الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات ما قبل القمة دمشق....

يونس العموري

2008 / 3 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من الواضح ان الشغل الشاغل للدبلوماسية العربية هذه الأيام منصبا بإتجاه تأمين عقد القمة العربية في دمشق في محاولة للمتظهر بالحضور العربي الرسمي بصرف النظر عن طبيعة القرارات التي من شأنها ان تتخذها هذه القمة التي بلا شك قد أصبحت روتينية ومكررة لنفسها... وحيث ان الواقع العربي منقسما على ذاته ومتشرذم ويعتريه الكثير من الضعف والوهان وبالتالي لا يستطيع ان يفرض رؤوية عربية ذات ابعاد قومية تتطابق والمصالح العربية والمساندة لقضايا الشعوب... نجد ان الكثير من قضايا المنطقة قد خرجت بشكل او بأخر من دائرة التأثير العربي الرسمي وحتى الجماهيري الشعبي وأصبحت قضايا الأمة مجرد اوراق مستخدمة ومستعملة في اجندات الأخرين اللاعبين في المنطقة... الأمر الذي يعني ان النظام العربي الرسمي قد اضحى مجرد من عوامل الـتأثر والتاثير بقضايا المنطقة وانما منفذ للسياسات الأخرى على الساحة سواء أكانت تلك الإمريكية او حتى الإيرانية وهذا على الأقل ما تؤكده جملة القضايا الساخنة وصناعة المواقف منها (القضية الفلسطينية واللبنانية والعراقية) ... حيث اصبحت ايران لاعب اساسي يحاول رأب الصدع في العلاقات السعودية السورية وهذا ما تؤكده جولة اللقاءات والمباحثات التي جرت بالعاصمة السنغالية على هامش القمة الإسلامية الأخيرة... بالرغم انه لم يرشح حتى اللحظة أي معطى عما دار في اللقاءات الجانبية في قمة دكار حول المساعي العربية والإيرانية الجارية لإنهاء الأزمة التي تعتري العلاقة السورية ـــــ السعودية بما يؤدي الى انفراج قبل القمة العربية المقررة في دمشق. وبدا أن الجميع في الداخل والخارج ينتظرون عودة الوفود المشاركة في القمة الى بلادها حتى يظهر الى العلن ما أنتجته تلك اللقاءات وما سيعقبه من خطوات في الأيام المقبلة بين العواصم المعنية بالمساعي.
ومن جهة اخرى يبدو ان الأزمة اللبنانية ترمي بثقلها على مستوى الحضور العربي للقمة وبالتالي تجتهد المساعي والدبلوماسية العربية لتأمين حل للخلاف السعودي السوري لتأمين شكل من اشكال الحضور اللبناني وبالتالي فإن لبنان بإنتظار ما ستؤول اليه تلك المساعي بمعنى ان لبنان هوالأخر ينتظر كلمة السر الأتية من العواصم سواء أكانت السعودية او الإيرانية وحتى القطرية التي دخلت ومنذ فترة على دبلوماسية الشد والجذب ما بين العواصم العربيبة....
ومما يؤكد عدم وضوح الموقف اللبناني هنا اتجاه الحضور او عدمة لقمة دمشق هو انتظار المجتمع اللبناني لقرار السنيورة النهائي بشأن المشاركة أو عدمها، حيث أظهر ممثلون لقوى 14 آذار في مؤتمرهم (ربيع بيروت ) رغبة واضحة في عدم تلبية الدعوة، باستثناء الرئيس أمين الجميّل الذي رأى وجوب المشاركة فيها، فيما أكد آخرون أن هذا الأمر سيدرس في مجلس الوزراء لاتخاذ موقف نهائي وحاسم في شأنه، ولا سيما أن هناك عدة وجهات نظر، والجميع ينتظر بصورة خاصة عودة النائب سعد الحريري من السعودية حيث يجري مشاورات تتصل بزيارة ولي العهد سلطان الى قطر ومشاوراته مع قيادتها حول ملف لبنان والعلاقات مع سوريا..... هذا على صعيد الأزمة اللبنانية اما علبى صعيد الأزمة الفلسطيني الداخلية ...من الواضح ان القمة ايضا امام معضلة حقيقة وان كانت غير مثارة بالشكل والمتثلة بمستوى الحضور الرسمي الفلسطيني مع العلم ان لا احد يختلف على شرعية الرئيس محمود عباس الا ان ثمة خلاف واضح المعالم على الحكومة الفلسطينية سواء أكانت تلك القائمة بغزة بحكم الأمر الواقع او تلك القائمة برام الله بحكم شرعية قرار الرئيس الفلسطيني وتأييد المجتمع الدولي لحكومة فياض... الا ان هذه الأزمة ايضا تبقى قائمة ولأن القمة بدمشق فلابد من اثارة مثل هذه القضية وان كانت خلف الكواليس... والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ... هل قمة دمشق مهتمة بتأمين حضور عربي رسمي رفيع المستوى بالشكل بصرف النظر عن حقيقة التمثيل وواقعيته...؟؟؟ هذا من جانب اما من الجانب الأخر ... ما الجديد الذي من الممكن ان ينتج عن قمة دمشق .. ؟؟ وهل ستعيد التأكيد على المباردة العربية فيما يخص الرؤية العربية للسلام والتي رفضتها الدولة الإسرائيلية بأكثر من اسلوب ووسيلة.. ؟؟ وهل ستتخذ هذه القمة قرارات واضحة المعالم بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني سيما الحصار المضروب على غزة... ؟؟ وما هي طبيعة القرارات التي ستتذخها اتجاه النزاع الفلسطيني الداخلي وانقسام الأراضي الفلسطينية المحتلة ما بين حماس وفتح اذا ما جاز التعبير... ؟؟ وهل ستوجه القمة نداء للكف عن لعب الأنظمة العربية او بعضا منها بالشأن الفلسطيني الداخلي..؟ ووقف تحريض طرف على اخر...؟؟ ووقف استخدام الفلسطيني بالأجندات الداخلية للأنظمة الإقليمية وهو ما بدى واضحا جراء تداعيات الأزمة الفلسطينية الداخلية بشكل او بأخر.. وهو ذات الأمر الي ينبطق على مسار الأزمة اللبنانية واستخدامها من قبل القوى المتصارعة على المستوى الإقليمي ....
ان القمة العربية في دمشق امامها الكثير من التساؤلات والتي اعتقد ان الإجابة عليها تتطلب تغير وانقلاب في مفاهيم النظام العربي الرسمي والتعاطي والشأن العام القومي العربي وقضاياه.. وحيث ان هذا النظام قد اضحى بالأساس مرتبط ومتصارع فيما بينه على اساس انه اجزاءه جزء من المحاور الإقليمية المتصارعة ومستخدم في اتون الصراع الإقليمي استخدما لا يراعي المصالح العربية بالأساس فبالتالي فهو معدوم التأثير في المسائل العربية بل انه اصبح مجرد متلقي للأوامر الأتية من عواصم صناعة الأجندات والقرارات الواجبة التنفيذ.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات