الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بمناسبة الذكرى الخامسة للحرب على جماهير العراق

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2008 / 3 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مرت 5 اعوام على شن امريكا للحرب على جماهير العراق واحتلالها للعراق. 5 اعوام مشؤومة، لايمكن وصفها، وليس لها اي مثيل في كل تاريخ العراق الحديث. ليس الجوع، الفقر، البطالة، الحرمان بكل اشكاله، سلب الحقوق والحريات هي سماتها فحسب، بل كان الوجود الفيزيقي للبشر ومسالة بقائه وديمومة حياته امراً تحت طائلة السؤال. 5 اعوام من الاحتلال 5 اعوام من اعمال القتل والذبح والتشريد والتهجير الطائفي والقومي والديني. 5 اعوام من التطاول على انسانية الانسان. ابيد مئات الالاف الذين ازهقت ارواحهم بدون ادنى ذنب ارتكبوه. 5 اعوام من المسخ اليومي لانسانية الانسان وقيمه ولكل سيماء المجتمع. احيل مجتمع مدني، متقدم ومتحضر الى غابة بكل معنى الكلمة. فرض اشد اشكال التراجع على المجتمع وتم احياء اشد النزعات الرجعية القومية والدينية والطائفية والعشائرية لتجثم بالنار والحديد على قلوب جماهير متطلعة للرفاه والمدنية والعلمانية.

لم تجلب الحرب والاحتلال "الحرية" و"الرفاه" و"السعادة" كما زعموا كذبا وزوراً وتبريراً للحرب. لقد دفعت الحرب المجتمع نحو هاوية المجهول. لم تنهي الحرب الديكتاتورية، بل اشاعت ديكتاتوريات اكثر شراسة وعنف ودموية واستهتار بحياة الجماهير. سلمت الحرب وامريكا وسياساتها واحتلالها المجتمع بايد عصابات اسلامية وطائفية وقومية وعشائرية اجرامية قل نظير بشاعتها ودمويتها، سلمته بيد حفنة من المجرمين والقتلة من القاعدة والميليشيات الاسلامية الارهابية وغيرها. سلبت مليارات الدولارات من مقدرات المجتمع وقوته اليومي، في وقت تعاني الاغلبية الساحقة من الفقر والاملاق والعوز. جاءت الحرب بحفنة عصابات قومية وطائفية لتفرضهم بالعنف والقسر كسادة المجتمع وقادته وبانتخابات زائفة وغير قانونية كاريكاتورية ونصبتهم كماسكي زمام السلطة في العراق.

لم تكن هذه الحرب ذا ادنى صلة بالادعاءات الكاذبة التي ساقتها امريكا وحلفائها. ان كانت ارض الحرب هي العراق، فان مركز الحرب الاصلية واطرافها الاصليين هم اخرون. انها حرب امريكا من اجل فرض سيادتها وهيمنتها على العالم بوصفها شرطي العالم الذي يجب ان تنحني له الهامات. انها حرب امريكا التي ترى بام عينيها تداعي مكانتها الاقتصادية العالمية من جهة وظهور اقطاب اقتصادية وسياسية عملاقة منافسة على الساحة وفي مقدمتها الصين وروسيا واوربا ليست على استعداد للقبول وطأطأة الراس للتقسيم الامبريالي السابق للعالم والذي أَّمَّنَ المكانة المتسيدة لامريكا . انها حرب من اجل فرض التراجع على هذه القوى العالمية في واحدة من اهم مناطق الصراع من اجل الهيمنة والتسلط على العالم. انها حرب من اجل اعادة تقسيم العالم مرة اخرى والتي تصاعدت فيه نزعة الصراع الحاد بين هذه القوى اثر فشل مشروع امريكا في العراق وتعفر وجه سياساتها في وحل العراق.

ان امريكا ومشاريعه الامبريالية في العراق تمر باكثر مراحلها فشلاً وانعدام افاق للخروج من المستنقع الذي اقامته بحربها واحتلالها. فمجمل العملية السياسية التي رسمتها امريكا، باختلاف تكتلاتها واصطفافاتها واعادة تكتلاتها واصطفافاتها، تشهد اخفاقات وفشل قل نظيره، وبينت العصابات القومية والطائفية الحاكمة في العراق بانها ابعد ما تكون عن توفير حل ومنفذ لاستقرار العملية السياسية وارساء بديل سياسي ثابت ومستقر ومتعارف عليه. من جهة اخرى، الجماهير في العراق ساخطة وليست على استعداد للقبول بكل الوضعية الراهنة باحتلال امريكا، بالجماعات والزمر الحاكمة، جماعات السلب والنهب والقتل والجريمة، ليست على استعداد للقبول بهذه السلطات التي بينت 5 اعوام من حكمها الطائفي والقومي والاسلامي مدى معاداتها للجماهير واستهتارها بادنى الحقوق والحريات وكم هي غريبة بافكارها ومشاريعها واجندتها وادعائاتها عن المجتمع واماله وتطلعاته.

ان الحزب الشيوعي العمالي العراق وطيلة مايقارب من 15 عام من عمر نشاطه السياسي وقف بجدية وبنضال يومي ودؤوب بوجه مجمل امريكا ومشاريعها في العراق، وقف بوجه حربها واحتلالها وكل العملية السياسية وحكوماتها القرقوزية المتعاقبة المتهرئة وعديمة الافاق والمعادية للجماهير الى ابعد الحدود. يناشد الحزب جماهير العراق، تحرريه وكل دعاة المساواة والرفاه وكل الساخطين على هذه الاوضاع وخالقيها ومن يسعون لادامتها للانخراط في صفوفه من اجل تصعيد النضال ضد امريكا واحتلالها وكنس مجمل القوى المساهمة في خلق السيناريو المظلم الذي خلقته امريكا بحربها على العراق واحتلالها. كما يناشد جماهير العراق بالالتفاف حول منشور مؤتمر حرية العراق بوصفه سبيل حل عملي مؤثر وفعال من اجل انهاء هذه الاوضاع الكارثية.

16 اذار 2008












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يخرق نتنياهو خطوط بوتين الحمراء؟ صواريخ روسيا نحو الشرق


.. شائعة تحرش تشعل أزمة بين سوريين وأتراك | #منصات




.. نتنياهو يبحث عن وهم الانتصار.. احتلال غزة هل يكون الخيار؟ |


.. نقل مستشارة بشار الأسد لونا الشبل إلى المستشفى إثر حادث سير|




.. بعد شهور طويلة من القتال.. إسرائيل أمام مفترق طرق استراتيجي