الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعيم يشتي يفرح

هشام السامعي

2008 / 3 / 24
كتابات ساخرة


أحياناً عندما يصاب الإنسان بالاكتئاب يحاول جاهداً أن يبحث له عن أي وسيلة تبعث في نفسه البهجة وتشعره بالفرح وإن للحظات فالقليل منها أفضل من الكآبة المتوحشة .
ربما هذا هو السبب الذي جعل رئيس الجمهورية يعتمد كل تلك المهرجانات والحفلات من أعياد وطنية وحفلات زفاف وحتى موالد , المهم أن يخرج من شعور الكآبة الذي يحيط برجال السياسة عادةً .
هذه المرة تبدو الكآبة أكثر عمقاً في نفسية الزعيم , فزيارته لألمانيا حتماً مثلت لديه صدمة نفسية ربما لن تزول سريعاً , ألمانيا التي توحد شرقها بغربها في نفس العام الذي توحد فيه شمال اليمن مع جنوبه مع فارق أنه من الكفر المقارنة بين المشروعين , ألمانيا التي كان يعقد عليها سيادته أملاً كبيراً بتقديم دعم يخرج البلد والرئيس من ورطة كبيرة ومن كارثة باتت رؤى العين , وهو ما جعله يحشد كل تلك الملايين لمهرجان الحسينية , رغم علمنا أن المهرجان السنوي عادةً لا يصاحبه كل تلك البهرجة والزينة وحفلات الزار , كل ذلك لكي يروح عن نفسه قليلاً علها تنسيه أو تقلل من أثر الصدمة التي واجهته بها ألمانيا .
هكذا تحملنا دائماً ذهنية الزعيم الملهم أثقال البحث المستمر عن وسائل جديدة ومناسبات لكي تسعد الزعيم , لكي تبعد عنه لحظات الكآبة التي لا تزول من حياته المليئة بالأحزان , لكي لا يشعر الزعيم أنه الأكثر بؤساً في شعب يعكس البؤس صورته .
على عكس ما كان يتوقع الكثيرين عاد فخامته ممتلئاً برغبة قديمة متجذرة في البروز كقائد حقق لشعبه ما عجزت عنه قوى الغيب والباهوت وابن علوان , عاد ليلوح بيده للجماهير التي احتشدت أمام منصته جائعة حلمها العظيم أن يمن عليها فخامته ببعض عطاياه , عاد ليضع رجلاً على رجل يستمتع بالعروض التي تقدمها الجماهير الطائعة وأباطرة حكمه يحيطون به من كل جانب , عاد ليمارس هوايته في التجوال بينما تصدح حناجر الفقراء والجوعى بعبارات الفداء والتقديس , الكثير توقع أن عودته الأخيرة محملاً بالخيبات ستحدث حراكاً وتغييراً في عقلية إدارة الحكم , لكن أزمة الظهور كقائد ملهم وزعيم فذ كانت هي التي حضرت بكل تضخمها .
هكذا سيظل الشعب يدفع ثمن بؤسه الذي يؤثر في نفسية الزعيم فيجعله ينفق الملايين على حفلات تبعد عنه هذا البؤس , سيظل الشعب يتجرع الأحزان طالما وهو يشعر الزعيم بمرارتها , فالقليل من البؤس أيتها الجماهير , القليل من الحزن فالزعيم نفسيته مرهفة والبنك المركزي قوائمه المالية مرهفة أيضاً .
مقطع من قصيدة البردوني " ليالي الجائعين "
فكأن جيراني جراح تحتسي ري الأسى من أدمعي ودمائي
ناموا على البلوى وأغفى عنهمو عطف القريب ورحمة الرحماء
ما كان أشقاهم وأشقاني بهم وأحسني بشقائهم وشقائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف