الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد رحو أمسى مع الخالدين

هشيار بنافي

2008 / 3 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


المطران الجليل بولص رحو رئيس أساقفة الكلدان الذي قضى معظم عمره في تجليات روحانية مصدرها سمو روحه و نقاء سريرته بعطاء منقطع النظير في ملاحم نضالية سلمية من اجل تعميم الخير لبنات و أبناء وطنه و للبشرية، رحل ليلاقي وجه أليسوع العظيم و الأنوار تشكل هالة فوق رأسه المبارك ليقول لأبيه: كنت ابنا بارا و مخلوقا أدى أمانة الحياة بإخلاص و محبة، لذا أمسيت هدفا لجحافل الظلام و قوى الشر المستطير من أحفاد الداعر الذليل أبو سفيان و أمثاله الذين أهانوك و الخليقة بحقدهم و عصبيتهم القومية و الدينية و القبلية، و لذا أصبحت بعد موتى الفيزيائي خالدا عند جميع شرفاء العالم باختلاف أممهم و عقائدهم و خاصة لدى أهل العراق و الشرق الأوسط.
نعم.. يا أيه الأب لم تستطع قوى البغي الشمولي تحمل ترنيمتك الأخيرة فكانت في عجلة من أمرها لكي ترحل عن نينوى لعلها تستطيع من إيقاف عقارب الزمن بل عكس اتجاهها لتعود بنا إلى زمن القرون المظلمة عندما تسيدت فيها على شرقنا! بغفلة من الزمن، و لكن هيهات لها ذلك، فلقد رأينا النور الوضاء على جبينك الناصع و لا نرضى بالعيش أذلاء على (نور) قمرهم الكاذب، بعد الآن.
لقد تشرّفنا بمولدك و تشرّفنا بك معنا و نتشرّف بك و طيفك نجم ساطع في سماء العراق خالدا أبدا الدهر، تذكرنا بك و تسمعنا ترانيمك العذبة على مسامعنا و المزعجة جدا للآذان الصماء التي لا تريد أن تسمع غير الخرافات و الأنباء الكاذبة لمجد مزور صدعوا بها رؤوسنا في الشارع و الحارات و صفوف المدرسة بل حتى و نحن في غرف نومنا!، لا يعرفون من السلام غير ما يتشدقون به عند اللقاء و المصافحة الخادعة، ليختالوا بعدها كل جميل و تواضع و نبل و محبة لأنهم يتكبرون على الخالق و الخلق و الخليقة و لا يعترفون إلا بعنصرهم و دينهم و مذهبهم، لأنهم (أحباب) الله في هذه الدنيا!، و (أسياد) فردوسه الأبدي!.
لا شك لي بأنك كنت تريد الخلاص و النجاة بروحك من جلاديك المجرمين، لتذهب إلى ملكوت أبيك الخالد مثلك، لكونك نعم المولود لخير والد، فنم يا شهيد العراق قرير العين، فلقد حلفنا بان نسمع ترانيمك دائما و أبدا لأنك و قومك و دينك جزء منا و نحن و بلادنا لا نساوي شيئا بدونك و بدونهم فبأس العراق و بأس كوردستان دونكم يا أجمل باقة ورد بين مكونات بلادي، و إن خلت الأوطان منكم ستصير سجون لا نشعر بأية انتماء لها و سنحاول تهديم جدرانها بعزم و تصميم و لو كان الوطن المنشود لنا منذ آلاف السنين، فحتى خيانة الأرض اشرف بمائة مرة من خيانة اشرف البشر عليها، ألف رحمة على روحك الطاهر يا ابر الأبناء الذين أنجبتهم ميزوبوتاميا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يمهد ماكرون الطريق أم يقطعه أمام لوبان إلى الإليزيه؟ | ال


.. مجموعة السبع تسعى للتوصل لاتفاق حول استخدام أصول روسية مجمدة




.. إنتر ميامي الأمريكي آخر ناد في مسيرة ميسي الاحترافية؟


.. حماس تؤكد أن التعديلات التي طلبتها على خطة وقف إطلاق النار ف




.. ردود الفعل متواصلة على طرد سيوتي من رئاسة حزب الجمهوريين في