الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغنية لتحطيم أنف العالم

عبد العظيم فنجان

2008 / 3 / 19
الادب والفن


اتدربُ مذ عرفتكِ على أن اكون خاسرا :
اضفتكِ ، مذ أول لهفة ، الى مفقوداتي ،
قبل أن يحصل ذلك ، وافقدكِ فعلا .

لم احبكِ
إلا لأن الحبَّ تنشره الامهاتُ على حبال الغسيل ،
لتتبخر ، من أرواحهن ، الطعناتُ ، تحت الشمس .
ولم أغرم بكِ
الا لأنكِ مخمورة بالألم وبالتوبيخ ، حد الثمالة ..
لكنني لا أعرف كيف أحبكِ دون أن اسكر :
دون أن أضع وجهكِ على طاولة مخيلتي ،
واشرب خمر غيابكِ ،
لأجرجر العالم من شَعره ، وارميه بين قدميكِ :
يصفعونكِ في البيت فأسقط ، بدلا عنكِ ، في الشارع .
اما امكِ فلي على جبينها قبلة ،
لأنها تراني عندما تبكين ، طافرا ، من بين دموعكِ .

احبكِ .
أقسم بالقمر وهو يرفرف جريحا ، فوق رؤوس العشاق ،
إثر انفجار عبوّة ناسفة في قلبه .

اقسم بالخوف :
ينشر راياته فوق رؤوس متظاهرين في مسيرة
لايعرف فيها أحدٌ أحدا .
لايعرفون لِمَ هم هكذا محمولين على أكتاف الهتافات بدون فائدة .

احبكِ حتى الأخير ،
حتى الاخير ، حتى الاخير ..
رغم أننا نعيش مرحلة ما بعده .
حتى عندما يأتي يوم ترشنا فيه خراطيمُ المياه بدموع الحكومة .
حتى في وشايات الأصدقاء على بعضهم البعض
من أجل عضة من تفاحتكِ المنهوبة ، منذ أول غابة .

ماذا اكثر من هذا شعر ؟
ماذا أكثر من هذا جنون ؟

لكنني لا أعرف كيف أحبكِ دون أن أترنح بينكِ وبيني .
دون ان يتعتعني مصباحُ قلبكِ السكران في ظلام الأزقة ،
لأبيتَ ليلتي على عتبة اسمكِ ،
فلا تفتحين البابَ الا وأنتِ مبتورة العواطف ، في سيارة أسعاف .
أحسبكِ تنادين الاقاصي من مستوصف الزمن ،
وتحسبيني انادي الشِعر ، ممتطيا حصان الرصيف ،
بَيدَ أني لا أفعل شيئا ، سوى الغناء .
اغنيّكِ ، أيها الشقية :
إذا كنتِ امرأة ، فكوني امرأة حقا .
كوني فارسة
لأنني
إذا ما سكبتُ عليكِ من مياه فرحي ،
فلن تفيض على وجهكِ الا صفعة اخرى ،
فتدفعني ، بدلا عنكِ ، الى اقرب حانة :
اسكر
كي احطم انف العالم ،
فلا احطم سوى راسي ، وأنا ارطمه بالحائط .

لكِ أن تختفين في شِعري دائما ،
ولي أن أقطع المسافة بين القصيدة والشِعر حافيا :
أمشي على شظايا مرآة هاويتي المنثورة طوال الكتابة ،
فالمحكِ تقفزين ، من جملة الى جملة ، وخلفكِ يقفز ثعلب ،
سيواصل لعبته ، حتى وأنا أحذفه من هذا المقطع ،
غير أنني مللتُ .
مللتُ أن احبكِ ، وأن تحبينني ، على هذا الشكل ، فصرختُ ثانية :
إذا كنتِ امراة ، فكوني امرأة حقا ، فخرجتِ .
خرجتِ من غرفة النقاط ، ومشيتِ ، كالحبر ، في عروق الحروف ،
ولم أجد ثمة معنى عندما وضعتُ الكلمات تحت عدسة مكبرة :
يحتلني غيابكِ ،
واقترابي يجعلك تفلتين من قبضة الحضور :
اغنيّكِ ،
اضمكِ الى مفقوداتي ، واضحكُ جزعا
لأن لعبة كهذي لايعرفها أحد سواي ،
انا الخاسر مذ قلتِ : احبكَ
لأنني خالي الوفاض ، إلا من عطش الرحيل ، ولستُ بنادم .
أنا الرابح الازلي مذ تدربتُ على اضطرابكِ
بين مقبض الوردة ، وغصن الخنجر ، ولستُ فرحا .
لا فرق
ففي الاخير يصفعكِ احدٌ ما ، فاسقطُ بدلا عنك في الشارع .

احبكِ
اقسم بكل مافقدتُ من أصدقاء في الحروب ،
وبكل جرعة خذلان كرعتها ،
وأنا جالس على شرفة الحب في الشوارع الخلفية .
تجمعني امكِ مع دموعكِ ، فأعود نهرا تلقين مراكبكِ الورقية في مجراه ،
ولا افعل شيئا سوى أن اسكر .
ارفع قبضتي بوجه العالم ، فأرتطم بأول حاجز :
يركلني الجند على مؤخرتي ، فأطير كقنبلة تنوير في ساحة حرب .
أشعُ بكامل ألمي من الاعلى :
أراكِ تغرقين غيابا ،
واراقبني أفيضُ حبا لكِ ، يوما بعد آخر ،
حتى آخر ركلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?


.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد




.. إيه الدرس المستفاد من فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو ب