الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القهر والاستعباد عوائل السلطة وخطيب الجمعة السركال

سلام فضيل

2008 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الان وفي هذه اللحظات ومن بين اجساد ضحايا وحوش الارهاب المتناثرة فوق ارصفة اسواق الفقراء حبا بمعاشرة حور العين ونشوة خمر الجنة‘ وصراخ خطباء عوائل السلطة باسم الله والدين وآلام المحرومين.
الان في هذا الشهر الثالث وايام الجمعة‘ كل العراقيين وخاصة مدن الحرمان من هم فوق الثلاثين عاما يتحسسون الكثير من الندوب والجروح منها ما رسم كلوحة فوق الجسد ومنها ما حفر عميقا داخل الروح‘ من ضيع الاب والام والحنان ومنهم من ضيع الحبيبة ومرح الشباب ودروب ضحكات الطفولة‘ المتعرجة بين بيوت قرى واحياء المعدمين وكنطرة (قنطرة) الخشب وباب المدرسة العتيق . في هذا اليوم‘ وما قبله وبعده تناثر الاهل والاصحاب ومشاوير الحب والهوى‘قرب النهر وبين نخيل البستان‘ في كل الدروب والاتجاهات‘ منهم من نام قرب الديار وسط وحشة المقابر الجماعية وآلام قسوة سياط الجلادين ومنهم من احب سفن نوح‘ فاودعته عند جوف الحوت ليسافر معه عبر الميحطات وينزل معه الى قاع الطين حيث هناك يستريح الحوت.
في هذه الايام عام 1991 حيث اسقط شباب الانتفاضة نظام صدام الدموي في اربعة عشر محافظة عراقية من البصرة والديوانية الى الكوت والحلة فسهول اربيل.
في هذه الايام كانت ذلة خيمة صفوان لنظام صدام التي تطايرت بعضا من اوارقها المرتجفة ليعلق بمدافع ما تبقى من طائرات النظام الحربية فتثأرلنظامه المهزوم من الشعب فوق ما حمله من اوجاع الحرب والخذلان.
ومن بين دخان البيوت التي كانت تنهب وتحرق في هذه الايام وجنون سياط الجلادين التي راحت تلهب اجساد من امتلئت بهم زنازين القهر والظلام فيتشقق اللحم ويتناثر بعضا منه معجونا بالدم والالم‘ ليلتصق بالجدران والسقوف‘ التي تقف بينها وبين الله وسمائه المشعة بزرقتها ولمعان نجوم ليلها. الجلادون سمر ليلهم انين المقهورين وصخب حفلات التعذيب.
في هذه الايام‘كتب وزير اعلام نظام صدام الدموي‘لطيف نصيف مبررا ومعلنا استبدال المسؤول الحزبي من الواجه ليحل محله شيخ القبيله ورجل الدين‘قال:إن واجب المنظمة ان تكون مكانا للترفيه ولكنها الان صارت مصدر خوفا للناس.
في هذه الايام كانت الكثير من الامهات والجدات يناجين صور الكثير من رجال الدين ظنا منهن‘ ان تسمع من خلالهم ملائكة الله ألمهن وتوسلهن‘ فتعيد اليهن‘ الابن والحفيد من تلك الزنازين والتشرد قبل ان يدفن بمقابر نظام صدام الجماعية‘و ذلك بطن الحوت ووحشة الغابة وارصفة طرقات التشرد والجوع.
في هذه الايام وبعد خمسة سنوات من سقوط نظام صدام كيمياوي الاكثر توحشا منذ النازية حتى سقوطه عام 2003.راحت تلك الام والجده وكل ضحايا النظام البائد‘ يخافون الجامع وخطيب الجمعة وصورة ذلك رجل الدين الذي كان يحبون وهو معهم يصارع قهر السلطان . الحاكم هو من شيد الجوامع ومنها قال الخطباء انه يحكم ويقتل ويغتصب الروح والحريات حفاظا على الدين المال والقصور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى