الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى الانتفاضة العراقية

سلام خماط

2008 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مرور ما يقارب على 18 عام على قيام الانتفاضة الشعبية ونتيجة لكثرة واختلاف القراءات وتعددها والتي قد تتكامل في بعض الاحيان وتتصادم في احيان اخرى مما ادى الى عدم بلورة فهم شمولي متجانس عن هذه المحطة الثورية أو تأرخة متكاملة لها ، من هنا أود أن أعرج على بعض الاراء في هذا الخصوص .
فهنالك رأي يقول ان علاقة الانتفاضة بالواقع الاسلامي يكان يلخص عنوانها السياسي ، دون ان يلغي شموليتها أو اشراك فئات سياسية علمانية ، ودون ان يؤثر على الجدل الحاصل حول كونها مخطط لها أو انها جاءت عفوية من الانفجار الشعبي الذي قادت اليه منظومة من الظروف والعوامل المتعددة .
لقد واجهت السلطة الغاشمة الانتفاضة المباركة مواجهة تظهر التدليل على اسلاميتها من خلال الطرح الطائفي وشعارات (لا شيعة بعد اليوم) التي كُتبتْ على الدبابات المستخدمة في قمع الثوار ,لقد استغل صدام طيلة السنوات التي سبقت الانتفاضة الجزء الاكبر من الشعب بسبب عدم امتلاك هذا الجزء للوعي السياسي الكامل بما يدور في العراق ولهذا السبب وحده لم تكن هنالك مواجهة بين الجماهير والسلطة الدكتاتورية بل اقتصرت هذه المواجهة على بعض القيادات من خلال النخبة وجزء بسيط من الجماهير ولهذا لم تكن هذه المواجهة فاعلة من الناحية العملية .
الا أن هذا الوعي السياسي والنضج الجماهيري قد برز بعد سنوات من القمع والرعب والدماء مما دفع الى حتمية العمل الثوري للتخلص من هذا الواقع المأساوي ، من هنا انطلقت الشرارة الاولى للانتفاضة من المحافظات الجنوبية التي كانت تعيش كغيرها من محافظات العراق الاخرى جوا من الاحتقان والتوتر الذي لابد ان ينتهي الى الانفجار .
بدأ هذا الانفجار بالتظاهرات ثم بالصدامات واعقب هذه الصدامات لجوء البعثيين الى مقراتهم والتخندق بها ومن ثم محاصرتهم ، حتى كانت النهاية سقوط هذه الدوائر في قبضة الثوار .
تعتبر انتفاضة الجنوب اقوى صفعة يتلقاها نظام فاشي كنظام صدام على مر التاريخ ، كما وتعتبر محطة بل من اكبر المحطات الثورية في تاريخ العراق المعاصر .
لقد كشفت الانتفاضة عن التكوين الاستبدادي للحكام العرب ، وساعدت على تعرية الاعلام العربي وكشفت اقلام التزلف لكبار الشعراء والكتاب العرب الذين باعوا ضمائرهم قبل اقلامهم متسترين على حرائم الانظمة الفاشية ومستهينين بدماء الشهداء الطاهرة من اجل حفنة من الدولارات او كوبونات النفط سيئة الصيت .
لقد كان انتصار شهداء الانتفاضة عبارة عن صفحة من المجد اختطفها الثوار من براثن هزيمة الدكتاتور ومنذ تلك اللحظة التي انقضت فيها بقايا الحرس الجمهوري الصدامي المهزوم من الكويت والمترنح تحت ضربات القوات الدولية ، اخذوا يحفرون قبورهم باصابيعهم الملوثة بالجريمة ، وارادوا في نفس الوقت ان لا يبقى احد من الشهود على جريمتهم النكراء ، الا ان الجريمة كانت اعظم من ان تخفى فهي عبارة عن مقابر جماعية تظم بين ثناياها جثث وجماجم وهويات وعقود زواج ودمى اطفال وعباءات نسائية ممزقة لنساء دفنّ وهنّ احياء ، ولتبقى هذه الصور تذكارا من الوفاء يستحقه ابطال الانتفاضة في كل ربيع ، وليبقى درس الانتفاضة كيوم ازلي خالد يذكر بجريمة الطغاة وحتمية مصيرهم الى اقفاص الذل ومزابل التاريخ ، من هنا يجب ان يكون تاريخ الانتفاضة شاهدا على بطولة شعب كما يكون في نفس الوقت شاهدا على هزيمة سلطة ارتكبت من الجرائم ما لا تفعله أي سلطة في تاريخ البشرية فاستحق الشهداء المجد والخلود واستحقت هذه السلطة الغاشمة وصدام خاصة اللعنة والذل والعار .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية