الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خمسة في زنزانة
شهاب رستم
2008 / 3 / 17أوراق كتبت في وعن السجن
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/5.jpg)
كانوا خمسة في الزنزانة ، في الطابق الثالث في الامن العام في بغداد .
كانوا شبة عراة ، ملابسهم ممزقة ، لا زيارات لهم ، بل لا احد يعلم اين هم
، ولا من يعرف خبرا" عنهم .
كان الجو باردا ، كان ذلك في شهر كانون الاول من عام 1977 .
الزنزانة طولها متران وشيء من المتر وعرضها متر ونصف المتر .
بطانية سوداء عسكرية تفترش الارض ، لم يكن وضع البطانية بافضل من ملابسهم ، غطائهم سقف الزنزانة الرطبة .
نزلاء يدخلون الى القاعة التي تقع الى الجانب الايسر من الزنزانة .
ثم زنزانات على اليمين .
مطرب معروف كان جارنا في الزنزانة المقابلة لنا ، الحارس يطلب منه ان يغني له اغنية ، ما عساه ان يفعل لغراب الشئم ، يدندن ، يطلب منه ان يرفع طبقات صوته ، يفعل ، يخرج الحارس صوتا مقززا من فاه وهو يسخر منه ، فيسكت المطرب وامره لله .
شباب مكبلين يدخلون الى القاعة ، اشقيائية بغداد موقوفين
ممن اتذكر منهم ، احسان البغدادي ، عامر بزون ، طارق حنظل وأخرون
كلهم مستاؤون مما هم عليه ، احسان البغدادي يتذمر ، لقد غدروني والا فان
ابن ... رجال يوكف امامي .
كان الاشقيائية يساقون في اول النهار الى خارج السجن ، يشغلونم في السخرة ، ويهينونهم ابشع الاهانات ، يرجعون اخر النهار ، وقد خار قواهم ، فينامون كالصخر حتى اليوم التالي .
عامر بزون يبحث عمن يكتب له رسالة الى صديق خارج السجن.
كريم الفلسطيني موقوف لاغتصابه بنت صاحب الفندق الذي يعمل عنده ، اما سعد من السعودية لا يعرف لماذا هو موقوف ، ربما انه تعرف من خلال عنوان منشور في احد المجلات على شاب عراقي ، ضيفه في السعودية ، واستضافه الشاب العراقي فوجدوا انفسهم في الامن العام .
على ابو العيون موقوف لماذا ؟ .. لانه كان يحب اخت ضابط الامن .
الشيخ المصري ، ادخل القاعة وهو واقف على رجليه كتمثال خوفوا ، طلب
النزلاء منه ان يقرأ لهم بصوته الجهور آيات من القران الكريم ، ففعل الشيخ ،
الكل ينصت اليه ، من الشيوعيين والماركسيين والمتدينيين ، والاشقيائية وحتلى الحرامية .
ثم مراقب القاعة ، المحامي الموقوف لاسباب غير معروفة ، ولكن لا شيء يبقى مخفيا في هذا المكان ، لقد خدع عوائل ، انه سيدافع عن اولادهم لانه من المقربين لمسؤلين كبار ، لم يكن توقيفه لانه خدع الناس بل لانه لم يدفع للمسؤول الحصة من المبلغ المعلوم .
الزنزانة ، لا منافذ لها للخارج ، سوى حفرة في الجدار كانوا يسمون هذه الحفرة بالشباك ، ليش لا عدهم شباك على الشارع .. ولكن اين الشارع ، كانوا يضعون فتات من الخبز ( الصمون) في هذا الشباك ، ثم عصفور ياتي وياكل فتات الصمون ، منظر جميل يتكرر كل يوم .
الليل ، نادى الحارس على الشيخ المصري ، اخذوه ، من خلال الدهليز الاظلم ، بعد ساعتين او شيء فوق ذلك عاد الشيخ منفوخ الرأس ، الدم ينزف من وجهه ، وثيابه ممزق ،حتى تاب من قراءة القران .
هذا الشاب الاشقر ، على ما اعتقد كان سويسريا ، ممن لا يعترفون بالحدود الدولية ، زار دول العالم بدون جواز سفر ، في ايران القي الفبض عليه
( زمن الشاه) فلم يجدوا عنده وثائق تثبت شخصيته ، طردوه من البلد وكان وجهة سفره التالي هو العراق ، من الحدود القي القبض عليه واصبح من نزلاء
الامن العام .
مات الرجل الذي كان في قاطع التحرش ، رغم انه لم يكن متحرشا ، سأل احدهم ما هو قاطع التحرش ، هم الشباب الذين قذفوا بنتا في الشارع بكلمة ، سمعه رجال الامن ، فما كان عليه الا ان يقضي شهورا في الامن العام .
ولانهم شباب تجمعوا في قاطع واحد ، كل يتكلم عن طريقة محاولته لجذب انتباه البنت الذي اراد ان يفاتحها بحبه .
كانت المراقبة شديدة على الزنزانات لانهم سياسين .
الزنزانة ، مكان المناقشات السياسية ، لانهم كانوا رفاق الدرب ودعوة واحدة .
الهدوء يخيم على الموقف ، الساعة تشير الى الواحدة والنصف تقريبا ، من يعلم ذلك ، الساعة ممنوعة الاستعمال للموقوفين السياسين ، كل من يدخل الموقف ياخذ منه كل شيء ، ما لديه من مال ، وحلقة الزواج ، خواتم ، ساعة ، كل ما يجدونه في جيب الموقوف السياسي .
على كل حال فالوقت في ساعات متأخرة من الليل ، سمع احد نزلاء الزنزانة صوتا مريبا ، قال :
هناك طربكة.
ماذا ؟
فتح الباب الخارجي ، دخل رجل طويل القامة ، تحت انفه شاربا لا يحمله حمالي الشورجة ، خلفه ، العديد من ضباط الامن ، نظر الى الزنزانة من خلال فتحة موجودة فب الباب .
سأل .... ها اشلونكم ؟
بدون تردد قال احد النزلاء ، نحتاج بطانية نفرشة على الارض ، نظر الى ارضية الزنزانة ، قال ، لا ما ما يحتاج الكاع ما يبين .
ثم دار وجهه ، وسار من كان خلفه وراءه .
وللقصة بقية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأمم المتحدة: الجيش الإسرائيلي من أكثر الجيوش إجراما في الع
![](https://i4.ytimg.com/vi/wyXf13oyACg/default.jpg)
.. ضربها 50 جلدة.. فيديو لتعذيب رجل سوري لابنة زوجته يثير غضبا
![](https://i4.ytimg.com/vi/dOXKRF3NZEI/default.jpg)
.. اللاجئون .. قصة وطن وأرض ومنزل لم تكتمل
![](https://i4.ytimg.com/vi/sTNWmwOwfsI/default.jpg)
.. وول ستريت جورنال: عدد الأسرى الأحياء لدى حماس قد يصل إلى 50
![](https://i4.ytimg.com/vi/mxaxOY-GutQ/default.jpg)
.. مندوب إيران لدى الأمم المتحدة ينفي دعم الحوثيين ويقول إنه ات
![](https://i4.ytimg.com/vi/-XdLAWj3h7Y/default.jpg)