الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرفوض ضوء النهار

زينب محمد رضا الخفاجي

2008 / 3 / 20
الادب والفن



(تكملة لموضوع حوار في الجنة)

وقفت واجمة كسيرة.. وهي ترى زوجها أبو أمان ينفض ملابسه ويديه ليبعد عنهما تراب قبر ابنتهما أمان.. دموعها والآم جراحها تذكرها بطريقة فقدها لأبنتها هناك.. شهيق ..زفير..شهيق .. شهيق .. شهيق دون زفير هكذا وبكل بساطة رحلت.
كيف أعود للبيت .. دون أبنتي أمان كيف أتركها هناك وهي تخاف الديدان كثيراً ويرعبها الظلام.. كيف أتحمل هذا الشقاء.. يالله رزقتني أياها دون أن أسألك يوماً .. ثم أخذتها اليك قبل أن أستعفيك منها .. لك الحمد ياخالقي إن كنت راضيةً أو غاضبة ولك الشكر إذ وهبتني صغيرتي ولي الصبر حتى يوم القاها .
أ أعود للدار .. ويدي خالية من يديك .. فراشك الوردي يسألك ... صغيرتي هل يؤلمك النوم في التراب..؟ .
لعبكِ .. شرائطكِ .. ملابسكِ .. كلها تمزقني وتملؤني جنوناً يُذهِبُ مني الصبرَ والعقلَ والتفكير.. صورتك وأنت تغنين لأختك (من زعلك من بجاك) تفقدني صوابي وصورة حسام الرسام التي بكيتِ كثيراً لأشتريها لك مازالت على الجدار..أقسم صغيرتي لن أرفعها من مكانها ما حييت وسأشتري لك كل (سيديات) حسام الجديدة.. سألتيني يوماَ هل هو متزوج فقلت لا أعلم! فقلتِ أذاً سأتزوجه وسيغني لي كل الأغنيات ..يومها ضحكنا أنا ووالدك كثيراَ وقال لك العمر أمامك طويل وستبدلين رأيك مئات المرات ..فقلتِ: لا لن أتزوج غيره.. يحزنني أنك رحلتي ولم تتزوجي وحُرِمتُ فرحتي بك وأنت عروس تسلب بجمالها كل الألباب.
يبكيني فراقك حبيبتي.. ليتك الآن معي لأغني لك كما في كل الأيام فتنامين وأطمئن لنومك فأغفو وأنام..سلام أختك تسألني (ماما أين أختي أمان).. فأسكت ولسان حالي يقول ضاعت مع الأمان.. والدك صغيرتي يكابر وقلبهُ يقطُرُ دماً.. يواسيني ساعة .. ويلعب ساعة أخرى مع سلام لعبتكم (بيت أبيوت) حتى لا تذكرك وتبكي.. يجبرُ نفسهُ على الطعام والأبتسام وتكون النتيجة قيءٌ بلا أستسلام..
ما أبشع الحياة من بعدك قرة عيني.. وما أقبح ساعات النهار.. كنت الشمس التي تشرق على داري فتملؤه ضياءً ..وبعدك النهار مظلم لا نور ولا أنوار.. لا ترى عيني اليوم أكثر مما تراه عينك من ظلمة القبر بل رفضت ختى استقبال النهار.
أتت خالاتك وعماتك وجدتك المتعبة وجدك الذي هد قواه هذا المصاب ..بكى الباكون عليك.. فجعوا ..فأستنفذوا ماء أعينهم.. ووهنوا ثم ناموا.. حتى سلام نامت بأمان إلا أنا وأبيك هذا المسكين التعبان.. طال علينا الليل .. بكينا .. أنتحبنا.. رثيناك حتى رفضنا نور النهار.. ففجيعتنا بفقدك قبل الآوان لم تبقي لنا بقية نقوى بها على رؤية مكانك في بيتنا .. ليت النور يذهب فلا يأتي بل ليته يأتي لأقبل سريرك ووسادتك ودفاترك والأقلام ..دفنتك اليوم صغيرتي وقبلك دفنت خالتك أمل منذ سنين طوال.. رفقاً ياربي بقلبي فلقد لاقى فوق ما تلاقي كل القلوب واتعبه فقدان اعز الأحباب.
لماذا أتيت الى الدنيا صغيرتي مادمت سترحلين .. لماذا أذقت عمري حلاوة ضحكك.. ولعبك..وشقاوتك.. وها أنا أتجرع الآن مرارة فقدانك .. وألم رفضي النسيان.
حبيبتي أن قدر الله لك ان تلاقي في الجنة خالتك أمل.. لا تتركيها.. وصدقيني لولا خوفي على أختك سلام أن تضيع بعدي لما بقيت في هذي الحياة ..قبلي عني خالتك.. ودعيها تقبلك عني.. ولكن منى كل الحب والشوق وكل القبلات.
وسلام من بابا ومن أختك الصغرى سلام.
وأرقدي يا صغيرتي ونامي دوماً بأمان وسلام.

زينب محمد رضا الخفاجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال