يحاول الكاتب أن يرسم صورة واقعية لمدينته في تلك السنوات بكل تفاصيلها الجغرافية و أبعادها الإنسانية حيث الشوارع المغبرة والبيوت القديمة والتقليدية .. الأسواق والأضرحة .. الحدائق والبساتين الجميلة الأنهار و أفرعها والاهم من ذلك الناس البسطاء والشخصيات الشعبية والمرتبطة بمورثات ومهن توارثوها والتي تشكل محطات تاريخية مميزة للميناء البحري والنهري للعراق ، حيث اختلاط الأجناس والأسواق من خلال التجارة والزراعة والتصدير وتزاوج وتداخل الطقوس والتقاليد في الأعياد والأفراح .. في الأحزان والمآتم .. في فترات الأفراح القليلة والاتراح العامرة ..

      الكتاب يتكون من 18 فصلاً مع المقدمة و19 قصيدة ومدخل ويقع في 340 صفحة من الحجم المتوسط ومن إصدارات دار المدى للثقافة والنشر يؤطره لوحة الغلاف للفنان والخطاط المخضرم محمد سعيد الصكار ..

      أن غاية الكاتب هي رسم المدينة بريشة الذاكرة الأولى حسب المخزون الطفو لي والتلقائي والذي يشكل " ضباب " أشعاره ونثره ، حيث النخيل الباسقات وجداول الأنهار تتمدد بين بيوت القصب والطين وحيث السطوح والسلالم والشناشيل .. المواقد والقدور والحكايات التي تدور حولها .. الذكريات تولد الذكريات والصور تستدعي الصور ، لذا سيظل الكاتب والكتاب بحاجة إلى الاستزادة ما دامت البصرة تعاني الخراب تلو الخراب بفعل الزمن في العمران والمعمار وبفعل الإنسان في الحروب وتدمير البيئة ..وبفعل الاستغلال البشع والجشع للموارد والآثار الطبيعية الخلابة بدأً من شط العرب مروراً بالاهوار انتهاءً بروابي وانهار وقمم جبال كوردستان الجميلة حيث زار كاتب هذه السطور بصرة السبعينات حيث العشار والطبكة بين ظفتي شط العرب وصولاً إلى السليمانية وشقلاوة وراوندوز ومثلث الحدود العراقية الإيرانية التركية ومصيف كلي علي بيك حيث شرب وارتوى من نبعه الزلال . 
 خليـل زينـل – البحــرين