الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقرير أميركي.. وأغتيال علماء العراق !

ناجي حسين

2008 / 3 / 23
الصحافة والاعلام


بدون أدنى شك يبدو أن محنة العراق مع الاحتلال وعملائه في الزريبة الخضراء ستعمر طويلاً, فهذه المحنة لم تقتصر فقط على نهب الثروات والتقسيم والقضاء على الإنسان العراقي وحضارته وتراثه, وإنما تتعداها إلى القضاء على مستقبله وطموح أجياله المتعاقبة, ومن جملة هذه الأهداف المبيتة هو إرغام علماء العراق البارزين في مختلف العلوم والاختصاصات المهمة على الهجرة وإن لم يكن فبتصفيتهم جسدياً, وحول هذا الهدف القذر بالذات التقت المصالح الأميركية مع مصالح العدو اللدود للشعب العراق وجميع شعوب المنطقة ألا وهو الكيان الصهيوني, فقد كشف تقرير أعدته وزارة الخارجية الأميركية وتم رفعه إلى المجرم جورج بوش أن وحدات الموساد والكوماندوس الإسرائيلية تعمل في العراق منذ بداية الغزو, وأن هذه الوحدات تعمل خصيصاً لقتل العلماء النوويين العراقيين وتصفيتهم بعد أن فشلت الجهود الأميركية في استمالة عدد كبير منهم للتعاون معها والعمل داخل الأراضي الأميركية وهذا ما أكدته صحيفة الديلي تلغراف البريطانية . وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن البعض منهم أجبر على العمل في مراكز أبحاث حكومية أميركية إلا أن الغالبية العظمى من هؤلاء العلماء رفضوا التعاون أو العمل في بعض التجارب. وأن جزءاً منهم هرب إلى خارج الولايات المتحدة, وأضاف التقرير أن العلماء الذين قرروا التمسك بالبقاء في العراق خضعوا لمراحل طويلة من الاستجواب والتحقيقات لم تخل - وهذا مؤكد- من بعض أساليب التعذيب التي شاهدنا بعض صورها في دهاليز أبو غريب, إلا أن إسرائيل كانت على قناعة بأن بقاء هؤلاء العلماء أحياء يمثل تهديداً لأمنها في المستقبل, فارتأت أن الفرصة المناسبة والخيار الأفضل للتعامل معهم في ظل التدهور الأمني هو تصفيتهم جسدياً, وقد أشار التقرير إلى أن البنتاغون أبدى اقتناعه بوجهة النظر الإسرائيلية, فقرر لهذا الغرض إنشاء فريق أمني تلخص عمله في تقديم السيرة الذاتية الكاملة وطرق الوصول إلى هؤلاء العلماء, وقد ترتب على هذا التعاون الاستخباراتي بين الطرفين مقتل ما يزيد على 350 عالماً نووياً عراقياً وحوالي مئتي أستاذ جامعي في اختصاصات علمية نادرة ومهمة وذلك في هجمات نفذت ضدهم في شوارع العراق بعيداً عن منازلهم وأحياناً في تفجيرات كبيرة طالت الجامعات العراقية مباشرة.‏ لعل ما جاء في التقرير الأميركي كان دليلاً كافياً على حقيقة من يقف وراء الاغتيالات في العراق, إلا أن ما رواه العراقيون في تقاريرهم ألقى الضوء على بعض الوقائع والمعطيات, فقد أكدت في مقالاتي السابقة قبل ثلاثة أعوام تقريباً حول ما يتعرض علماء العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003 إلى حملة شرسة من أعمال التصفية والخطف في إطار مخطط إجرامي تقوم به أيد خفية مرتبطة بأطراف دولية وأقليمية وفرق الموت الطائفية من أجل إفراغ العراق وربطا لما ذكرته قامت صحف عربية بنشر أسماء ما يقارب الألف شخصية من علماء وأكاديميين تمت تصفيتهم.‏ وقبل ذلك بسنتين, وتحديداً في حزيران عام 2004 أي بعد سنة ونيف من بدء غزو الأميركي للعراق انتشرت ظاهرة خطف وقتل العلماء والأطباء وضباط الجيش العراقي بواسطة عصابات مسلحة. ومع كشف هذا المخطط الجهنمي القائم على إفراغ العراق من علمائه ومبدعيه تبدو الصورة واضحة تماماً فهم لا يريدون أن تقوم للعراق قائمة بعد اليوم, ولهذا السبب تطلق اليد الإسرائيلية القذرة في العراق, ولا جدال حول نوايا إسرائيل وفرق الموت الطائفية والحرس الثوري الإيراني وحقدهما على كل ما هو عربي.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط