الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل الزاجل الأسير إلى زكي العيلة

غريب عسقلاني

2008 / 3 / 17
الادب والفن


إلى قاص يسكن وطن الحكاية
البدايات مطلع السبعينات.
كنا شباب نعيش الحياة في قطاع غزة حتى نخاع الحالة, تتبرعم فينا أجنة الحكايات, ترهص إشارات كيف نكون حراس بوابة المعاناة, وكيف نعيد إنتاج ما يدور من حولنا والوقت احتلال وثورة وقوافل شهداء, وطوابير أسرى خلف الأسلاك في الحجرات المظلمة, وفدائيون يحتلون الأمكنة ليلا, يملكون القدرة على جعل جنود الاحتلال يسيرون ظهرا لظهر, يدورون حول أنفسهم مثل عقربة قُصفت زبانتها فراحت تلعق سمها..
ونحن في الدروب تضربنا الأسئلة.
كيف تكون المشاركة وجها من وجوه الحياة والوقت كسير؟
نقتفي آثار ما تبقى من كتب ومجلات وصحف.. نبحث عن آباء نأخذ عنهم بفض التجربة..
نبدأ المشوار, كيف؟
نبحث عن بعضنا.. نقرأ ما كتبناه, يؤرقنا السؤال.هل ما نكتب شيئا قد نضج؟
مع نجمة الصبح نشد الرحال إلى حيفا, نشرب القهوة مع معلمنا إميل حبيبي في وادي النسناس, نرهف السمع حتى الشبع قبل أن تستعجلنا الدروب إلى بلدية الناصرة, نقضي بعض وقت مع مشاغبات توفيق زياد, ونعرض ما لدينا على سميح القاسم وسالم جبران, نقرأ الراحة على وجوههم, يأخذنا الوجل, ندرك أن مساحات الوطن أوسع من جغرافيا الحلم, نعيش المفارقة..
كيف صارت كل مساحة فلسطين متاحة تحت نير الاحتلال..؟!
يضحك إميل حبيبي, وكأنه يشاكس جنية لعوب:
- هل توحدنا تحت الاحتلال يا شباب..
هل كانت تناوشه رواية المتشائل, وهل أدرك المعلم أنه على عتبة رواية تضيف إلى ما تعلمه العرب, نسأله بخجل ووجل:
- هل ما نكتبه يدخل في باب الأدب؟
- لا تكتبوا خارج ما تعيشون وتعرفون.
هكذا كانت بدايات جمعتني وزكي العيلة.. كنا توأمين
قي منتصف السبعينات أعلنت جامعة بيت لحم عن مسابقة في القصة القصيرة, يرأس لجنة التحكيم فيها إميل حبيبي. فأصابنا الهلع, كيف ننفذ من غربال من لا يعجبه العجب!!
وكانت المفاجأة أن فزنا, ورفعنا أميل على صهوة القصة, والقصة مهر حرون..
قال لي زكي العيلة يومها:
- اقبض على لجام مهرتك, وتعلم كيف تروضها وتصبح فارسها الأصيل.
القصة مهرة تتبدى مثل نساء الحلم, وعند الصحو من أفق المنام تتبخر..
كيف يكون الأمر, وبماذا تملأ المشكاة يا ابن الحكاية..
هكذا كان السؤال.. هكذا ظل السؤال..
هكذا ظل زكي يبحث عن رد الجواب, أول ما جاء به كانت "أقاصيص العطش", تأخذه الحالة على متن كلمات تتقافز, يتبدى فيها نبض الحياة عند لحظة تقبض على روح الحياة.
كيف يمسك زكي العيلة من شظف الحياة, قطرات من ندى تورق خضرة .. هكذا هو حال كاتبنا المعنى, يعير الأزمان عند فوارق اللحظات, هكذا كان" في الجيل لا يأتي", "وسلال من لحم", غواصا لا تخذله التجربة, لا يهاب الغوص "في بحر رمادي غويط," ولا البحث في" زمن الغياب"
هكذا زكي دوما شعلته لا تنطفئ, فد يغيب, ربما يظن البعض أنه خلد للراحة, أو ذهب إلى صمت السكوت.. لكنه ليس كذلك.. يتلظى على جمرة الإبداع التي تسكنه حتى الاشتعال..
زكي يتنامى/ يتداعى / يصعد / يهبط .. تأخذه الغواية إلى أفق الهواية.. يحترف, بل يعترف, صارت القصة سكن بل قل وطن..
رجل ابتنى وطنا من الحكايات حتى لا يغادره الوطن.
.. اه يا توأمي..
هل بأخذنا الحنين إلى الحنين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير