب الدينية والعلماء المسلمين الغرب غيرة من اجل الرسول ؟.
أم الدفاع والتضحية واجب الفقراء والمساكين أما المسئولين من حكام ومعارضة فواجبهم التنظير والكذب على هذه الشعوب المسكينة والتمتع بحرية الغرب النصراني كما يسمونه فهل لدى هؤلاء دين ؟.
( ويبقى مسلسل الكذب والنفاق مستمراً )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب