الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أختي المصرية ، الثورة هي من أجل تأكيد ذاتك كإمرأة

أحمد حسنين الحسنية

2008 / 3 / 18
ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة


من يعادي المرأة ليس هو فقط ذلك الذي يحرمها حقها في الحياة ، و هي لازالت جنين ، فيما يمكن تعريفه بالوأد الحديث - و الذي كان لتطور القدرة في التعرف على جنس الجنين الفضل في ظهوره - و ليس فقط هو الذي يضن عليها بالغذاء صحي ، و يحرمها حقها في التعليم ، و هي لازالت طفلة ، و صبية ، و شابة ، و ليس فقط هو الذي يزهق نفسها ، بالإعتداء على حياتها ، بدون وزاع من قانون ، أو شريعة ، و ليس فقط هو الذي يبخسها حقها في أجر مساوي لأجر الرجل ، لنفس العمل ، و ليس فقط هو الذي يريد أن يحرمها حقها في أبداء رأيها ، على مستوى ، الأسرة ، أو العمل ، أو الدولة .

هناك أيضا أعداء للمرأة ، غير هؤلاء ، من النماذج المذكورة أعلاه .

هناك أعداء للمرأة ممن يلبسون حُلة التقدمية ، و التحديث ، ممن يعادون في المرأة طبيعتها الأنثوية ، المولودة بها .

أعداء المرأة هؤلاء ، ممن يتدثرون بعباءة التقدمية - و التقدمية الحقيقية منهم براء - يريدون من المرأة أن تنسلخ عن طبيعتها ، فتتطبع بطباع الرجل ، أي تظل إمرأة بالتكوين الجسدي ، و الهوية ، أما عقلاً فرجل .

إنهم ينكرون عليها طريقة تفكيرها ، و يتهجمون على الأولويات التي تضعها أغلب النساء لأنفسهن في الحياة .

إنهم يريدونها إمرأة بالجسد ، رجل بالعقل .

الكثير من النساء – ان لم يكن أغلبهن – يضعن الأسرة ، بما يعني ذلك الزوج و الأطفال ، في مقدمة أولوياتهن ، فلا يمنعهن تقدمهن الدراسي ، و تدرجهن في سلم الوظيفة ، من التفكير في تأسيس أسرة ، ثم المحافظة على كيان تلك الأسرة ، و رعايتها .

لهذا فإن بالإمكان إضافة نموذج ثالث ، لأعداء المرأة ، و هو ذلك الذي يحول بين أي امرأة ، و تحقيق حلمها ، في أسرة تخصها .

و ما ينطبق على أعداء المرأة من الأفراد ، ينطبق على الأنظمة .

فليست الأنظمة المعادية للمرأة ، هي فقط تلك الأنظمة البالية ، التي تحرمها حقوقها الأساسية المشروعة ، مثل حق التعليم ، و العمل ، و التصويت في الإنتخابات ، و ما إلى ذلك .

و ليست فقط تلك الأنظمة ، التي تتعامل مع المرأة كأنها رجل ، فتطلب منها القيام بالخدمات الشاقة ، التي لا تناسب طبيعة تكوينها ، و تفكيرها ، مثل الإلتحاق بالجيوش ، في المهام القتالية .

إنها تشمل تلك الأنظمة ، و التي و إن كفلت دساتيرها ، و قوانينها ، الكثير من الحقوق الأساسية للمرأة ، و لا يوجد لديها – نظرياً – موانع ضد ممارسة تلك الحقوق ، و لكنها واقعياً ، تمنع المرأة ، من تحقيق ذاتها ، بالوصول إلى إنجاز أحد أهم أولوياتها ، و أعني تكوين أسرتها ، ثم المحافظة عليها ، و رعايتها .

النظام المصري الحالي ، نظام آل مبارك ، هو أحد تلك الأنظمة التي تنتمي للنموذج الثالث ، من النماذج المعادية للمرأة ، فحسب عدد جريدة الأهرام القاهرية - لسان حال طغمة الفساد و الإستبداد الحالية – في الأول من مارس 2008 ، هناك أكثر من تسعة ملايين امرأة مصرية ، عانس ، رغم إنني شخصياً ضد إستخدام هذا اللفظ ، لما له من وقع غير مناسب على النفس ، و هناك حالة طلاق ، في مصر ، كل ست دقائق .

إذاً هناك تسعة ملايين فتاة مصرية ، حطم النظام الحاكم الحالي حلمهن في تحقيق أسرة ، و هناك كل ست دقائق ، أسرة مصرية تنهار ، و أطفال تعاني التمزق .

المسئول الأول عن تلك الأزمة الإجتماعية الخطيرة ، هو حسني ، و ولده جيمي ، إنهما أعداء للمرأة المصرية ، لأن من المعروف بداهة ، أن أول أسباب ظاهرة تأخر سن الزواج في مصر ، هي الأحوال الإقتصادية المتردية – و التي نتجت عن الرعاية الرسمية للفساد - و التي أفضت إلى ، إما بطالة ، ظاهرة ، أو مقنعة ، أو إلى وظائف هامشية ، أو غير ثابته ، أو إلى وظائف بدخول لا تكفي لتأسيس أسرة ، أو حتى المحافظة على بقائها .

بالمثل فإنه من المعروف إجتماعيا ، أن أهم أسباب الطلاق ، و تمزق شمل الأسر ، و معاناة الأطفال بالتالي ، هو السبب الإقتصادي ، فمن المعروف ، حسب الإحصائيات العلمية ، أن أحد أهم أسباب النزاعات العائلية ، هي الأمور المادية ، تلك النزاعات التي تتطور إلى مراحل أعلى - مع تفاقم الأوضاع الإقتصادية للأسرة سوء ، و دخولها مرحلة الأزمة المزمنة - إلى أن تصل إلى نقطة الإنفجار الكبير ، الذي يودي بالأسرة ، ككيان ، و أعني الطلاق .

أختي المصرية ، لا يخدعنك معسول كلامهم الرسمي ، عن المرأة ، و حقوقها ، في المؤتمرات ، و الإعلام ، فإن عدائهم لك ، و لأسرتك ، لا يقل عن عداء تلك الأنظمة التي تجاهر بحرمانك حقوقك البديهية .

و عزوفك عن المشاركة في العمل الجاد و الجريء ، من أجل تغيير الأوضاع ، بالتعجيل بالثورة الشعبية السلمية ، لا يعني سوى إنك تكافئين ، من سرقوا حقك في تأسيس أسرة ، إن كنت من التسعة ملايين ضحية ، أو تكافئين ، من يهددون ، بقاء أسرتك ، بشبح الطلاق ، و يمزقون بالتالي سعادة و مستقبل أطفالك ، ان كنت متزوجة و أم ، أما إن كنت لازلت في مقتبل العمر ، و زهوة الشباب ، فإنك مهددة بأحد مصيرين مرين ، عنوسة أو طلاق ، لو أسهمت ، بسلبيتك ، في الإبقاء على هذا النظام الفاسد .

الثورة هي من أجل تأكيد ذاتك كإمرأة ، بتحقيق أحلامك ، و المحافظة عليها بعد تحقيقها .

التغيير الجذري ، هو لأسرتك ، و سعادة و مستقبل أطفالك .

دورك الأن هو أن تسهمي في خلق مناخ الثورة .

حادثي كل من تعرفينهم ، و تثقين فيهم ، عن ضرورة التغيير ، و أن الطريق الأوحد للتغيير هو بالثورة الشعبية السلمية ، التي تطيح بطغمة الفساد الحالي ، إلى حيث تستحق .

كوني- الأن - صوت الثورة القادمة ، و بشيرة للتغيير ، و سيأتي الوقت الذي نسألك النزول للهتاف في الثورة التي أسهمت في صنعها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة حاشدة نصرة لفلسطين في ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفر


.. أصوات من غزة| أثمان باهظة يدفعها النازحون هربا من قصف الاحتل




.. واشنطن بوست: الهجوم الإسرائيلي على رفح غير جغرافية المدينة ب


.. إندونيسيا.. مظاهرة أمام السفارة الأمريكية بجاكرتا تنديدا بال




.. -مزحة- كلفته منصبه.. بريطانيا تقيل سفيرها لدى المكسيك