الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمات النفسية لدى الطفل المعاق

المهدي مالك

2008 / 3 / 18
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


مقدمة
يشرفني بمناسبة اليوم الوطني للشخص المعاق الذي يصادف 30 مارس من كل سنة ان اتطرق كما هي عادتي الى مواضيع تتعلق بواقع المعاق المغربي سواء في الوسط الحضري او القروي و كما انني اسعى عبر هذه المقالات الى التعريف بمشاكل هذا الاخير المتعددة على كافة الاصعدة التربوية و الاجتماعية و النفسية بحيث هناك ظواهر سلبية في بيئتنا المغربية تجعل المعاق يبكي دموعا احر من الجمر .
وانني ساتطرق في هذه المقالات الى مواضيع جديدة كالازمات النفسية لدى الطفل المعاق .
و واقع المعاق في منطقة الريف حيث اتصلت ببعض الاخوان من هناك و طلبت منهم معلومات كافية حول المعاق الريفي و واقعه القاسي.
و كما اتمنى من الجمعيات المهتمة بهذا المجال في البوادي السوسية ان ترسل إلي بمعلومات حول هذا الموضوع.
و كما سأكرم فنان معاق اعطى الشيء الكثير للاغنية الامازيغية و اعطى حياته لخدمة قضايا الوطن و المواطنين .
مدخل
ان الانسان مهما كان له من المكونات و العناصر تجعله يشعر بإنسانيته و بانتمائه لمجتمع ما و من اهم هذه العناصر هي النفس التي تعتبر الاساس لاي تقدم يريده هذا الانسان, فالنفس عنصر مهم و خطير في نفس الوقت لانه يجعلك تسعى الى الحياة او الى الانتحار و يجعلك تسافر الى عالم السعادة او الى عالم البكاء الشديد ليلا و نهارا بدون توقف و بدون شعور بطعم افراح الاهل او الاصدقاء ,
و كما ان النفس عالم واسع و مختلف الاحاسيس الانسانية لا يمكن لاي احد ادراكه
لان هذا العنصر يحتاج اولا الى مستوى عالي من الفكر و الاحساس بقيمنا الانسانية كالجمال و الطبيعة الخ, ثم ياتي الاحساس باهمية دور الديانات السماوية الاساسي في حياتنا النفسية حيث الانسان لا يمكنه ان يعيش بدون الاعتقاد الديني الذي يضمن له مجموعة من الاشياء كعبادة الله تعالى و الراحة النفسية من خلال الاستماع الى الكتب السماوية و الاغاني الدينية الموجودة في شتى بقاع العالم .

ان مجتمعنا المغربي في عموميته لا يعتبر ان النفس عنصر مهم يلعب ادوار اساسية في حياة الانسان بل يعتبره شيئا لا قيمة له و هذا راجع الى كون مجتمعنا يعاني من الامية و الجهل و التخلف بكل ابعاده و راجع كذلك الى ثقافتنا الدينية الشعبية التي تعتمد اساسا على التفسيرات الخاطئة لبعض الظواهر كالجن المذكور في القران الكريم و السحر الخ.
الطفل المعاق و المشاكل النفسية
و ندخل الان الى الطفل المعاق باعتباره انسان يملك خصوصياته المختلفة عن الطفل العادي بحيث انه لا يستطيع فعل الاشياء المعروفة كالمشي و الكلام و الاكل لوحده و غيرها الكثير من هذه الوظائف العادية اذن هذا الطفل له احتياجاته الخاصة داخل الاسرة اولا و داخل المراكز التربوية ثانيا و ثم داخل المجتمع عموما و من بين هذه الاحتياجات الراحة النفسية الجوهرية لاي تقدم يحققه هذا الطفل لكن السؤال المطروح هل الطفل المعاق يمكنه
الوقوع في الازمات النفسية و ما هي الاسباب وراءها.
و قبل الجواب لا بد من ان نفهم واقعنا الاجتماعي و الفكري بشكل واضح بحيث نحن مجتمع نصفه يعاني من الامية الأبجدية و الثقافية و خصوصا في العالم القروي,
و هذه الامية العميقة أنتجت لنا مجموعة من الايديولوجيات المجتمعية التي
ترفض التقدم و الحداثة في مجتمعنا و تمارس نوعا من الاحتقار على بعض الفئات كالنساء و المعاقين و من بين هذه الايديولوجيات ما اسميه بالتخلف القروي أي التخلف الحامل لافكار تعتمد اساسا على احتقار هذه الفئات و خصوصا الطفل المعاق .
و نرجع الى سؤالي المطروح فاقول ان الطفل المعاق يمكنه الوقوع في فخ الازمات النفسية الخطيرة لاسباب التي شرحتها كالايديولوجيات المجتمعة الهادفة الى جعله في الظل لا يحق له في مجموعة من الحقوق الاساسية كالحق في التعليم و في الترويض الخ , بمعنى ان هذه الممارسات تحوله الى اليأس و التعصب في البيت او في المركز ,و شخصيا كمعاق وقعت في هذا الفخ بفترة مراهقتي الحساسة حيث كنت أعاني لكن بصمت رهيب من ايديولوجية التخلف القروي و لا اقصد هنا بانني اعادي البادية و أناسها الكرام الذين لهم مقام محترم عندي لكنني اعادي ايديولوجية التخلف القروي التي جعلتني اسير في الظلام طوال فترة المراهقة حيث كانت تعتبرني مجرد معاقا لا مستقبل له في هذا المجتمع و كانت تمارس علي كل انواع التحطيم و الاهانة لكرامتي .
و هنا يكون الطفل المعاق او المراهق المعاق امام واقع مؤلم الذي سيجعله يفكر
في مجموعة من الاشياء السلبية مثل الانتحار كرد فعل طبيعي نابع من الحالة النفسية المتدهورة لهذا الانسان .
و كما قلت في كتابي بانني حاولت الانتحار من
فوق سطح بيتنا حيث كنت اقول في نفسي الموت خيرا من سيطرة هذه الايديولوجية الرجعية التي حولتني الى انسان يسير في الظلام الدامس لا
يعلم أين الطريق الصحيح لمستقبله حيث لم اكن اتخيل انني سأصل يوما من الايام الى هذا المستوى المتواضع من الفكر و الكتابة رغم انني كسول بعض الشيء و مازلت افعل الكثير من الاخطاء اللغوية,
لكنني عندما استرجع هذه الذكريات المؤلمة اشعر بالحزن لان هذه الايديولوجية
الرجعية حرمتني من عدة اشياء جميلة كتذوق افراح رجوع ابواي من الحج و هنا اناقش الافكار ليس الاشخاص.
و خلاصة القول ان الجانب النفسي لدى الطفل المعاق يكتسي اهمية قصوى على مستوى تقدمه التربوي و الفكري و الاجتماعي.
المفكر المتواضع المهدي مالك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين