الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العريف شلتاغ

حامد الحمراني

2008 / 3 / 19
الادب والفن


استهداف العريف شلتاغ من قبل مجموعة مسلحة في كمب سارة ببغداد الشهر الماضي ليس لها علاقة بما يفعله من ( هنبلله) في مسلسل بيت الطين ومشاكله التي لا تكاد تنتهي مع ( عليوي) الذي اشترك في مظاهرة لا يعرف برنامجها السياسي.
والعريف شلتاغ مطلوب حيا في مسلسل بيت الطين الذي تعرضه قناة السومرية يوميا ، والفنان خضير ابو العباس مطلوب ميتا في مسلسل الموت اليومي لبيت ( الدبل فاليوم) الذي يعرضه ابطال الجريمة والعنف ضد عموم الشعب العراقي منذ سقوط مخرجهم (الفلته).
والعريف شلتاغ شاطر في ايذاء (عليوي) ، بالرغم من ان عليوي لا ينتمي الى جهة سياسية برئاسة (كشخيل) ولا يمثل المعارضة ولا يطمع في منصب ، ولم يكن مصدرا مقلقا للقرية التي تتمتع بشىء من الاستقرار ، فاهلها لم يشتكون من عدم وجود كهرباء او عدم وجود نفط ، وهم ليسوا بحاجة الى الحصة التموينية ، فهم في بيت الطين الذي تحيطه نعم الله المختلفة والتي تكون عادة مصدرا لرزقهم، وليس لديهم متقاعدين وما يعانونه من تدني رواتبهم التي تجعلهم يكرهون السلطة والحكومة ومركز الشرطة.
العريف شلتاغ مكروه في بيت الطين الذي يحكي جانبا من حياة الجنوب في منتصف القرن الماضي ، ومصاب بعقدة الانتماء الى السلطة ، التي يجب ان يهابه الجميع ، وحسنا يفعل اهل القرية فانه لم يكن يوما ما ضيفا عليهم ولم يشاركوه في افراحهم واحزانهم ؟، انه لا ينتمي الى القرية الا بصفة السلطة التي يكرهها الجميع ، وعريف شلتاغ منبوذ وخطأ . فهو شاطر فقط بـ(الهنبلله) ، وهو يكذب ويوحي لنا من خلال عشقه لرتبته التي يخطها في ذراعه الايمن بانه يحب عمله والقانون ، ولكنه منح العصابة اكثر من مره مركز الشرطة وسلمه لهم مقابل حياته.
ففي قريته التي يحكمها العشائر والتقاليد والاعراف الاصيلة لا تحتاج الى شلتاغ ولكنها قد تحتاج الى عليوي ، فتلك القرية لم تشهد تفجيرا للعبوات الناسفة او خرقا لحقوق الانسان ولم يتعرض مواطنيها الى التهجير القسري ابدا ، وهي خالية من المشاريع وما يتمخض عنه من فساد .
قد يكون لبعض من صفاته حاجة لنا الان ، فهو ليس طائفيا ، ولا ينتمي الا الى عمله و( السلك) الذي لا ينفك يعطيه الاولوية والحب والاطراء .
ولكن لا يستطيع شلتاغ ان يمشي كما يمشي في بيت الطين ، ولا يستطيع ان (يهنبلل) في مدينة بغداد في ظل الانفلات الامني الذي قد يكون هو احد اسبابه الموروثه، فهو نفسيا ينتمي من غير ان يدري الى ثقافة النظام السابق تلك الثقافة التي تعتبر جميع العراقيين مشروعا للمؤامرة وهم اعداء السلطة وان لم يفعلوا شىء .
بقي عليك ان تتخيل العريف شلتاغ وهو واقف في احدى السيطرات في بغداد ومكلف في التفتيش ، فماذا سيفعل وكيف سيفتش ، وكم سيستغرق تفتيشه للسيارات ، فهو لا يحتاج الى جهاز لكشف المتفجرات باعتباره خبير بالسلك ، وهو لا يحتاج الى ابراز هوية الاحوال المدنية التي الزمت الحكومة العراقية المواطنين حملها في الشوارع ، لسبب بسيط فانه لا يقرأ ولا يكتب ، ولكني شخصيا اتوقع ان حصل ذلك فان جميع المواطنين سيرفعون شكوى لرئاسة الجمهورية بتنحية شلتاغ الذي يؤخرهم عن عملهم ، ولسان حالهم يقول لشلتاغ ( لا والغسمه ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر