الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء المجتمع العربي الحديث المعاصر منوط بحل قضية المرأة

أحمد علي القضماني

2008 / 3 / 15
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


(بمناسبة عيد المرأة العالمي كل عام يا نساء بلادنا وأنتن بألف خير)
تقتضي مصلحة كل الاوطان والمجتمعات البشرية ان تتساوى الحياة بين الرجل والمرأة، فهما وجهان لعملة واحدة ولا يمكن فصل العلاقة الحياتية بين الرجل والمرأة، ولكن المرأة بحكم الكثير من العوامل الاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة بالظروف ومنذ قديم الزمان، عانت الكثير من قسوة الحياة ومن النظرة الدونية اليها ككائن بشري. وهذا اسهم الى حد كبير في حالة الانغلاق والاضطهاد مما جعلها بعيدة عن الاسهام في حركة التطور الحضاري للمجتمعات، وهكذا استمرت المرأة خلال الزمن الماضي تعتمد على الرجل اعتمادا كليا وتابعة له تبعية محكومة بالحرمان من حق التعلم والعمل الذي يسهم في رفع المستوى المعيشي للاسرة وتشعر المرأة من خلالهما بقيمتها وثقتها بنفسها.
وصحيح انه في زمننا الحالي لم تعد صورة الواقع الذي يخص المرأة كما كانت في الماضي، لكنها لم تبلغ بعد درجة مثلى على الرغم من المكتسبات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية التي حصلت في جميع انحاء العالم ودفعت بالتقدم في الكثير من مجالات الحياة الى الامام منها العمل والتعليم واكتساب الثقافة والخيرات العديدة المفيدة للمرأة والمجتمع عامة. والمرأة العربية بشكل عام لم تكن بمعزل عن الظروف السابقة واللاحقة، بل عانت الكثير ولا زالت في مرحلة المعاناة نسبيا، ولعل المرأة في قطرنا العربي السوري يمكن اعتبارها سباقة في التغلب على الصعاب وفي تخطي العديد من العقبات وذلك بسبب ما اتيح لها من اقبال على طلب العلم ومن افكار تقدمية انتشرت ووصلت الى الارياف وتغلغلت في الاذهان بنسب بمختلفة طبعا. وذلك جاء مع افكار تقدمية تمثلت في افكار الاحزاب اليسارية مثل الحزب الشيوعي وغيره. زد على ذلك من مسببات التطور لدى المرأة بشكل عام المتأتية من حركة الحياة المعاصرة وانتشار العلم بكافة مستوياته بين النساء والرجال انتشارا واسعا، فسبب ذلك ارتفاع مستوى الوعي لدى المواطنين بشكل عام بما في ذلك النساء طبعا. وساعد ذلك على اتساع دائرة التكافؤ في الفرص بكل مجالات الحياة بين النساء والرجال وغياب النظرة الدونية الى المرأة خاصة بعد اسقاط المجتمع الاقطاعي وذوبان التقاليد العشائرية المتخلفة ذوبانا ليس نهائيا بعد لكنه يفسح المجال للمزيد من التقدم الى الامام لكافة فرقاء المجتمع الرجال والنساء على كافة الصعد وبشكل خاص الصعيد الاجتماعي والانساني. ومما ساعد على ذلك توجه النظام الحاكم في سوريا الى بناء مجتمع عصري حيث لا يمكن الوصول الى ذلك بدون حل قضايا المرأة وقطع في ذلك شوطا متقدما في قطرنا العربي السوري، حيث توجد نائبة لرئيس الجمهورية حاليا ووزيرتان في مجلس الوزراء واحدى وثلاثون عضوة في مجلس الشعب السوري، كذلكتوجد في قيادة الاحزاب المشاركة في الجبهة الوطنية التقدمية السورية منذ سنوات العقد السابع من القرن الماضي الى يومنا هذا العديد من النساء. وفي الاجهزة العليا للدولة توجد نسبة عالية من النساء ذوات المرتبة والمكانة العالية. وفي قرانا العربية السورية المحتلة في منطقة الجولان المرأة مشاركة للرجل في الذود عن الكرامة الوطنية والتصدي للاحتلال واستشهاد السيدة غالية فرحات برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي فقد جرى اثناء مظاهرة وطنية جماهيرية في قرية بقعاثا المحتلة. وعدد البنات اللواتي يدرسن في الجامعات في تزايد مستمر واصبح في قرانا العديد من الطبيبات والممرضات والمهندسات والمحاميات. كما ان عدد الطالبات في المدارس ليس اقل من عدد الطلاب بل يزيد عنهم، كما اقيمت لجان نسائية في قرانا المحتلة هدفها رعاية شؤون المرأة والعمل على خدمة المجتمع وتقدمه عامة، وتقدم المرأة في العلم والثقافة بشكل خاص.
فكل عام يا وطننا الغالي وانت حر وسالم وبألف الف خير.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا