الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرجوحة أطفال عزون

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2008 / 3 / 17
حقوق الاطفال والشبيبة


يسألنا العالم-- لم كل العاب أطفالكم بنادق ومسدسات..؟؟!! ولم اللعبة المفضلة لأبنائكم هي اللعبة التي ينقسم بها الأطفال إلى فريقين-- فريق يمثل جنود الاحتلال فيحملون البنادق ويلبسون الخوذ ويشهرون الهراوات-- بينما الفريق الآخر يمثل الشعب يحملون الحجارة ويرشقون جنود الاحتلال بها.. صحيح أن أصدقاءنا الدوليين يعرفون السبب لكنهم وكغيرهم ينظرون دوما إلى دمى أطفالنا وألعابهم بأنها رمزا للعنف.. ويطالبونا بالحاح بإعادة تربية هؤلاء الأطفال، ليكونوا أكثر وداعة، ولإبعادهم كليا عما يغرس في سلوكهم ونشأتهم نزعة العنف.. ولكن هؤلاء الأصدقاء جميعا وكل المجتمع الدولي يغفلون أننا الضحية ولسنا الجلاد، وان أطفالنا يولدون ومنذ يومهم الأول على وقع أزيز الرصاص، وهدير الدبابات وناقلات الجند، والاقتحامات وأعمال القتل والإرهاب.. بل إن هؤلاء الأطفال هم بالعادة أولى ضحايا البربرية والهمجية الإسرائيلية، وتختزن الذاكرة الفلسطينية أبشع الصور لأطفال رضع، وفتية قتلتهم بوحشية آلة الحرب الإسرائيلية-- البعض منهم لم يتجاوز الأيام من عمره، والبعض لم يزل باللفة وفي حضن أمه، قتلوا جميعا بدم بارد-- ولم يتقدم أي من قاتليهم إلى يومنا هذا إلى محاكم الجرائم الدولية..
وهكذا وعلى هذه الوتيرة وبدون أي رادع تواصل دولة الاحتلال إسرائيل جرائمها، وتمعن في تحدي كل الشرائع والمواثيق الدولية، الداعية إلى حماية الأطفال وصون حقوقهم.. ولإدراك هذه الدولة بان شعب فلسطين بأكمله يرفض احتلالها، وان هذا الشهب لن يركع ولن يستكين لمخططاتها، فإنها تفقد صوابها وتتصرف مثل وحوش الغابات تثيرها رائحة الدم وتركض خلفها، وتؤمن بالقوة وتقدسها، حتى بلغت بها الغطرسة تهديد شعب فلسطين بالمحارق على طريقة الهولوكوست.. وبذلك تكون إسرائيل قد أفرغت كل في جعبتها من وسائل وأساليب لقمع الشعب الفلسطيني وترويعه.. فمن القتل المباشر والاغتيالات، إلى الاقتحامات والمداهمات وتكسير العظام وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ومن حرق الكروم والمحاصيل وتجريف الأراضي، إلى العقاب الجماعي بالحصار والإغلاق والتجويع، ومن الاعتقالات والتنكيل والتعذيب، إلى المس مباشرة بأرواح الأطفال والنساء والشيوخ، ويأتي هذا اعتقادا من زعماء إسرائيل بان القوة الغاشمة والمزيد من الضغوط يمكن إن يفتت عزيمة الفلسطينيين ويضعف من صمودهم وقدرتهم على مواصلة المقاومة والكفاح ضد محتليهم وغاصبي أرضهم..
ويبقى متنزه بلدة عزون الواقعة شرقي مدينة قلقيلية، شاهدا حقيقيا على الانحدار الكبير في منظومة القيم والأخلاق الصهيونية، حيث وجهت دولة الاحتلال بلدوزوراتها ومئات الجنود من جيشها لمداهمة هذا المتنزه الهادئ المسالم، وأعملت فيه آلة حربها وهدمها بعنف لتدمر أسواره ومنشاته وبرك السباحة فيه، ولم تنجو من ذلك أشجاره وحتى أراجيح الأطفال فيه.. ليتحول المتنزه خلال ساعات قليلة إلى ركام ودمار، لا لشيء إلا لإشباع سادية قادة جيش الاحتلال، ولتوجيه ضغوط اكبر على سكان هذه البلدة الفلسطينية-- التي تحاصرها المستوطنات من كل جهة ويخطط المحتلون لإحاطتها تماما بأسلاك شائكة، وتحويلها إلى سجن حقيقي كباقي القرى والبلدات الفلسطينية.. ومتنزه عزون-- الذي لم يتم الانتهاء من إقامته-- كان أملا بالنسبة لسكان عزون، وهم المحرومون من كل وسائل الراحة والترفيه، وقد كانوا ينتظرون بشغف إلى يوم تشغيله كي يتمكنوا من إدخال الفرحة إلى قلوب أطفالهم.

مخيم الفارعة – 14/3/2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي


.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل




.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل


.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق




.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا